واستأنفت الأطراف اليمنية المشاركة فى مشاورات السلام بالكويت، أمس، جلسة مباحثات هى الرابعة من نوعها بإشراف الأمم المتحدة، تستكمل خلالها القوى السياسية اليمنية الممثلة بوفد الحكومة اليمنية الشرعية ووفد المتمردين الحوثيين والمخلوع صالح القضايا المطروحة على جدول الأعمال للاتفاق على مختلف ضوابط إنهاء الأزمة فى اليمن بعد صراع دام سنوات عديدة.
وقالت مصادر قريبة من المفاوضات إن الطرفين لم ينجحا فى التفاهم على طريقة تعزيز وقف إطلاق النار الموقع فى 11 أبريل، والذى يتعرض للخرق باستمرار.
وأوضحت المصادر أن الجلسة الرابعة التى عقدت أمس الأحد رفعت دون تحقيق أى تقدم يذكر بعد أن شهدت شداً وجذباً من قبل وفدى الحوثى والمخلوع على صالح اللذين رفضا بحث موضوعات جدول الأعمال.
وأوضحت المصادر أن مبعوث الأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ شدد فى بداية الجلسة على ضرورة المضى فى جدول الأعمال بجدية مع الاستمرار فى دعم لجنة التهدئة والتواصل، إلا أن وفد الحوثيين تنصل من ذلك، ورفض بحث أى خطوة نحو أجندة السلام ووقف الحرب، مظهرا بوضوح الممانعة لأى جلسة حوار حسب الأجندة.
وقالت مصادر يمنية فى الكويت إن وفد الحوثيين وصالح امتنع عن حضور الجلسة المسائية أمس التى كان من المفترض أن تبدأ عند الساعة الرابعة حسب التوقيت المحلى فى الكويت، غير أن رئيس الوفد الحوثى محمد عبد السلام طلب من المبعوث الأممى أن يعطيهم مهلة إضافية حتى يناقشوا الوضع مع قيادتهم ويتلقوا التعليمات عما إذا كانت ستعطيهم موافقة على الاستمرار فى مباحثات أم لا.
وأوضحت أن نقطة الخلاف التى تسببت فى تأزيم الوضع خلال المباحثات، إصرار الحوثيين على ضرورة تغيير جدول أعمال المباحثات بما يتماشى وتوجهاتهم، بينما وجّه المبعوث الأممى إسماعيل ولد الشيخ للوفد الحوثى تحذيرات حازمة، وأنه لن يقبل الانصياع لإملاءاتهم التى تسعى إلى تغيير جدول المشاورات وفقاً للأجندة التى تخدمهم.
وطالب الوفد الحكومى بأن يشمل وقف إطلاق النار فتح معابر أمنية إلى كل المناطق المحاصرة وإطلاق سراح السجناء، وطالب أيضا بأن تبدأ المحادثات حول انسحاب المتمردين من كل المناطق التى سيطروا عليها منذ العام 2014 وإعادة الأسلحة الثقيلة إلى الدولة كما ينص قرار مجلس الأمن 2216.
كان وزير الخارجية رئيس الوفد الحكومى للمشاورات عبد الملك المخلافى شدد فى لقاء مع نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الكويتى الشيخ صباح خالد الحمد الصباح أمس الأول على ضرورة تعزيز مسار السلام، والعمل بروح صادقة لتنفيذ قرار الشرعية الدولية وفى مقدمتها قرار مجلس الأمن 2216.
وأوضح أن المشاورات تجرى حسب الإطار المتفق عليه مع مبعوث الأمم المتحدة والمتمثل فى المحاور الخمس المتمثلة فى الانسحاب وتسليم الأسلحة واستعادة مؤسسات الدولة والترتيبات الأمنية ومعالجة ملف المحتجزين السياسيين والمختطفين والأسرى، والبحث بعد ذلك فى خطوات استئناف العملية السياسية بحسب المرتكزات الأساسية فى قرارات مجلس الأمن والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطنى.
من جهته أكد رئيس الوزراء اليمنى، الدكتور أحمد عبيد بن دغر، أن الصراع فى اليمن لا يمكن إنهاؤه إلا عبر المشاورات السياسية، باعتبارها الوسيلة الأفضل، والتوجه نحو إعمار ما خلفته ميليشيات الحوثيين من دمار وخراب، فى مختلف المحافظات اليمنية.
واعتبر بن دغر أنه "فى حال تم تفويت فرصة المشاورات المنعقدة فى دولة الكويت بين وفد الحكومة الشرعية، ووفد الميليشيات الحوثية والمخلوع صالح، ستكون كل الوسائل متاحة لإنهاء الحرب العبثية، التى طالت وزادت معها معاناة الشعب اليمنى الصابر".
ولم يحدد رئيس الحكومة اليمنية الخيارات التى تعتزم الحكومة الشرعية اتخاذها فى حال فشل مشاورات الكويت.
وميدانيا أعلن التحالف العربى لدعم الشرعية فى اليمن الذى تقوده الرياض، اليوم الاثنين، مقتل أكثر من 800 مسلح فى تنظيم القاعدة فى حملة عسكرية شنّت على التنظيم فى اليمن.
وأعلن بيان لقيادة التحالف وفق ما أوردت وكالة الأنباء السعودية "انطلاق عملية عسكرية مشتركة ضد تنظيم القاعدة فى اليمن يشارك فيها الجيش اليمنى وعناصر من القوات الخاصة السعودية والإماراتية".
وقال "إن العملية أسفرت فى ساعاتها الأولى عن قتل ما يزيد عن 800 من عناصر تنظيم القاعدة وعدد من قياداتهم وفرار البقية منهم".
وجاء فى البيان "إن ذلك يأتى فى إطار الجهود الدولية المشتركة لهزيمة التنظيمات الإرهابية فى اليمن ودعم الحكومة اليمنية الشرعية لبسط نفوذها وسيطرتها على المدن اليمنية التى سقطت تحت سيطرة تنظيم القاعدة وأهمها مدينة المكلا، التى تعتبر معقل التنظيم".
واستعادت القوات اليمنية مدعومةً بغطاء جوى من التحالف العربى أمس الأحد مدينة المكلا كبرى مدن محافظة حضر موت (جنوب شرق) التى احتلّها تنظيم القاعدة منذ أبريل 2015.
موضوعات متعلقة..
- مقتل 4 أشخاص فى قصف المليشيات الحوثية لتعز جنوبى اليمن
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة