أكرم القصاص - علا الشافعي

ماجدة إبراهيم

سفراء النوايا الحسنة ألقاب بلا قيمة

السبت، 30 أبريل 2016 06:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الشهرة وحدها السبب الرئيسى فى أن تأخذ لقب سفير النوايا الحسنة للأمم المتحدة، فيمكن أن يحصل شعبان عبدالرحيم المطرب الشعبى الشهير هذا اللقب بمنتهى البساطة، فالفيصل هو اتساع شهرة هذا النجم أو ذاك، وكأن منظمة دولية وعالمية بقيمة منظمة الأمم المتحدة التى أسست خصيصا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية لإحلال الأمن والسلام العالميين، ومن أجل ذلك أنشئت عدة منظمات تابعة لها تسعى لحل المشاكل العالمية التى تعانى منها المجتمعات التى تأثرت من جراء الحرب أو حتى كانت تعانى من ذى قبل من مشاكل الفقر والجوع والحروب الأهليه والصراعات الداخلية ومشاكل اللاجئين، تحتاج لإنجاز عملها لهؤلاء السفراء.

أنا لست ضد هذا اللقب والمنصب الشرفى فهو فى حد ذاته إضافة تحسب للمشاهير فى العالم، سواء على المستوى المحلى فى مصر أو العربى أو الدولى، وربما يجده البعض، مثل القبعة التى تزين الرأس وتضيف إلى صاحبه إطلالة ذات مغزى.

لكننى أتساءل ماذا تجنى منظمة عريقة مثل الأمم المتحدة من هؤلاء السفراء؟ وهل تقوم بدور إيجابى لمساعدتهم فى إنجاز مهامهم الإنسانية أم أنه منصب لا فائدة منه، كما يصفه الكثيرون؟


فالاستثناء الوحيد قدمته بقوة الممثلة الأمريكية أنجيلينا جولى عبر سنوات متواصلة من العطاء باعتبارها سفيرا للنوايا الحسنة لشؤون اللاجئين فلم تترك معسكرا للاجئين فى العالم إلا وزارته مثل أفغانستان ومنكوبى دارفور وكينيا وسيراليون وتنزانيا والصومال، ولم تنس لبنان والعراق وحتى سوريا التى لم تترك أطفالها المشردين واليتامى إلا وقد احتضنت وتبنت الطفل موسى الذى يبلغ من العمر عامين، بعد أن دعتها براءته وابتسامته الحلوة وحضنه الدافئ، رغم القتل والآلام، إلى أن تعود إليه وتأخده معها بعيدا، بل إنها خصصت جزءا من ثروتها لتظل مساعداتها مستمرة حتى فى عدم وجودها.

ورغم أن هناك العشرات من المشاهير من غير العرب، مثل أودرى هيبورن وجورجيو أرمانى وجاكى شان وديديه دورجبا وميسى، إلا أن أنجلينا فاقت بما تفعله وتقدمه للعالم، سواء على المستوى العربى أو الإسلامى أو الأفريقى كل ما يقدمه أى سفير تمنحه الأمم المتحدة هذا اللقب الشرفى.

وما يزيد إحباطى واستغرابى هذا الكم الكبير من الفنانين العرب والمصريين الذين يحملون لقب سفراء للنوايا الحسنة، لدرجة أن إحدى السيدات من البسطاء ترى أننى لابد أن أصبح سفيرة للنوايا الحسنة، ضحكت وقلت لها، هذا اللقب لا يحصل عليه سوى المشاهير، وأنا على باب الله.

أليس من الضرورى أن تكون هناك معايير مجتمعية ومميزات تحكم اختيارات الأمم المتحدة لهؤلاء السفراء؟ وألا يكون عامل الشهرة هو السبب الوحيد، فالشهرة لن تمنح صاحبها القلب الحنون والقيم النبيلة والنشاط فى خدمة المجتمع من حوله.

الشهرة تعتبر وسيلة لاجتذاب وسائل الإعلام والصحافة فى نقل فعاليات كل ما يقدمه هؤلاء السفراء من أفعال خير ومشاركة فاعلة فى حل قضايا ومشكلات ضخمة، وتساعد على نجاح حملات التبرع فى جميع المجالات، ولكن الفيصل الوحيد هو أن يكون هذا المشهور لديه استعداد للعطاء ويملك من التجارب والخبرة التى تؤهله ليحمل هذا اللقب، فلماذا لا يكون هذا اللقب من خلال مسابقة يقدم كل مشهور يريد الانخراط فى خدمة المجتمع المحلى والعالمى سيرته الذاتية التى تجعله مؤهلا للقيام بدور فعال، أو تقوم لجنة من الأمم المتحدة بعمل استقصاء عن الشخصية المرشحه قبل اختيارها، وإلا فتصبح اختيارات الأمم المتحدة عشوائية وليست ذات قيمة، وتكون دليلا على صدق اتهامات البعض من المشاهير الذين حملوا اللقب بأن الأمم المتحدة لا تساعدهم، بل إنها تعرقل الأمور أمامهم، وأن ما توفره الأمم المتحدة لأنجلينا جولى يمنحها الفرصة للقيام بدور مؤثر، أما هم فالخطوات تبدو طويلة والطريق تحيطه المخاطر.

إلا أننى أرى أن التقصير ليس من جانب واحد، فإذا كان للأمم المتحدة دور فى الاختيار وتذليل بعض الصعوبات، فهؤلاء المشاهير من الفنانين ولاعبو الكرة عليهم عامل أكبر فالنية الطيبة لا تكفى، والعمل الجاد طريقه مفتوح.. كفانا حججا واهية!!








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

مها عثمان

علي اى أساس

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة