وأكدت الصحيفة أن هذه الاتفاقية ولدت العديد من الانتقادات خاصة مع منظمات حقوق الإنسان، لكن الاتحاد الأوروبى يختبأ وراء أن تركيا بلد آمن، وهو ما تشكك فيه وكالة الأمم المتحدة ومنظمات هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية، ورغم ذلك يصر الاتحاد الأوروبى على إنكار هذه الحقيقة.
وأوضحت الصحيفة أن المفوضية الأوروبية أكدت أن تركيا ليس بلدا على استعداد لاستقبال طالبى اللجوء، لكن الاتحاد الأوروبى يرغب فى حل مشاكله الخاصة باليونان، وكما هو الحال فى تركيا هناك "فجوات مستمرة وخطيرة".
أنقرة توجه سياستها نحو أفريقيا
ومن ناحية أخرى، وبعد فشل تركيا فى الانضمام الى الاتحاد الأوروبى، وجهت سياستها الدولية نحو أفريقيا، حيث حاولت تقديم نفسها بمثابة المتحدث الرسمى للقارة الأفريقية فى المحافل الدولية، حيث استطاعت عن طريق دعم الدول الأفريقية الحصول على العضوية غير الدائمة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة فى عام 2008.
وأشارت إلى أن ازدياد النفوذ التركى فى القرن الأفريقى ثم امتداده ليشمل غرب القارة السمراء وتكللت هذه المساعى بزيارة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان والذى رافقه خلالها ما يقرب من 200 مستثمر بهدف تعزيز الاستثمارات فى المنطقة.
تركيا تفقد أسواقها جراء الحرب فى سوريا والعراق
وفى الأعوام القليلة الماضية، فقدت تركيا العديد من أسواقها جراء الحرب فى العراق وسوريا كما تدهورت علاقتها مع مصر وروسيا والاتحاد الأوروبى، ما دفعها للبحث عن مناطق جديدة للتبادل التجارى ومن ثم قام الاتحاد التركى للمستثمرين وأصحاب المصانع بتنظيم عدة لقاءات مع نظرائهم فى القارة الأفريقية، حيث وصل حجم الاستثمارات بين البلدين نحو 500 مليون دولار فى عام 2008.
وارتفع حجم الصادرات التركية إلى القارة السمراء من 9.3% إلى الضعف فى الفترة ما بين عامى 2007 و2013 وأكثرها يتوجه إلى المغرب، حيث يتم تبادل الحديد والغذاء والسلع الاستهلاكية والمنسوجات والأسمنت والبلاستيك مقابل القطن ومواد التعدين والأحجار الكريمة والفحم والخشب.
وعقدت تركيا فى السنوات التالية لعام 2008 اجتماعاتها مع دول القارة فى أديس أبابا وإسطنبول، وفى يناير 2013، أصبحت تركيا عضوا فى بنك التنمية الأفريقى، وخلال قمة التعاون الثانية بين تركيا وأفريقيا، التى عقدت فى العاصمة غينيا الاستوائية مالابو فى نوفمبر 2014، تم الاتفاق على خطة مشتركة للتنمية حتى عام 2015.
ومنذ عام 2009 ازداد عدد السفارات التركية فى أفريقيا من 12 إلى 39، وكجزء من الجهود لتعزيز التبادلات الاقتصادية مع القارة، وقعت تركيا على 38 اتفاقية ثنائية للتعاون التجارى والاقتصادى، و17 اتفاقية ثنائية بشأن تشجيع وحماية الاستثمار، وثمانية اتفاقات ثنائية بشأن منع الازدواج الضريبى.
كما ارتفع حجم التبادل التجارى بين تركيا وأفريقيا من 5 مليارات دولار فى عام 2003 أربع أضعاف بحلول عام 2014، حيث بلغ 23 مليار دولار، وارتفع حجم الصادرات من 2 مليار دولار إلى 13 مليار دولار.
وتؤكد الخارجية التركية أن واردات أنقرة من أفريقيا كانت 3 مليارات، أى أكثر من الصادرات التى كانت تبلغ 2 مليار دولار، مضيفة أن واردتها فى عام 2014 بلغت 9 مليارات دولار وصادرتها 23 مليار دولار.
موضوعات متعلقة..
- بدء تطبيق الاتفاق المثير للجدل بين الاتحاد الأوروبى وتركيا حول اللاجئين
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة