ما تطأ قدمك العاصمة الصينية بكين، إلا وتكون المدينة المحرمة والقصر الإمبراطورى داخلها، أهم المزارات التى لابد وأن تكون هدفا للزيارة، تلك المدينة التى كانت مقراً لحكم أباطرة الصين الملقبين بـ "أبناء السماء"، وذلك القصر الذى شهد أيضاً إعلان الزعيم الصينى الشهير "ماو تسى تونغ" تأسيس جمهورية الصين الشعبية عام 1949.
القصر الإمبراطورى بـ "المدينة المحرمة" عمره 600 عام، وخلال التنزه حول القصر مترامى الأطراف، يجذبك الطراز المعمارى البديع، مما جعله هدفا للسياح الشغوفين بالثقافة والفن والذين يأتون إلى هنا لقضاء وقت ممتع.
سميت المدينة المحرمة بذلك الاسم لأنه كان "محرما" دخول القصر والمنطقة المحيطة به على أى شخص عبر مئات السنين، وكان فقط يسمح للإمبراطور وأسرته والمسئولون والموظفون بالدخول.
ويمتد القصر الإمبراطورى الذى يقع فى قلب العاصمة الصينية بكين على مساحة شاسعة تبلغ 72 فدانا، حيث يسير السياح الذين يخرجون فى جولة تنزه من البوابة الجنوبية إلى البوابة الشمالية لمسافة كيلومتر تقريباً، ويتألف القصر العملاق من 9999 غرفة.
وتجول "اليوم السابع"، داخل المدنية المحرمة لكشف المزيد من الأسرار التى لازالت غائبة عن الكثيرين، حيث تقول الأساطير أن الإمبراطور كان "إله"، وأصله "تنين"، حيث بنيت هذه المدنية على أصل رؤى فى المنام للإمبراطور يونجلى.
القصر العملاق
ينقسم القصر الإمبراطورى إلى جزءين، وعندما تمر عبر "بوابة جنة السلام" الواقعة فى الجهة الجنوبية أسفل صورة "ماو" والتى تبدو كما لو كانت جحر فأر، وهنا كان يقع مقر حكم الأربعة وعشرين إمبراطوراً الذين عاشوا فى القصر منذ القرن الخامس عشر مع 2000 من الحاشية والمحظيات وحراس الحرملك، ويمتاز هذا القصر بالقاعات الضخمة والمساحات الفسيحة، كما قالت المرشدة السياحية "لى تانج".
الهروب من المدينة المحرمة
وأضافت المرشدة السياحية لــ"اليوم السابع"، أنه على الرغم من كل هذه الفخامة التى عاش فيها الإمبراطور، لم يتح له سوى القليل من المتع مقارنة بقصور ملكية أخرى، فبخلاف الحاشية التى غالباً ما كانت تسكن فى مقار إقامة خاصة تنعم فيها برغد العيش، قلما أتيحت للإمبراطور إمكانيات للاستجمام والاختلاء بالنفس، لأن جدول أعماله اليومى كان منظماً بشكل صارم، ومَن يرى شكل أثاث قاعات العرش ومخادع النوم، فسرعان ما يصاب بآلام فى الظهر.
ويُشكل الفناء الداخلى الشمالى الجزء الثانى من المدينة المحرمة، وبدلا من الأماكن المخصصة لمراسم الاستقبال تزخر المبانى بأفنية داخلية صغيرة، وهنا عاش الإمبراطور مع أسرته والأسرة الملكية، وتتمثل أبرز معالم هذا الجزء فى حديقة الإمبراطور "تشيان لونغ" التى تضم بين أركانها "قصر العمر الهادئ" والتى تمت صيانتها للمرة الأولى بعد قرن كامل تقريباً، ويعود تاريخ هذه الحديقة إلى عام 1776، وهو العام الذى أعلنت فيه الولايات المتحدة الأمريكية استقلالها.
ويجد الزائر للمدينة المحرمة متحف الكنوز، وهو عبارة عن مخزن كبير يضم أختام الأباطرة والشمعدان وأطقم الشاى وأشياء أخرى كثيرة كانت تخص جميع من حكموا الصين وعائلاتهم ممن أقاموا فى المدينة المحرمة، التى تم تصميم مبانيها من كتل حجرية منحوتة يدويا وساحات مبلطة بقطع حجرية كثيرة النقوش، ويطغى على القصور والمبانى الملحقة بالمدينة المحرمة اللونان الأصفر والأحمر، اللذين يحتلان مساحة كبيرة فى الثقافة الصينية، لأن الأصفر ارتبط بالأسر الحاكمة التى احتكرته لنفسها، وكان غير مسموح للعامة استخدامه، بينما يمثل الأحمر لونا لحسن الطالع.
كيفية البناء
عمل فى بناء المدينة المحرمة مليون عامل و100 ألف حرفى، وعاش فى هذه المدنية 42 من أباطرة الصين من عائلتى مينغ وتشينغ، وعند سقوط النظام الإمبراطورى فى الصين عام 1925 تم اعتبار المدينة المحرمة موقعا أثريا وسياحيا.
ووفقا لعلم الكونيات الصينى، اللون الأرجوانى "الأحمر" كان رمزا للسعادة والفرح وأيضا النجم القطبى. ومن هذا المنطلق، اعتبر الأمبراطور نفسه ابن السماء، الذى عليه أن يحافظ على الانسجام مع العالم الطبيعى، والذى يوازن بين اتساع الطبيعة مع البنيات المستطيلة، وبات هو ومدينته متصلين بقوى الكون الآلهية. ولهذا كان مكان سكن الأمبراطور مدينة أرجوانية تقع وسط العالم الزائل.
ومن هنا أصبح الأمبراطور وحده يستخدم اللون الأرجوانى، الذى بات أيضا لون الجداران ولو الحبر الذى يوقع به اسمه، وكان يعتقد أباطرة الصين أن السماء اختارتهم ليحكموا الأرض.
موضوعات متعلقة..
- افتتاح "المدينة المحرمة" فى بكين بعد ترميمها والزوار يلتقطون الصور داخلها
- بالصور.. العاهل المغربى يصل بكين فى زيارة رسمية للصين
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة