أكرم القصاص - علا الشافعي

أبطال رغم الإعاقة يرفعون شعار "العقل السليم فى الفكر السليم".. على خطى طه حسين "هميلة" فقد بصره وظل متمسكا بحلمه كصحفى.. والطفلة المعجزة أول مدرسة كمبيوتر عمرها 10 سنوات.. والدها: ابنتى تستحق "جينيس"

الثلاثاء، 05 أبريل 2016 01:18 م
أبطال رغم الإعاقة يرفعون شعار "العقل السليم فى الفكر السليم".. على خطى طه حسين "هميلة" فقد بصره وظل متمسكا بحلمه كصحفى.. والطفلة المعجزة أول مدرسة كمبيوتر عمرها 10 سنوات.. والدها: ابنتى تستحق "جينيس" الطفلة المعجزة أثناء التكريم
كتبت نهير عبد النبى - نور الأجهورى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

صاحب أكبر صفحات لحقوق المعاقين على فيس بوك: حقنا مهدور رغم تفوقنا فى شتى المجالات


إعاقتهم لم تسلب منهم حياتهم، ورغم نظرات العطف والنقص التى تلاحقهم مضوا قدما فى الحياة، رافضين مقولة العقل السليم فى الجسم السليم، وأثبتوا للجميع أن الإعاقة ليست فى الجسد ولكنها فى الفكر والروح.

النور مكانه فى القلوب تطرأ على ذهنك تلك العبارة عندما ترى "طه حسين 2016" أو أبو هميلة الذى تحدى صعوبات كبيرة ليصبح صحفى رغم إصابته بالعمى، حيث إن الإصابة لم تصاحبه منذ ولادته، ولكن كان ذلك وهو فى الصف الثالث الإعدادى.

ذوى الاحتياجات الخاصة، صحفى، المعاقين، البطولات  (1)

قال أبو هميلة لـ"اليوم السابع": كنت اتمتع بنظر طبيعى منذ الولادة وعندما التحقت بالصف الثالث الإعدادى، أصبت بضعف فى البصر أدى إلى التهابات فى الشبكية، وبعد ذلك قررت أن اعتمد على نفسى وسجلت المواد على شرايط كاست لاستمع إليها.

كان لى تجربة فريدة وهى التحاقى بمدرسة حكومية وليست خاصة بالمكفوفين وكانت تجربة خاصة فى الدمج بشكل غير مباشر، وكنت ألجأ دائما إلى تسجيل الدروس والمحاضرات حتى تخرجت من كلية الإعلام جامعة القاهرة وبدأت التدريب فى العديد من الصحف.

ذوى الاحتياجات الخاصة، صحفى، المعاقين، البطولات  (1)

وتابع: اعتبر نفسى من المحظوظين لأنى وجدت من يقف بجانبى ويدعمنى، فدائما المجتمع ينظر للكفيف أن لديه نقص، وغالبا كنت اسمع بعض الكلمات مثل "أنت إيه دخلك صحافة أصلا متروح تشتغل أمين فى مكتبة"، على الرغم من الإحباط الذى انتابنى، ولكن بدعم بعض الناس لى قررت عدم الاستسلام لهم وبالفعل عملت فى إحدى الصحف واستطعت أن أثبت نفسى فى فتره قصيرة، وذلك بعد توفير الاحتياجات التى ساعدتنى على ذلك.

ذوى الاحتياجات الخاصة، صحفى، المعاقين، البطولات  (2)

وأضاف: بدأت اخترع وسائل كى أتعامل مثل أى صحفى طبيعى، حتى ظهر البرنامج الناطق على الكمبيوتر واستخدمته فى القراءة والكتابة، بالإضافة إلى دعم الصحيفة لى، واتجهت إلى شغل التحقيقات والحوارات فهى تناسبنى أكثر حتى وصلت إلى حلمى وهو عضو فى نقابة الصحفيين.

ذوى الاحتياجات الخاصة، صحفى، المعاقين، البطولات  (2)

وعلى الجانب الشخصى قال: صنعت لغة مشتركة بينى وبين أصدقائى، والذكريات المخزونة ساعدتنى أكثر فى التعامل، وزملائى فى العمل يتعاملون معى مثل أى إنسان عادى ولا يشعرونى بأى إعاقة، وفى المنزل حفظت أبعاد المكان من الغرفة ومكتبى الخاص، وبالنسبة لحركتى أقوم بها بشكل طبيعى وعند خروجى من المنزل استقل المترو أو التاكسى".

ذوى الاحتياجات الخاصة، صحفى، المعاقين، البطولات  (3)

وأنهى كلامه:كل مشكلة ولها حل وكل محروم من نعمة معينة ربنا سبحانه وتعالى بيعوضه بشىء آخر ولكن لا بد من التوكل على الله والإرادة وتوظيف مواهبه فى الطريق الصحيح".

لقبت بـ"الطفلة المعجزة" نتيجة نبوغها وموهبتها فى البرمجة والكمبيوتر رغم كونها من ذوى الاحتياجات الخاصة الداون، فهى المبدعة رانيا صالح صاحبة الـ19 عاما وعمرها العقلى لا يتعد ثلاث سنوات.

إعاقتها لم تسلب منها حياتها التى رسمتها، وأسعدت عائلتها بالعديد من الجوائز التى حصلت عليها، فهى الوحيدة فى العالم من فئة الداون الحاصلة على الرخصة الدولية للحاسب الآلى وصاحبة مركز لتعليم الكمبيوتر بالمجان.

ذوى الاحتياجات الخاصة، صحفى، المعاقين، البطولات  (4)

وعن بداية اكتشاف موهبتها، قال صالح محمد والد رانيا: اكتشفت موهبة رانيا وهى فى الخامسة من عمرها، كنت اصطحبها معى فى العمل وفى إحدى المرات ذهبت لصيانة بعض الأعطال فى محل "سايبر"، وهناك شاهدت رانيا الكمبيوتر وتعلقت به كثيرا فكانت يوميا تذهب هناك حتى أدمنته، وتستيقظ من النوم وهى تبكى وتريد الذهاب مرة أخرى، استغربت كثيرا وظللت أراقب ماذا تعمل على ذلك الجهاز، وفوجئت عندما قال لى البعض أنها تصمم أشكالا وصورا على برامج الفوتوشوب.

واستكمل حديثة قائلا: قررت أن أساعد رانيا وأبرز موهبتها لتعيش حياتها كطفلة عادية ووفرت لها جهاز كمبيوتر وبحثت عن مدرس ليعلمها، ولكن عندما يعلمون أنها من ذوى الاحتياجات يرفضون بحجة أنهم لا يستطيعون التعامل معها، فقررت أن أكون الوسيط بين رانيا والمدرس وأتعلمه وأشرح لها بطريقتى.

عندما تمت رانيا 8 سنوات التحقت بالمدرسة الفكرية، ولكن كان الوضع سيئا جدا، ولا يوجد بها تعليم من الأساس، وعند اختبارها اتضح مدى ذكائها فانتقلت إلى المرحلة الثانوية على الفور ثم أنهت دراستها التى استمرت 8 سنوات فقط وحصلت على شهادة تسمى "المصدقة".

صممنا برنامج باسم "أتعلم مع رانيا" عربى وإنجليزى، ووصلت موهبتها إلى وزارة التربية والتعليم، وحصلت على العديد من الجوائز منها مسابقة المبرمج الصغير لصناعة البرمجيات، التى تنظمها وزارة التربية والتعليم بالاشتراك مع شركة ميكروسوفت ووزارة الاتصالات لعدة سنوات متتالية، ومسابقة المبدع العربى الصغير فى النشر الإلكترونى، وكلفت من قبل مديرية التربية والتعليم بالشرقية بخطاب رسمى بتدريب طلبة التربية الفكرية التابعين للمحافظة.

وتابع: رانيا سنها العقلى ثلاث سنوات ولكنها تفوقت على أبناء جيلها الأسوياء، وأصبحت الآن تعلمهم اللغة العربية والحاسب الآلى، ابنتى حتى الآن التقت بوزراء التربية والتعليم من أول الدكتور يسرى الجمل والجميع تكلم عن نبوغها وذكائها، ولكن لماذا لا تحصل على منحة دراسية للتطور من نفسها، لماذا لا ترشح لموسوعة "جينيس" فهى بالفعل تستحقها لثلاثة أسباب فهى (أول طفله دوان تجيد تصميم برامج الحاسب الآلى فى العالم، وأول مدرسة كمبيوتر سنها عشر سنوات فى مديرية التربية والتعليم، وأول طفلة تحصل على رخصة قيادة الحاسب الآلى).

ذوى الاحتياجات الخاصة، صحفى، المعاقين، البطولات  (5)

وأنهى حديثه: أسست مركز حاسب آلى، لكى تقوم رانيا بتعليم أهالى القرية بالمجان، وأمنيتها أن تقابل الرئيس السيسى.

برغم الإنجازات والبطولات التى نجحوا فيها ذوى الاحتياجات الخاصة، إلا أنهم يعانون من مشاكل عديدة كما وضحها "سعيد عبد الحليم "صاحب أكبر صفحات لحقوق المعاقين على مواقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، حيث قال "المجتمع شبه رافض ذوى الإعاقة، ودائما يتعامل معنا بنوع من "الشفقة"، حيث إن المعاقين يعانون من عدم وجود تأمين صحى لهم ولا يوجد معاش فأقصى راتب يتقاضاه ذوى الإعاقة 340 جنيها، وأيضا خدمة السيارات التى تقدمها الدولة للمعاقين ومن المفترض أن تكون متاحة لجميع أنواع الإعاقات فهى مكفولة لفئة المعاقين القادرين على الحركة، وعلى الرغم أن الأولى بها هم ذوى الإعاقة من الدرجة الثانية.

ذوى الاحتياجات الخاصة، صحفى، المعاقين، البطولات  (6)

وأوضح "سعيد" أنه خاض تجربة الترشح للرئاسة، لكى يستطيع أن يحصل على حقوقه وحقوق المعاقين، وأنشأ 27 جروبا على مستوى الجمهورية، طالب فيهم بحقوقهم فى حياة كريمة، خاصة أن عددهم وصل إلى 10 ملايين معاق على مستوى العالم ولكن لا يوجد اهتمام من الدولة.

واستطرد حديثه: فئة المعاقين بها أشخاص كثيرا متعلمين ومتفوقين وأبطال فى الرياضة أيضا وحققوا لمصر الكثير من النجاح عند مشاركتهم فى بطولات عالمية، ولكن للأسف لم يتم القاء الضوء على هذه النماذج.

ذوى الاحتياجات الخاصة، صحفى، المعاقين، البطولات  (7)

ذوى الاحتياجات الخاصة، صحفى، المعاقين، البطولات  (8)


موضوعات متعلقة..


- توأم بالمنيا يخترع كرسيا لذوى الاحتياجات لصعود ونزول السلم دون مساعدة


- جابر نصار لذوى الإعاقة: "أنا جاى أسمعكم وعايزين نحب بعض ونقرب من بعض أوى"









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة