مروة جاد الله

وآفة العقل الهوى فمن علا.. على هواه عقله فقد نجا

الثلاثاء، 10 مايو 2016 05:34 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان من الطبيعى أن تصل الأمور إلى ما وصلت إليه داخل أوساط الصحفيين، فنظرة متأنية لأحوال المهنة خلال السنوات الأخيرة تشير بوضوح إلى النتيجة التى وصلنا إليها اليوم.

فطالما نادى الكثير من المتابعين لحال الصحافة فى مصر إلى ضرورة الالتفات لحالة التردى المهنى المتزايدة التى وصلت إلى حد خلط واضح للخبر بالرأى فى معظم ما ينشر، وخاصة فى المواقع الإخبارية الإلكترونية، والتى ازداد عددها وأعداد العاملين بها بشكل ملحوظ فى السنوات الأخيرة. وبالتأكيد التعميم هنا مرفوض، فهناك الكثير من الصحف والمواقع الإخبارية التى تحاول الالتزام بقواعد المهنة، فى ظل مناخ عام يسمح بكل أسف بالمزايدات والحكم على الأمور وفقا للهوى والمشاعر.

ما وصلت إليه الأمور الآن بين جموع الصحفيين، أو بين نقابة الصحفيين، وبعض مؤسسات الدولة أمر بديهى، ولكن السؤال لماذا لم يلتفت جموع الصحفيين لما وصلت إليه حال مهنتهم إلا الآن؟! لماذا لم يهب العاملون فى مجال الصحافة لنصرة المهنية، وظل الجميع فى صفوف المتفرجين حتى تفجرت الأزمة الأخيرة، والتى كان لها العديد من المقدمات التى أدت بنا جميعا إلى هذه النتائج؟! لماذا لم يلتفت أحد إلى أن ما يحدث ومنذ فترة طويلة داخل أروقة النقابة يحدث كل يوم، بل كل ساعة، داخل عدد كبير من المواقع والصحف المصرية؟ لماذا تتعالى أصوات النقد الآن حول أداء عدد من أعضاء مجلس نقابة الصحفيين، ويتهمهم البعض بالخلط بين توجهاتهم السياسية وعملهم النقابى، فى حين نتابع جميعا هذا الخلط المتواصل فى معظم ما يكتب وينشر، فى عدد لا بأس به من المواقع الإلكترونية، سواء التى تديرها نفس الأسماء من مجلس النقابة، أو غيرها من المواقع؟!!

لماذا لم يتحرك أحد من داخل النقابة أو خارجها لإنقاذ المهنة مما سقطت فيه من استغلال البعض لمواقعهم الصحفية لتصفية حسابات شخصية، أو الترويج لانتماءاتهم السياسية على حساب المهنية والموضوعية؟!

طالما حذر بعض العقلاء من أبناء هذه المهنة من استمرار الاعتماد على مصادر مجهلة، والخلط المتواصل بين رأى بعض الصحفيين المبنى على توجهاتهم السياسية، وبين الخبر والمعلومات التى تقدم إلى الرأى العام، ولكن لم يلتفت أحد. طالما علت بعض الأصوات محذرة من خطورة توصيف ما يجرى فى المشهد المصرى وفقا للأهواء، وليس وفقا للوقائع إلى حد سيطرة الشائعات والأخبار المغلوطة على عدد كبير من المواقع الصحفية، وبات نشر أخبار كاذبة وملفقة بل صور مزورة باستخدام التقنيات الحديثة أصبح أمرا طبيعيا يحدث ويمر دون عقاب، أو حتى مساءلة، أو مطالبة بالاعتذار، أو نشر تصحيح لما تم الترويج له أو بثه عبر تلك المواقع، والأمثلة كثيرة ربما لا تتسع لها هذه السطور.

إذا كان هذا هو المشهد العام لحال الصحافة المقروءة أو المرئية الذى نتابعه جميعا منذ عدة سنوات، فلماذا نستغرب الآن أن يتجسد المشهد بتفاصيله وشخوصه داخل نقابة الصحفيين، سواء فى أزماتها المتكررة مع قوات الأمن، أو حتى فيما يمكن تسميته بوادر انقسام داخل البيت الصحفى؟! إن كان البعض سمح لنفسه سواء عن قصد وسوء نية، أو بغير قصد، لافتقادهم أبجديات هذه المهنة بتضليل الرأى العام على مدى بضع سنوات، عن طريق نشر وقائع وأخبار مغلوطة أحيانا، بل وصور ملفقة أحيان أخرى، لخدمة توجهاتهم السياسية، ولم يحاسبهم أحد، بل دافع عنهم عدد من العاملين فى مجال الصحافة، فمن البديهى أن نشهد ما حدث داخل أروقة النقابة فى السنوات القليلة الماضية، مما يصفه الكثير من المراقبين بالتحيز الواضح لتوجهات بعينها، دون الالتفات إلى أن هذه النقابة من المفترض أنها تعبر عن الآلاف من الصحفيين على اختلاف توجهاتهم وانتماءاتهم ومصالحهم.

طوق النجاة أمام أعيننا جميعا فقط فى انتظار من يمسك بطرف الخيط، والعودة بنا إلى بر الأمان بالعودة إلى الالتزام بقواعد المهنة المتعارف عليها فى العالم كله، والتصدى لحالة التردى التى وصلت إليها أحوال المهنة بشكل عام، كى لا يكون هذا المشهد المؤسف الذى نشهده مؤخرا، سواء داخل النقابة أو خارجها هو مشهد النهاية، بل نحوله جميعا لمشهد بداية لعودة الصحافة المصرية والعاملين بها إلى الاحتكام إلى المهنية والموضوعية، التى علمها لنا جميعا وللعالم العربى كله عمالقة هذه المهنة، الذين رحل الكثير منهم عن عالمنا، ومازال بعضهم يعيشون وسطنا من أجيال أرست لمبادئ ربما تناساها البعض.






مشاركة




التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

Dr. Yahya Elzayat

عنوان المقال

عدد الردود 0

بواسطة:

****** أحفاد الفراعنه ******

النعنى واضح وصحيح ..

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة