الحملات الشعبية أداة الضغط على الحكومات.. مؤسسوها يشكون التجاهل وعدم تعاون المسئولين.. "بلاها لحمة" تنجح فى خفض الأسعار.. و"ثورة الأمهات" تنجح فى تطوير مناهج الدراسة.. و"ثورة الإنترنت" لم تحقق أهدافها

الأحد، 03 أبريل 2016 04:43 م
الحملات الشعبية أداة الضغط على الحكومات.. مؤسسوها يشكون التجاهل وعدم تعاون المسئولين.. "بلاها لحمة" تنجح فى خفض الأسعار.. و"ثورة الأمهات" تنجح فى تطوير مناهج الدراسة.. و"ثورة الإنترنت" لم تحقق أهدافها حملة بلاها لحمة- أرشيفية
كتب / أحمد جمال الدين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
خلال الفترة الأخيرة ظهرت العديد من الحملات الشعبية بهدف التعبير عن رفض بعض القرارات الحكومية أو الأنشطة التجارية، وبالفعل نجح بعضها فى تحقيق أهدافه وذلك بمساعدة مواقع التواصل الاجتماعى والتى ساهمت فى سرعة انتشارها فى المحافظات المختلفة وجذب أكبر عدد من المؤيدين ومنها حملة "بلاها لحمة"، التى نادت بمقاطعة اللحوم اعتراضا على أسعارها المتزايدة، ومطالبة الحكومة بالتصدى لطمع الجزارين، بالإضافة إلى حملة تمرد الأمهات على المناهج الدراسية التى طالبت بتخفيف المناهج على الطلاب.

وظهرت حملات أخرى أحدثت صخبا فى البداية وانضم لها آلاف المتابعين، ولكنها لم تحقق أى من أهدافها ولم تنجح فى إحداث تغييرات فعلية ومنها حملة "ثورة الأنترنت" وذلك باعتراف المؤسسين أنفسهم، وهو ما يدعو إلى التساؤل حول الأسباب التى تؤدى إلى نجاح أو فشل الحملات فى الضغط على صانع القرار فى الاستجابة إلى مطالبها من عدمه.

حملة بلاها لحمة


واحدة من أشهر وأهم الحملات التى انطلقت فى الأساس من محافظة أسوان للدعوة إلى مقاطعة اللحوم عقب ارتفاع أسعارها إلى 90 جنيها، بل وصولها إلى 120 جنيها للكيلو الواحد فى بعض مناطق القاهرة.

وخلال شهر واحد نجحت الحملة فى النزول بمستوى الأسعار إلى 70 جنيها للكيلو بعد الضغط الكبير التى أحدثته على بائعى اللحوم بسبب تجاوب الآلاف مع الحملة من مختلف المحافظات.

من جانبه، قال محمد جاد مؤسس الحملة "بدأ التفكير فى بلاها لحمة فى شهر يوليو من العام الماضى بعد الارتفاع المتتالى لأسعار اللحوم عقب عيد الفطر المبارك، إلى الحد الذى دعا بعض المواطنين إلى الذهاب إلى محلات بيع اللحوم لشراء العظم وهو ما شاهدته بنفسى من خلال سيدة مسنة تقوم بشراء نصف كيلو عظم أسبوعيا من إحدى محلات الجزارة بهدف إطعام أحفادها الأيتام، وترفض الحصول على أى مساعدة، وهو ما دعانى إلى تدشين صفحة على موقع "فيس بوك" حملت اسم "بلاها لحمة"، لنشر الدعوة بين قطاع عريض من المستهلكين بهدف تخفيض أسعارها ومع التجاوب الكبير مع الحملة من مختلف المحافظات تم خفض الأسعار ووصلت إلى 70 جنيها".

وحول تقييم الحملة وتحقيقها فى أهدافها قال جاد: إن الحملة نجحت فى تحقيق أهم أهدافها وهو تخفيض أسعار اللحمة، بل توفير البديل من خلال التعاون مع وزارة التموين والقوات المسلحة فى افتتاح العديد منافذ بيع اللحوم بأسعار مخفضة داخل القرى والمدن.

وعلى الرغم من النجاح الذى حققته الحملة إلا أن جاد يرى أن الحملة لم توفق فى تحقيق أهداف أخرى ومنها تأسيس شركة مساهمة للثروة الحيوانية أو عودة مشروع البتلو، أو تخفيض أسعار الأعلاف لدعم المربيين والقضاء على الاحتكار، موضحا أن أحد أسباب ارتفاع أسعار اللحوم تحكم قلة من كبار التجار فى استيراد اللحوم.

وكشف جاد أن السبب فى تحقيق باقى الأهداف يرجع إلى رفض عدد من الوزراء التعاون معهم بشكل كامل، وبالتالى رفضوا الموافقة على طلبات الاجتماع مع منسقين الحملة على عكس المحافظين الذين رحبوا بذلك وعقدوا اجتماعات دورية معهم لشرح أبعاد الأزمة ووضع حلول للتغلب عليها، وكشف جاد أن الحملة بصدد تجديد دعوتها مرة أخرى بعد ارتفاع أسعار اللحوم خاصة مع اقتراب عيد الأضحى.

ثورة الأمهات على المناهج الدراسية


على مدار سنوات عديدة كانت هناك شكاوى متزايدة من صعوبة وطول المقررات الدراسية دون أن تلقى استجابة وتفاعل حقيقى من جانب وزارة التربية والتعليم. واستمر الحال بين مناشدات عديدة من أولياء الأمور ووعود مستقبلية لا تتحقق من جانب الوزارة، حتى استطاعت مجموعة من الأمهات كسر القاعدة وإطلاق حملة على مواقع التواصل الاجتماعى للمطالبة بتطوير المناهج الدراسية والتى اتخذت شعارات متعددة منها "منهجكم باطل".

كما استطاعت الحملة جذب الآلاف من المتابعين من أولياء الذين عبروا عن تضامنهم مع مطالبها ومعاناتهم مع أبنائهم بسبب ما وصفوه بـ"الحشو الزائد للمناهج" وهو ما شكل أداة ضغط قوية على الوزارة جعلها فى النهاية تستجب للمطالب، حيث قرر الدكتور الهلالى الشربينى تطوير المناهج وحذف العديد من المقررات فى اطار خطة التطوير التى ستبدأ من العام المقبل.

ثورة الإنترنت


وعلى عكس الحملات السابقة جاءت حملة ثورة الانترنت التى دشنها مجموعة من الشباب على مواقع التواصل الاجتماعى بهدف المطالبة بتقليل نفقات الإنترنت وزيادة سرعته دون أن يرتبط بأى التزامات جديدة على المشتركين، وعلى الرغم من البداية القوية للحملة حيث وصل عدد متابعيها الى مليون و300 ألف إلا انها لم تنجح فى النهاية فى تحقيق ما نشأت من أجله.

منذ ثلاثة سنوات ظهرت شكاوى متعددة من سوء خدمة الإنترنت مقارنة بارتفاع سعرها، أحمد عبد النبى المهندس فى إحدى القنوات الخاصة ومؤسس حملة ثورة الإنترنت، وقال: قمت بتدشين الصفحة على مواقع التواصل الاجتماعى فى 7 ديسمبر 2013 لعرض الشكاوى بهدف عرضها على المسئولين الذين أعلنوا عن تضامنهم مع مطالب الحملة ومنها الجهاز القومى لتنظيمم الاتصالات الذى دعانا إلى حضور الاجتماعات وبعد تلبية الدعوة وحضور اكثر من اجتماع اكتشفنا أنها مجرد اجتماعات شكلية لم تسفر عن إحداث أى تغيير ملموس، لذلك أعلنا عن رفضنا لحضورها مرة أخرى.

وأكد عبد النبى انه رغم فشل الحمله فى تحقيق الهدف الاساسى لها الذى تم الإعلان عنه وهو خفض اسعار الانترنت وتحسين الخدمه إلا انها نجحت فى زيادة وعى المواطنين بمدى الاستغلال الذي يتعرضون له من شركات الإنترنت.

حملات تهم الشعب.. كلمة سر النجاح


ومن جانبه، قال محمود العسقلانى مؤسس جمعية مواطنون ضد الغلاء، إن الحملات الشعبية ظاهرة جديدة على الشعب المصرى الذى بدأ فى تغيير سلوكه من الرفض الصامت لبعض القرارات الحكومية أو الظواهر الاجتماعية، ومنها مثلا غلاء الأسعار ومحاولة التعبير عن ذلك الرفض بسلوك حضارى من خلال تدشين حملات شعبية باستخدام "السوشيال ميديا" صاحبة التأثير الكبير، والتى نجحت الحملات الشعبية فى توظيفها جيدا وسببت ازعاجا كبيرا للعديد من الحكومات.

وعن سبب عدم نجاح بعض الحملات قال العسقلانى: إن الشعب المصرى يتفاعل مع الحملات التى تمس قوت يومه أما باقى الحملات المرتبطة بأحاديث النخبة لا يهتم بها الشعب كثيرا.


موضوعات متعلقة..



- "التوعية طريقك للنجاة".. حملة إلكترونية لكشف مخاطر سرطان عنق الرحم











مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة