وكانت مستشفى "القدس" فى مدينة حلب التى تم قصفها، الأربعاء الماضى، واحدا من 150 مستشفى تدعمها منظمة أطباء بلا حدود فى سوريا. وتشير المنظمة إلى أنه تم قصف المستشفى مباشرة وتحويلها إلى أنقاض، مضيفة أنه بذلك تم القضاء على أخر مستشفى لعلاج الجرحى والمصابين فى المدينة.
وتقدر الأمم المتحدة أن ما لا يقل عن نصف المستشفيات السورية تم تدميرها. وتعد شرارة الهجمات على المستشفيات فى البلدان التى تتمزقها الحروب هو إتجاه مثير للقلق بشكل خاص، على الرغم من أن القانون الدولى يحمى هذه المنشآت.
وبحسب صحيفة واشنطن بوست فإن المستشفيات التابعة لمنظمة "أطباء بلا حدود"، هى الأكثر تضررا فى ثلاثة من مناطق الصراع، أفغانستان واليمن وسوريا.
مستشفى قندوز
وفى مطلع أكتوبر الماضى أصابت غارة جوية أمريكية مستشفى تابعة لمنظمة أطباء بلا حدود فى شمال أفغانستان، عن طريق الخطأ، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 3 من موظفى المنظمة حيث بلغ إجمالى قتلى الهجوم 44 شخصا وجرح 30 آخرين.
وداخل المستشفى، التى حولتها وكالة الغوق الدولية فى السنوات الأخيرة، إلى المنشأة الطبية الأكثر تقدما فى المحافظة، فبين 28 سبتمبر و3 أكتوبر، حتى قصف المستشفى، فإن الأطباء عالجوا 394 شخص، بينهم الكثير ممن تلقوا طلقات نارية أثناء القتال.
و تشن القوات الأمريكية غاراتها ضد حركة طالبان المتطرفة فى بعض مناطق أفغانستان. وعلى مدى العقد الماضى، كانت الغارات الجوية الأمريكية فى أفغانستان محلا للجدل بسبب الأضرار الناتجة فى صفوف المدنيين وكذلك ما يسمى بحوادث "النيران الصديقة".
صعدة اليمن
وتشير صحيفة واشنطن بوست إلى أن المنشآت الطبية فى مدينة صعدة باليمن أصبحت ضحايا روتينية فى مناطق الصراع. وفى 27 أكتوبر 2015، دمرت حملة جوية بقيادة السعودية مستشفى فى شمال اليمن، مما أسفر عن إصابة أحد الموظفين. واستهدف قصف صاروخى ثلاث عيادات على الاقل تابعة لمنظمة أطباء بلا حدود فى اليمن حيث يشن تحالف عربى بقيادة السعودية حملة عسكرية على المتمردين الحوثيين.
والمستشفيات هى مناطق محمية بموجب القانون الدولى للمنازعات المسلحة وتكون أهدافا مسموحة فقط فى حالة إستخدامها لأغراض عسكرية. وحتى فى هذه الحالة، فإنه يجب منح وقتا لمن بالداخل لإخلاءها قبل إستهدافها.
سوريا
وفى 15 فبراير هذا العام، تم تدمير مستشفيات تابعة لمنظمة أطباء بلا حدود نتيجة قصف جوى فى شمال سوريا. وقد أسفر الهجوم عن مقتل ما لا يقل عن 25 شخصا وإصابة 11 شخص. وتظهر بيانات جمعتها المنظمة أن إجمالى 94 هجوم إستهدفوا 64 منشأة تابعة لها.
وتسعى خمس دول من الأعضاء غير الدائمين فى مجلس الأمن الدولى، بينهم مصر، على صياغة مشروع قرار يدعو لوقف الهجمات على المستشفيات فى سوريا واليمن وسائر المناطق التى تشهد نزاعات مسلحة.
وتنكب مصر وإسبانيا ونيوزيلندا والأوروغواى واليابان على صياغة مشروع قرار يجدد التأكيد على ان هذه الهجمات تنتهك القانون الدولى وعلى ان مرتكبيها يجب أن يحاسبوا.
وفى تصريحات سابقة، قالت المتحدثة باسم البعثة النيوزيلندية فى الأمم المتحدة نيكولا جارفى انه "نظرا إلى ازدياد هذه الهجمات، من المناسب ان يكون لدينا نص يجدد التأكيد على القانون الدولى ويشدد مجددا على الاحترام الواجب للطاقم الطبى".
موضوعات متعلقة..
مشروع قرار دولى لوقف استهداف المستشفيات فى مناطق النزاع
البنتاجون سينشر تقريراً عن قصف مستشفى فى أفغانستان
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة