كتاب "متشرد باريس" لـ"جان بول سيلبريت": فرنسا فى زمن الغجر

الأربعاء، 11 مايو 2016 06:00 ص
كتاب "متشرد باريس" لـ"جان بول سيلبريت": فرنسا فى زمن الغجر غلاف الكتاب
كتبت بسنت جميل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كتب العديد من الشعراء والأدباء كتبا كثيرة عن فرنسا، ومن بين الكتب التى نشرت فى باريس فى عام 1952 كتاب "متشرد باريس"، وهى يحكى عن حياة الكتاب الفقراء الذى يبحثون طوال الوقت عن لقمة العيش وعن ملابس الشتوية التى تحميهم من برد الشتاء.

ومن أجل ذلك قدم الكاتب الفرنسى جان بول سيلبريت الذى ولد فى عام 1926 وتوفى فى 2011، فى كتابه صورة عن باريس البوهيمية، وهو مصطلح انتشر فى فرنسا، خلال القرن التاسع عشر الميلادى، حيث أصبح يدل على أى كاتب أو فنان يقضى حياته بشكل غير منظم وغير مألوف، سواء كان هذا سلوكا واعيا أو غير واعٍ، هذا بالإضافة إلى اأن لمصطلح يمثل نمط الحياة الغجرية آنذاك الذى كان بمثابة الشرارة الأولى لبداية ما يعرف بالبوهيمية فى الأدب والفن فى فرنسا وأوروبا بأسرها.

ويقدم الكاتب "سيلبريت" قصته عندما كان من الطبقة المتوسطة، حيث إنه ركض بعيدا عن مدرسة داخلية يسوعية وهو بعمر الـ 17 عاماً، لكى ينظم إلى المقاومة الفرنسية بعد الحرب العالمية الثانية، وبعد ذلك قرر أن يعيش حياة جافة، ومن ثم بدأ يدون بعض الملاحظات حول الأشياء التى يشاهدها ويسمع عنها كل يوم فى مدينة باريس، حتى تمكن من الجلوس فى يوم ما من أجل الكتابة ومن خلال ذلك أنتج بشكل حى أسلوب كتابة مميز يتميز بالعفوية والفوضى والمرح والاعترافات، لذلك يعترف "سليبريت" أنه خرج إلى الشارع فى باريس لكى ينطلق للتفكير الحر المطلق بدون قيد أو شرط، ومن هنا ساعدته الكتابة على تذكر المساحات الواسعة بالمدينة التى تتضمن مصانع الغاز والمبانى السكنية الصالحة للسكن والكهوف وأيضا مبانى ناطحات السحاب التى تلقى الظلال على شوارع المدينة، وأيضا الفنادق الرخيصة، والشوارع المتعرجة وحركات التنقل فى المدينة، وخطوط المترو العلوية والأنفاق المرورية.

واستعرض "سيلبريت" على نحو خاص، منطقة مفضلة لديه وهو الطريق الدائرى لمحيط باريس، فهو واحد من مواقع التحصينات لحماية المدنية، الذى تم هدمه حيث منع فى هذا المكان إقامة أى مبانٍ سكنية، ومن هنا تخلل اليأس والتحدى لمواطنى باريس لذلك اهتموا بتكوين مجتمع خارق يقوم على تجارة الخردة المعدنية، وتربية الدواجن والفئران البيضاء وبناء أكواخ قابلة للطى حيث إن هذه المساكن شيدت من خرسانة الخشب ومن لوحات وصفائح معدنية.

وحاول الكاتب الفرنسى أن يستعرض لمحات عن شوارع باريس القديمة خاصة شارع قصر اللومبارديون، هذا بالإضافة إلى أنه سرد فى قصته تجوله فى أسواق السلع المستعملة حيث تباع العديد من الأحذية والسترات الخشنة والسراويل والملابس الجاهزة بمائة فرانك وأيضا بعض من البطاقات البريدية، وقطعا من الخردة المعدنية، وأكياس من المسامير المنحنية وغيرها من المشاهد الهامة التى كان يروها فى مدينة باريس القديمة.



موضوعات متعلقة..

- "مجموعة النيل" تصدر الطبعة الثانية لـ"الجريمة والقانون والثقافة الإعلامية"






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة