عبير الغندور

لماذا يزعجهم "النِقاب"؟

الثلاثاء، 05 أبريل 2016 10:05 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حين صرحت وزيرة حقوق المرأة الفرنسية لورانس روسينيول الأسبوع الماضى بأن المسلمات اللاتى يرتدين الحجاب أشبه بالزنوج الأمريكيين الذين دعموا العبودية وهناك من يُطالب الآن باستقالتها إثر تصريحاتها العنصرية، من جانب آخر تردد أن ائتلاف دعم مصر فى البرلمان أعد مشروع قانون يمنع تغطية وجه المرأة (بالنقاب) داخل مؤسسات الدولة والمرافق العامة.

المجتمع المصرى لا يرفض النقاب "ولو حضرتك مصدوم لا تُكمل قراءة المقال لأن العالم يعرف ذلك . هذا ما انتهت اليه الكاتبة وباحثة اللغويات الأمريكية "أوبريا" فى مقال نشر لها بمجلة "فيديراليست". فقالت "إن تشريع قانون يمنع ارتداء النقاب فى المؤسسات والمرافق العامة من قبل البرلمان هو بمثابة محاولة لتوجيه المؤسسات نحو الترويج للتفسيرات المعتدلة للإسلام بادعائها دور فى التحديد الدينى كوسيطة، ولكن إذا كان الناس لا يريدون هذه الخطوة فلماذا الاجتهاد والسعى إلى حظر النقاب والذى يمكن أن يؤدى بِنَا إلى صراع عنصرى خطير.

وقالت إن الإسلام عند الأصوليين ومن مظاهره "النقاب"، لا يجتمع مع خطر الإسلام عند المتطرفين "وهو ما يحاول البعض إثباته الآن"، وقالت إيضًا إن اختيارات المصريين حين قامت الثورة لم تكن صرخة عالمية لطلب الحرية فى زى المرأة بقدر ما كان كفاح رفض مبارك ودولته العلمانية وأنه عندما أتيحت الفرصة لمشاركة الأغلبية فى انتخابات جديدة اختار كثيرون الدولة الإسلامية وسط مخاوف تبعات اختيار الإسلام عند الأصوليين وهذا يشير إلى النزعة الأصولية على حد قولها.

وقد أظهرت دراسة مركز "بيو" الأمريكى للبحوث السكانية والعلوم الاجتماعية بعد جمع بيانات قام بها عام ٢٠١٤ أن مصر هى الموطن لأكبر عدد من المسلمين حيث إن ٧٤٪‏ من المصريين يمارسون الشريعة الإسلامية وهذا لا يعنى بالضرورة أنهم يطالبون تفسير متشدد للشريعة، ونفس الاستطلاع يُظهر أن البلدان ذات الأغلبية المسلمة يشعر المجتمع بها نفس الشىء .. ومع ذلك فإن ٨١٪‏ من المصريين يعتقدون أن الرجم هو عقوبة مناسبة للزنا، ووافق ٨٦٪‏ على أن المُلحد يجب إعدامه، إما بخصوص "الحجاب" فقد أظهرت نفس الدراسة أن ٩٦٪‏ من المصريين يعتقدون أن النساء ينبغى أن تغطى شعرهن بطريقة أو بأخرى بدءًا من النقاب الكامل حتى الحجاب المعتدل، قُسمت على النحو التالى: ٧٣٪‏ لمن قال تغطية الشعر والأذنين و١٪‏ اختار النقاب الكامل و٩٪‏ اختار النقاب الذى يظهر العينين.

أنا أثق أن هذه الإحصائية لم تأخذ ظاهرة التحرش بعين الاعتبار لأن معدلات الميل لارتداء النقاب تتزايد أثناء ارتفاع ظاهرة مثل التحرش أو الجرائم عمومًا. ورغم الفارق بين الحجاب والنقاب بحكم الانتشار والجدل لكن تظل هيكلة القضية هى الأهم: فالتأطير الدينى لن نصل فيه لكلمة فصل، والتأطير الاقتصادى والسياسى يضع مصالح شرائح اجتماعية ودوائر قبل أخرى، والتأطير المدنى يضعها فى خانة الحريات، إذا لماذا نشهد هذا الصراع إذا كان المجتمع يحسم ذات القضية دون صدام أو فتنة؟!







مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

الناقد احمد المالح

الازهر ودوره

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة