"النظام الأبوى وإشكالية الجنس" يؤكد: المرأة ضحية الاضطهاد بـ"التلاتة"

الثلاثاء، 10 مايو 2016 09:00 ص
"النظام الأبوى وإشكالية الجنس" يؤكد: المرأة ضحية الاضطهاد بـ"التلاتة" غلاف الكتاب
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يعيش المجتمع العربى فى مرحلته الراهنة أزمة ركود وإحباط، وهذه الأزمة تأخذ أشكالا مختلفة وتظهر فى الخطاب الاجتماعى والثقافى والسياسى، وفى سيطرة أنظمة الحكم الاستبدادية، هذا ما يطرحه كتاب "النظام الأبوى وإشكالية الجنس عند العرب" لـ"إبراهيم الحيدرى" والصادر عن دار الساقى.

والكتاب يرى أن المرأة فى العالم العربى، ظلت بعيدة عن التحولات التى حدثت خلال القرن العشرين، لأنها كانت محكومة بعلاقات اجتماعية متخلفة وأنظمة أبوية استبدادية وأعراف وتقاليد اجتماعية تقليدية راسخة، إضافة إلى عدم تقدم المجتمعات العربية علميا وتكنولوجيا، مما جعل المرأة تعانى أوضاعا اجتماعية واقتصادية متخلفة أتاحت للرجل أن يتعامل معها ضمن هذا الوضع التاريخى الاجتماعى الأبوى المتسلط.

الكتاب يؤكد أن اضطهاد المرأة يأخذ أشكالا متعددة يمكن اختصارها فى 3 أنماط، أولها الاضطهاد النوعى، والذى يعنى شيوع تفوق الرجل على المرأة، وسيادته عليها، وإن السيادة والهيمنة هاتين هما من أجل تحقيق مصالحه الخاصة والعامة، التى أدت إلى طمس شخصية المرأة والتقليل من أهميتها واستلابها وهو ما سبب عدم تكامل الجنسين وتكافلهما الاجتماعى.

وثانى الاضطهادات التى رصدها الكتب هو الاضطهاد الأبوى – الذكورى (البطريركى) الذى يظهر فى سيطرة الذكر على الأنثى فى العائلة والمجتمع والسلطة، ويتم التعبير عن هذه السيطرة بتسلط الأب على العائلة تسلطا لا عقلانيا، يوجب خضوع الأم والأولاد وطاعتهم طاعة عمياء. كما تظهر فى سيطرة الولد على البنت حتى لو كانت أكبر منه سنًا وأرزن منه عقلا، وهذه السيطرة هى تعبير عن النزعة الأبوية واستمرارها جيلا بعد جيل.

بينما تأثى صالص الاضطهادات كما يراها إبراهيم الحيدرى كامنة فى الاضطهاد القانونى الذى ينبثق من الاضهاد الأبوى الذى ينعكس فى القوانين الوضعية والعرفية التى تضطهد بدورها المرأة فى حقوقها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وهو ما يعيق تقدمها ومساواتها مع الرجل فى الإنسانية.

والكتاب فى مجملة هو بمثابة رحلة طويلة فى عالم المرأة، تبدأ من أقدم المراحل الاجتماعية التى عاشتها البشرية حتى العصر الحديث. ويأتى الكتاب فى قسمين رئيسيين، يبحث الأول فى مكانة المرأة ودورها الدينى والاجتماعى والسياسى فى المجتمعات القديمة التى وصل فيها احترام المرأة حد التقديس، أما القسم الثانى فيبحث فى مكانة المرأة ودورها فى المجتمعات الحديثة، أى منذ تشكيل الدولة وتطور النظام الأبوى–البطريركى وانحسار دور المرأة بالتدريج.

ويرى الكتاب أنه فى ظل حركة التيارات الفكرية والاجتماعية الضاغطة التى نتطلع إلى استيعاب هذه الأزمة ومحاولة تجاوزها، وتحقيق التغير الاجتماعى وإعادة بناء البنى الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التقليدية على أسس عقلانية رشيدة وفى مضامين جديدة، فى مقدمتها حركة تنويرية نقدية متحررة من النزعة الأبوية (البطريركية)، تقوم على إنتاج وإعادة البنيات والهياكل الأساسية وتشكيل مؤسسات المجتمع المدنى وتطبيق حقوق الإنسان، ومن ضمنها حق كل مواطن، رجلا كان أم امرأة فى الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية.

النظام-الأبوى



موضوعات متعلقة..


مساجد النساء تتوسع فى الدول الغربية.. "مسجد مريم" فى الدنمارك يفتح مجددا جدل "إمامة المرأة".. ومُؤسسة المسجد: نريد تغيير النظام الأبوى فى المؤسسات الدينية..والذكور يهيمنون على منصات الحديث






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة