فى البداية يقول الدكتور محمد هانى فريد، طبيب الوحدة الصحية بقرية فيشا الكبرى التابعة لمركز منوف بمحافظة المنوفية، إن الوحدة تعانى من عدم وجود عمال حراسة أثناء "النوباتجيات" الليلية، وهذا يعرض الأطباء والطبيبات للتعدى عليهم، مع العلم أن القانون ينص فى حالة "النوباتجيات" على ضرورة وجود طبيب أو طبيبة، ممرضة، عاملة، عامل حراسة، ومنذ 4 سنوات ظلت طبيبة تدعى بسمة الطحان، تقوم بـ"النوباتجية" بالوحدة الصحية بالقرية، رغم عدم وجود عامل الحراسة، وهو الأمر الذى جعلها عرضة للاعتداءات من قبل بعض الأهالى والبلطجية، وغيرها من الطبيبات، فى ما يقرب من 27 وحدة صحية معظمها خارج الكتلة السكنية، مما يجبر الطبيبات على غلق باب الوحدة عقب الساعة الثانية عشرة ليلا، خوفا من قيام أحد بالتعدى عليهم أو تعرضهم للسرقات.
وأكد الدكتور محمد هانى على إرسال شكاوى عدة إلى وكيل الوزارة، الدكتورة هناء سرور، والدكتور هشام عبد الباسط، محافظ المنوفية، لتوفير عمال حراسة، ولكن ردهما على حد قوله: "مافيش تعيينات بناء على قرار رئيس مجلس الوزارء".
وأشار هانى محمد إلى أن "النوباتجية" الليلية تكلف الدولة يوميا 200 جنيه لكل وحدة مع العلم أن الوحدات الصحية على مستوى الجمهورية تبلغ 6 آلاف وحدة صحية، مما يضع الدولة أمام ضرورة تخصيص 36 مليون جنيه شهريا، ومن الممكن استغلال تلك المبلغ فى بناء وتدعيم المستشفيات بالأدوية والأجهزة، وإلغاء تلك "النوباتجيات"، أو توفير عمال الحراسة، وأنه على أتم الاستعداد للمبيت يوميا دون حراسة لكن الطبيبات لا يقدرون على ذلك.
وكشف هانى محمد عن واقعة حدثت منذ 3 أشهر، حيث حضر أحد البلطجية ومعه 3 من زملائه إلى الوحدة الصحية، وطلب منى تحت تهديد السلاح علاج تاتنوس للحصان، وليس المواطن وقمت بإعطائه المصل خوفا من قيامه بالتعدى علينا وكل منا نطالب به هو توفير عامل حراسة فقط ومستعد للعمل 24 ساعة يوميا.
وأضاف: "نعانى من عدم توافر فى الأدوية خاصة المصلات مثل التاتنوس منذ ما يقرب من شهرين فى الوحدة، بالإضافة إلى حرمان الأطباء وهيئة التمريض من من الحصول على مكافأة من مشروع تحسين الخدمات بناء على قرار الجهاز المركزى للمحاسبات مع العلم أن المشروع يأتى ثمار لمجهودتنا ويقوم بصرفه على جميع الموظفين فى الوحدة عدا الأطباء والتمريض.
وتابع: "نعانى من سوء توزيع الأطباء على الوحدات الصحية والمستشفيات حيث إنه يوجد بالوحدة الصحية 9 أطباء صيادلة لصيدلية واحدة من الممكن أن يسير العمل 3 أطباء فقط بالإضافة إلى 6 أطباء أسنان لكرسى وحيد حيث إنه من الممكن توزيع الأطباء على المستشفيات العامة للاستفادة منهم.
وتقول هداية ناجح أحمد، ممرضة بالوحدة الصحية بقرية فيشا الكبرى التابعة لمركز منوف بمحافظة المنوفية: "إننا لسنا معترضين على المبيت فى (النوباتجيات) ولكن لابد من توفير عمال حراسة معنا لعدم تعرضنا للانتهاكات من قبل أهالى المرضى وقيامهم بالتعدى علينا أو تعرضنا للإهانات".
وأضافت هداية أنه منذ أيام قليلة فى تمام الساعة 11 مساء أجرى المسئولون جولة تفتيشية فى الإدارة الصحية، والمحافظة، وخشينا حينها من فتح باب الوحدة الصحية خوفا من قيام أحد بالتعدى علينا، أو سرقتنا، خاصة أن الوحدة خارج الكتلة السكنية، فقرر المسئولون مجازاتنا بعدما اعتبرونا متغيبين".
وأردفت: "ألجأ فى بعض الأيام لترك (النوباتجيات) لإننى من قرية أخرى بجوار قرية الوحدة ولا يوجد أى وسيلة مواصلات ليلية، وخوفا من تعرضى للتشهير من أهالى قريتى خاصة أننا ريفيون".
وطالبت الدكتورة بسمة الطحان بحل سريع لتلك المعاناة، قائلة: "نتعرض للخطورة، والتعدى علينا خاصة إننا فى النوباتجية لا يوجد معنا رجل يحمينا حيث إن يوجد بها طبيبة، ممرضة، وعاملة لا تقدر على الحركة".
من جانبها أكدت الدكتور هناء سرور، وكيلة وزارة الصحة بمحافظة المنوفية: "بالفعل توجد مشكلة فى عدم توافر عمال أمن بالوحدات الصحية، وذلك بسبب خروج العمال على المعاش، وطالبت أكثر من مرة تعيين عمال آخرين بسبب الدرجات المالية فى الدولة ولكن التعيينات متوقفة على مستوى الجمهورية وليست محافظة المنوفية فقط".
وأكدت وكيل الوزارة: "حصلت على وعد من المحافظ باستثناء بعض الوحدات الصحية غير المؤمنة بالأسوار، أو خارج الكتلة السكنية، خوفا على الأطباء من البلطجية وعرض حياتهم للخطورة، ومن ثم إلغاء النوباتجية الليلية بها".
وأضافت: "ليس لدينا مشكلة فى توافر الأدوية لأننا لدينا فائض من الأدوية يكفى الوحدات، والمستشفيات العامة لمدة 3 أشهر قادمة، مؤكدا أن العجز ياتى لعدم اهتمام الأطباء بصرف الطلبيات من الأدوية بالواحدات والمستشفيات، وأنه يوجد حملات تفتيشية يومية من أجل حماية المرضى وتوفير كافة الأدوية لهم.
موضوعات متعلقة:
- بالصور.. السيطرة على حريق بورشة سيارات فى شبرا الخيمة