أكرم القصاص - علا الشافعي

محمود سعد الدين

جريمة فى دار الأيتام

الجمعة، 08 أبريل 2016 02:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من يراقب دور الرعاية ويتصدى للمخالفات؟
فتاة تتعرض لواقعة اغتصاب فى السادس من أكتوبر.. الخبر قد يكون عاديا قريبا من عناوين لأخبار كثيرة سمعناها من قبل على مدار السنوات الماضية تعكس الأبعاد الاجتماعية للواقع المؤلم الذى نعيشه، غير أن التفاصيل الداخلية أكثر إيلاما لما ورد بها من كواليس خطيرة عن كيفية وقوع واقعة الاغتصاب.

من واقع تحقيقات النيابة العامة المصرية فإن واقعة الاغتصاب لم تكن فى شقة خاصة أو مكان مهجور أو على طريق مقطوع إنما كانت فى دار لرعاية الأيتام، ومرتكب جريمة الاغتصاب ليس زائرا أو بوابا أو حتى من أهالى المنطقة المحيطة بدار رعاية الأيتام، ولكنه أحد الموظفين بالدار وتحديدا الإخصائى الاجتماعى المسؤول عن الدار، المسؤول عن مناقشة الفتيات عن مشاكلهن ومساعدتهن فى حلها.

الجانب الأكثر صعوبة على العقل أن يتحمله أن الإخصائى الاجتماعى بدأ التخطيط لاغتصاب الفتاة، عندما قرأ سجلها القديم فى دار الأيتام وأنها تعرضت للاغتصاب قبل ذلك، فبدلا من أن يساعدها على الخروج من تلك العقبة فى حياتها انطلاقا من طبيعة مهنته كأخصائى اجتماعى، استغلها ثغرة للدخول إلى البنت والضغط عليها، حاول أكثر من مرة الاقتراب منها، غير أن البنت رفضت بكل الطرق، فما كان له غير الحل البديل، استخدم طريقة العلاج النفسى، فجلس إلى جوارها ومنحها مشروبا يتضمن مخدرا، دخلت البنت فى مرحلة اللاوعى، ودخل هو فى مرحلة إشباع شهواته، اغتصبها وفر هاربا، وفاقت البنت على صدمة.

التفاصيل فى حد ذاتها كاشفة لعوار كبير ليس فى أخلاقياتنا الاجتماعية، ولكن فى حال إدارة دور رعاية الأيتام وفى هذه الواقعة 3 مناطق للخطر بدأت منها الجريمة، وكل منطقة تتضمن مزيدا من الثغرات: المنطقة الأولى، هى الأخصائى الاجتماعى، غير المؤهل بالأساس لتلك المهمة، لا يهتم لحل مشاكل البنات ومراعاتهن اجتماعيا، بقدر ما يرغب فى إغوائهن، تصويرهن فى أوضاع غير أخلاقية وتهديدهن، للحصول على ما يريد، وهنا مزيد من الأسئلة: من اختاره ومن أهله لتلك المهمة، ومن يراقبه، ومن يحمى بنات دور الأيتام والرعاية من أمثال هؤلاء المنتشرين فى كل مكان؟

المنطقة الثانية هى دور رعاية الأيتام نفسها، تلك الواقعة، ليست الأولى ولا الأخيرة، الواقعة تكررت بنفس ترتيب المشاهد فى دور أيتام أخرى، ودلالة الواقعة أن جيلا جديدا من أبنائنا اليتامى وبناتنا فى خطر، فى خطر اجتماعيا وسلوكيا، لا أمان على تربيتهم ولا أمان حتى على الأيام الخطر فى حياتهم، أيام المراهقة، والأهم هنا أن الدولة بعيدة عن المراقبة، تنزل فى دوريات، نعم.. تفتيش من وقت للثانى.. نعم.. ولكن لا تتحرك إلا بعد واقعة جديدة تصدمنا جميعا بتفاصيلها الكارثية.

المنطقة الثالثة هى منطقة التأهيل النفسى للشباب والبنات، منطقة إنقاذهم من الأزمات النفسية التى تتجدد وتتزايد مع كل واقعة مثل واقعة اغتصاب الفتاة بالسادس من أكتوبر.

حق هذه البنت فى رقبة الدولة، هى مسؤولة عنها، وهى فتاة كانت تعيش فى مقر يتبع الدولة، تعرضت للاغتصاب من موظف بالدولة، فقط لإشباع رغباته، فانكسرت معها شخصيتها، تريد من يرفع عنها البلاء ويعيد إليها كرامتها، ليس فقط بحبس الإخصائى الاجتماعى المتهم ولكن بما يعيد إليها كرامتها، لأنه إذا مرت تلك الواقعة دون عقاب، فستتكرر بعد ذلك، ويبدو الأمر طبيعيا على مسامعنا بدلا من أن نعتبره حدثا استثنائيا وغير معبر عن المجتمع المصرى.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة