وبحسب هيثم سعد المتحدث الرسمى لوزارة القوى العاملة، فإن أعداد المصريين العاملين فى ليبيا الأن وصلت نحو 900 ألف، وهو رقم ضخم يعكس تفكير هؤلاء و الظروف التى دفعتهم للسعى إلى لقمة العيش فى بلد اختفى منها الأمن .
قتل المصريين مستمر منذ 2011
حادث مقتل نحو 16 مصريا فى ليبيا على أيدى عصابات التهريب الليبية، لم يكن الحادث الوحيد فى حق العمالة المصرية فى ليبيا، الممارسات السلبية فى حق العمالة المصرية متكررة بشكل دائم، وخاصة منذ اندلاع ثورة فبراير 2011 والتى أطاحت بنظام الرئيس الليبيى السابق معمر القذافى، حيث بدأت الاعتداءات على المصريين هناك مع نهاية عام 2013 وتحديدا فى شهر سبتمبر الذى تم الاعتداء على القنصل المصرى فى طرابلس على يد مجهولين، ثم اختفاء مصريان أحدهما قبطى والأخر مسلم فى مدينة مصراتة.
وشهد عام 2014 العديد من الحوادث الدورية، فمع كل شهر كان هناك تقريبا واقعة قتل بحق المصريين هناك، ففى شهر يناير 2014 عادت عملية الاعتداءات على الأطقم الدبلوماسية المصرية، حيث اختطف مسلحون 5 مصريين من طاقم السفارة في طرابلس.
وأعلن تنظيم ما يسمى بغرفة عمليات ثوار ليبيا، مسئوليتها عن الحادث وطالبت بإطلاق سراح شعبان هدية مدير الغرفة الذى اعتقلته الأجهزة الأمنية المصرية فى مدينة الإسكندرية ، تم إطلاق سراح طاقم السفارة بعد يومين وترحيلهم إلى مصر، وترحيل هدية إلى ليبيا، وأغلقت السفارة المصرية مكاتبها فى طرابلس.
وفى نهاية شهر فبراير 2014، تم قتل 7 مصريين فى مدينة بنى غازى بالرصاص عن طريق الفم والرأس، حيث تم العثور على جثثهم على أحد الشواطئ بمنطقة جروثة غرب مدينة بنغازى، أما فى مارس قتل عاملين مصريين فى سوق للفاكهة والخضار بمدينة بنى غازى بعد إطلاق مسلحين النار عليهم، وفى أبريل تم احتجاز نحو 50 من سائقى الشاحنات المصرية فى طريق عودتهم من ليبيا إلى مصر ، وفى مايو من نفس العام قالت تقارير إعلاميه أن مسلحون يحتجزون نحو 350 من سائقا مصريا كرهينة بمدينة أجدابيا جنوب مدينة بنى غازى.
وفى الشهر نفسه شهد مقتل 23 عامل مصري في طرابلس عقب هجوم صاروخي أثناء الأزمة المستمرة بين المقاتلين من مدينة الزنتان والمقاتلين من مصراتة حول السيطرة على المدينة، أما فى نهاية يوليو قتل 15 مصريًا على الحدود الليبية التونسية أثناء محاولة آلاف المصريين العبور إلى تونس على يد مسلحين، أما فى أغسطس من العام نفسه بدأ مسلسل التعدى على المصريين الأقباط فتم اختطاف 4 مصريين أقباط بعد إيقاف رجال مسلحين سيارتهم عند نقطة تفتيش في سرت، أثناء محاولتهم العودة إلى مصر، وقبل نهاية الشهر تم اختطاف مصرى قبطى أخر فى مدينة سرت أيضا، وقبل ان ينتهى العام وفى شهر ديسمبر فشهدت مدينة سرت نفسها قتل مصرى قبطى وزوجته وخطف طفلتهم ثم العثور على جثتها مقتولة فيما بعد.
عام 2015 العام الأكثر دموية بالنسبة للمصريين العاملين فى ليبيا ففى بداية شهر يناير 2015 اختطف مسلحون 13 مصريًا قبطيًا في سرت، وبعد وصول عدد المخطوفين إلى 21 مصريا قبطيا ، أصدر تنظيم داعش صورا وفيديو لإعدامهم ذبحا.
الوصول إلى ليبيا لم يكن صعبا لا قبل ثورة يناير أو بعدها، فمن لم يتمكن من الهرب إلى ليبيا بشكل رسمى، حقق ذلك بصورة غير رسمية عن طريق عصابات تهريب الأفراد عبر الحدود المصرية الليبية واختراق الدروب الصحراوية، فبحسب المتحدث الرسمى لوزارة القوى العاملة فإن اعداد المصريين الموجودة فى ليبيا فبعد ثورة 25 يناير اضطر نحو 306 ألف العودة إلى مصر منذ 2011.
بعد ثورات الربيع العربى وما شهده البلدين من انفلات امنى غير مسبوق مازال مستمرا فى ليبيا، كانت الحدود المصرية الليبية مفتوحة على مصرعيها لعصابات التهريب وكانت قرى واحة سيوة الحدودية ، بالإضافة على منفذ السلوم البرى أهم معابر التهريب، بالإضافة إلى ساحل البحر المتوسط والذى كان معبرا امنا وكثيفا لعمليات التهريب فى ظل الانفلات الامنى.
وبحسب تقرير أعده المركز العربى للدراسات والبحوث فى عام 2015 فإن أوضاع العمالة المصرية فى ليبيا متردية، و أن أهم ما يميز الطبيعة الاجتماعية والاقتصادية للعمال في ليبيا قدومها من محافظات اتسمت بالفقر المدقع ، فوفق المؤشرات الإحصائية والبيانية الخاصة بالعمالة العائدة من ليبيا بعد ثورة فبراير 2011، نجد أن أعلى محافظات تخرج منها العمالة إلى ليبيا هى محافظات سوهاج ، المنيا ، الفيوم ، اسيوط ، بني سويف ، الدقهلية ، الشرقية ، كفر الشيخ، و أن شغف المصريين بالسفر إلى ليبيا يأتى كنتيجة طبيعية لغياب فرص عمل حقيقية في مصر
فيما يبرر هيثم سعد المتحدث باسم القوى العاملة رغبة المصريون فى السفر إلى ليبيا رغم ما تمر به من ظروف صعبة أمنيا، بقرب دولة ليبيا من مصر وسهولة الاجراءات المتبعة للتسفير إلى هناك فضلا عن وجود درجات قرابة بين المصريين والليبيين.
وأضاف سعد، أن المصريون يعملون هناك فى العديد من الحرف مثل العمل فى أعمال البناء والمعمار ، بالإضافة إلى السباكة والحدادة والنجارة، وأيضا يوجد هناك أطباء ومهندسون إلى جانب العمل فى المهن الزراعية.
أما محمد وهب الله أمين عام اتحاد العمال ووكيل لجنة القوى العاملة بمجلس النواب، يرى أن قرب ليبيا بالإضافة إلى وجود صلات النسب والمصاهرة تسهل للأفراد الراغبين فى السفر إلى ليبيا عملية العثور على وظيفة أو فرصة عمل ، غير مكترثين بما يحدث هناك من حروب.
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري مغترب
حرام عليكم
عدد الردود 0
بواسطة:
مصطفى محمدعبدالحمىد
بدواى المنصورة
ممتاز
عدد الردود 0
بواسطة:
حسن
القتل اصبح للأسف كأنها روتين يومي