كتاب "أزمة الحركة الإسلامية".. كمال حبيب: الإسلام السياسى يحتاج مراجعة ضرورية

الجمعة، 13 مايو 2016 01:05 ص
كتاب "أزمة الحركة الإسلامية".. كمال حبيب: الإسلام السياسى يحتاج مراجعة ضرورية غلاف كتاب أزمة الحركة الإسلامية
كتب عبد الرحمن حبيب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صدر كتاب أزمة الحركة الإسلامية فى مصر.. قراءة جديدة فى الأفكار والتحولات، عن سلسلة كتاب الجمهورية، للدكتور كمال حبيب، والكتاب يناقش أزمة الحركة الإسلامية فى مصر بعد وصول أكبر وأقدم جماعاتها وهى الإخوان المسلمون متحالفة مع بقية القوى الإسلامية إلى السلطة فى مصر ثم خروجها منها، وهو ما كشف عن أزمة تواجهها الحركة الإسلامية فى مصر متعلقة بطبيعة الأفكار والمسارات والتحولات.

ويشير المؤلف إلى أن خلاصة ما يريد استنتاجه فى هذا الكتاب هو "العود على البدايات" ويعنى ذلك ضرورة عودة الحركة الإسلامية فى مصر إلى ما كانت قد بدأته وهى أنها حركة للأمة وليست لجماعة أو تنظيم، كما أن المؤلف ينتقد ما يطلق عليه الفقه الحركى الذى تستدعى فيه التنظيمات مقولات الفقه الشرعى لتوظفه لصالح تنظيمها، ومن ثم فهو يتحدث عن ضرورة العودة لفقه الشريعة وليس فقه التنظيمات الحركى الذى يوظف الشريعة ومقولاتها الصحيحة لصالح الأغراض الحركية للتنظيمات التى تتأول الدين لأهدافها هى.

ويجادل المؤلف بأن التنظيمات الإسلامية اليوم وهى تجتهد لنفسها فى مواجهة أمتها ولا تجتهد لأمتها لحمايتها من تغول الفهم الخاطئ للدين أو لبيان وتفسير المناهج الصحيحة لفهم الشريعة والدين – أنها عنصر انقسام يعود بنا إلى الانقسامات الكبرى فى تاريخ الإسلام حين ظهرت الحركات الخوارجية رافعة شعار الحاكمية "إن الحكم إلا لله" فى مواجهة على بن أبى طالب رضى الله، كما يعود بنا إلى الانقسام الكبير الذى أحدثه الشيعة فى جسد الأمة حول مسألة الإمامة، وهنا حين تستبطن تلك الجماعات أنها جماعة المسلمين وليست جماعة من المسلمين كما تدعى، فإنها تضع نفسها فى مواجهة أمتها وتصبح عنصرا للشقاق والخلاف والانقسام الذى يعرض وحدة بلدان المسلمين واستقرارها وعقائدها للتحدى والخطر.

التنظيم أو الجماعة التى تناقش افتراضات من قبيل هل الناس مسلمون؟ هل الدار التى يسكنها المسلمون اليوم دار إسلام؟ هل مساجد المسلمين اليوم التى يصلون فيها هى مساجد ضرار؟ هل نتوقف ونتبين فى الحكم على الناس باعتبارهم مستورى الحال أو مجهولى الحال، وحين يتساءل أعضاء تلك التنظيمات من المسلم؟ وماهو حد الإسلام؟ ويضيفون لذلك اشتراطات لم تضعها الشريعة مثل التوحيد بكامله كشرط للإسلام والجماعة كشرط للإسلام والبيعة كشرط للإسلام والولاء والبراء، هنا نحن أمام مؤشر واضح على أن ذلك النمط من التفكير هو نمط انقسامى ذات طابع خوارجى وإن لم يكن يعتقد مجمل عقيدة الخوارج القدامى.

يناقش المؤلف أن الإسلاميين حين جاءوا إلى السلطة ليحكموا بلدا معقدا وصعبا كمصر قدموا إليها بأدوات تنظيماتهم المغلقة، وكان منطقهم حول الشريعة ونمط حياة ا لناس فى مصر مقلقا ومخيفا وهو ما جعل الناس يترددون ويخافون ولا يأنسون بالطريقة التى قدم إليها الإسلاميون إلى عالم السياسة الجديد عليهم، وهم قد جاءوه متوثبين متحفزين يريدون أن يجمعوه لأنفسهم وحدهم ويحتكروه لتنظيماتهم وحدها، وهنا رأى الناس الإسلاميين لأول مرة طرفا فى صراع سياسى وحزبى ذات طابع دنيوى لم يألفوه عنهم.

يدعو الكتاب إلى ضرورة مراجعة التيار الإسلامى لقضايا عديدة منها، الإعلان عن خلاصات مواقفه وتجاربه فى السنة التى حكم فيها بنزاهة وشفافية، والإعلان عن موقف فكرى واضح وأصيل من استخدام العنف فى العمل السياسى، والإعلان عن موقف فكرى واضح وأصيل من الدولة الوطنية، والإعلان عن موقف واضح من التنظيمات السرية، والإعلان عن موقف واضح من الآخر المشارك فى الوطن.

يمثل الكتاب جزءًا من المشروع الفكرى للمؤلف حول مراجعات الإسلاميين وكان قد كتب كتابا من قبل دعا فيه التنظيمات الجهادية للمراجعة، وهو اليوم يدعو التيار الإسلامى كله وعلى رأسه جماعة الإخوان المسلمين للخروج من ضيق التنظيمات السرية إلى أفق الأمة المفتوح، وهو يؤكد على أن معيار التجديد لأى حركة أو تنظيم يقوم على أساسين الأول هو أن يكون شائعا بين أبناء الأمة جميعا وليس موجها لفئة أو طائفة أو جماعة منها، والثانى هو أن يكون ذلك الاجتهاد للأمة وليس فى مواجهتها.


موضوعات متعلقة..


بعد انقطاع 5 سنوات.. اتحاد الناشرين يمد مكتبات المدارس بإصدارات 48 دارا









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة