وتضيف "سامية" أنها كانت تبلغ من العمر 15 سنة، واستيقظت فى هذا اليوم، على صوت شقيقها "سعيد" الذى كان عمره وقت الهجوم 9 سنوات، وكان بالصف الرابع الابتدائى بمدرسة بحر البقر، الذى عاد للمنزل بعد ذهابه للمدرسة لكى يطلب من والدى أن يعطيه "شلن" لكى يعطيه للمدرس لكى يزين الفصل، مثل غيره من التلاميذ، وأخذ الشلن وفى طريقه للمدرسة، كان قد وقع الهجوم على المدرسة.
وتستطرد "سامية" أنها خرجت من المنزل حافية هى وأسرتها ووالدها، لمعرفة الأمر بعد شدة صوت الانفجار، وأن والدها هرع إلى المدرسة يبحث عن شقيقها وسط التلاميذ، وخاصة أن تلاميذ الصف الرابع بالمدرسة استشهدوا جميعا، وأثناء قيامها مع والدها بالبحث عن شقيقها، عثر عليه أحد الأهالى مغشيا عليه على بعد أمتار من المدرسة حيث،لم كان فى طريقه للعودة إلى زملائه بالصف الرابع الابتدائى، لكن القدر كتب له حياة جديدة ويعمل الأن موجه بالتربية والتعليم.
وتمر اليوم الذكرى ال46 على أبشع جرائم الحرب، التى حدثت خلال القرن الماضى، مذبحة “بحر البقر”، عندما قصفت الطائرات الإسرائيلية مدرسة ابتدائية بقرية بحر البقر، مركز الحسينية بالشرقية، ما أدى إلى استشهاد عشرات الأطفال،فى الساعة التاسعة وعشرون دقيقة، من صباح يوم الأربعاء صبيحة 8 أبريل عام 1970، قصف طائرات الفانتوم الصهيونية، مدرسة بحر البقر الابتدائية، وتتكون من دور واحد، وتضم ثلاثة فصول، وعدد تلاميذها 130 طفلا، أعمارهم تتراوح من 6 أعوام إلى 12 عاما، ونسفت المدرسة المكونة من 3 فصول بواسطة خمس قنابل وصاروخين.
أسفر القصف عن استشهاد 30 طفلا، وإصابة أكثر من خمسين بجروح وإصابات بالغة، وخلفت عدداً من المعاقين، وبرر الصهاينة فعلتهم بدعوى وجود مخزن للأسلحة بالمدرسة.