وشهدت المدينة على مدار العام الحالى أكثر من 10 قوافل طبية، نظمتها جهات مختلفة على رأسها مجلس أمناء العاشر من رمضان وبعض مؤسسات المجتمع المدنى بالمدينة، فى التخصصات كافة فلا يمر شهر إلا ويكون هناك قافلة طبية تستقبل من 700 إلى 900 مريض تقريبًا .
وشهدت القوافل الطبية إقبالا شديدا ومكثفا من شرائح المدينة كافة، فى صورة تلفت الأنظار إليها، وهو ما يعكس معاناة الأهالى من نقص حاد فى الخدمات الصحية ويسقط ورقة التوت عن عجز الحكومة عن توفير خدمات صحية حقيقية فى المستشفى الوحيد الحكومى بالعاشر من رمضان، وهى مستشفى التأمين الصحى التى ظلت طوال 20 عاما بلا صيانة وأجهزتها انتهى عمرها الافتراضى ولم تنلها يد التطوير التى تحدث عنها كل الحكومات المتعاقبة على مصر .
المرضى: بأموال القوافل يطوروا مستشفى التأمين بدل بهدلتنا
يكشف المرضى المترددون على القوافل الطبية أنه لا يمر شهر إلا وتأتى جهة ما تنظم قافلة طبية لخدمة الأهالى، وتتوافد الناس بالمدينة من نساء وأطفال وعجائز على هذه القوافل، وهو ما يعكس حجم معاناتنا وهو ما يكشف عجز الخدمات الصحية فى المدينة الصناعية التى تعانى انعدام تقديم الخدمة الطبية الحقيقية فى المستشفى الحكومى الوحيد بالعاشر وهو مستشفى التأمين الصحى.وقال الأهالى فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" على هامش القوافل الطبية التى ينظمها مجلس أمناء المدينة ورصد لها 500 ألف جنيه لقوافل عام 2016، إنه بدلا من عمل قوافل لمدة يوم واحد فى الشهر يطوروا المستشفى العام الوحيد فى العاشر، لأن القافلة يوم وتنتهى ويبقى المرضى على مدار الـ29 يوما تحت رحمة المستشفيات الخاصة أو المستشفيات الخيرية التى تعانى نقص الإمكانيات والأجهزة نظرًا لقلة مواردهم .
وأكد المرضى أن القوافل الطبية بها مميزات مثل تميز الأطباء ورقى التعامل، إضافة إلى أن الكشف والعلاج والمواصلات مجانية، لكن لمجرد يوم وينتهى الأمر بينما نرى المر لو ذهبنا إلى مستشفى التأمين الصحى، فلا يوجد أطباء ولا يوجد أجهزة تسعفنا وأطباء المستشفى يفعلون ما فى طاقتهم بالتوازى مع الإمكانيات المتاحة، لكن السؤال الحقيقى، لماذا تركوا المستشفى حتى وصلت لهذه الحالة المتدنية، وانعدمت فيها الخدمات الصحية وأصبح كل دور المستشفى تحويل المرضى لمستشفيات أخرى لديها إمكانيات .
"العجوز المشاغب" يفتح ملف التأمين الصحى
وقال الحاج عزت الجمل والذى يطلق عليه أهالى المدينة لقب أبو الثوار لسنه الكبير ولأنه يحتوى الشباب ويثور ضد أى ظلم فهو العجوز المشاغب من أجل الفقراء، فى المدينة الصناعية التى يخرج منها ثلث صادرات مصر، استطاع الروتين الحكومى وأصحاب الأيادى المرتعشة، أن يصمتوا على جريمة تتجسد يوميًا فى كيان مستشفى التأمين الصحى بالعاشر، والتى تخبرك لافتتها العريضة عن حجم المأساة التى يعيشها أهالى العاشر فى الوقت الذى يكتفى فيه المسئولون بتأكيد الأزمة ومناقشتها فى الاجتماعات الدورية وزيارات تفقد للمستشفى، لكن دون جدوى أو وضع حلول جذرية.مؤسسات المجتمع المدنى: القوافل حل مؤقت
دأبت بعض مؤسسات المجتمع المدنى على تنظيم القوافل الطبية فى مدينة العاشر ورغم اختلاف الجهات وطريقة عملها إلا أنهم جميعا اتفقوا أن المدينة فى حاجة ماسة للخدمات الصحية وأن القوافل الطبية هى حل مؤقت لمواجهة الأزمة .بالتوازى مع القافلة الطبية التى نظمها مجلس أمناء العاشر بمستشفى ابن سيناء، واستقبلت أكثر من 900 حالة فى 7 تخصصات، نظمت منظمة الحريات لحقوق الإنسان بالتعاون مع جمعية نهر الحياة أيضا قافلة طبية بمسجد بر الولدين بالحى 14 للكشف والعلاج المجانى وضمت أكثر من 7 تخصصات وتم الكشف على 140 حالة باطنة و80 حالة أطفال و70 جلدية وتم عمل 46 تحليلا، وطالب الأهالى بتكثيف القوافل الطبية حتى يتم حل أزمة المستشفى العام أو إيجاد بديل.
جهاز العاشر: تخصيص مركز طبى ليكون قافلة دائمة
وهنا أكد أحمد عبد المولى نائب رئيس جهاز العاشر من رمضان للتنمية، أنه بالفعل تمت مخاطبة هيئة المجتمعات العمرانية لتخصيص أحد المراكز العلاجية التابعة للجهاز لمجلس الأمناء حتى يتم تجهيزها لتكون بمثابة قافلة ثابتة يوميا لاستقبال المرضى كافة من أنحاء المدينة حتى يتم حل مشكلة مستشفى التأمين الصحى بنقل الأصول لمستشفى الجامعة بالزقازيق.مدير المستشفى: بنقدم الخدمة بالإمكانيات المتاحة والمستشفى لم يطرأ عليه جديد منذ إنشائه
أكد الدكتور إبراهيم رشاد المدير العام لمستشفى التأمين الصحى بالعاشر من رمضان، وهو من أقدم الأطباء بالمستشفى وشهد افتتاحه، أن المستشفى لم يطرأ عليه أى تغيير منذ إنشائه باستثناء افتتاح وحدة الكبد والغسيل الكلوى والتى أصبحت ماكيناتها متكررة الأعطال وهناك ماكينتان للغسيل الكلوى انتهى عمرها الافتراضى ومتكررة الأعطال، وهو ما يؤثر بالتأكيد على تقديم الخدمة لـ40 حالة مؤمن عليها تغسل كلى خلال 4 شفتات. وحدة العناية المركزة بلا جهاز تنفس صناعى
وأضاف الدكتور إبراهيم فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أنه حتى العناية المركزة التى تبرعت روتارى بتطوير هذه الوحدة، إلا أنه مازالت الوحدة ينقصها جهاز التنفس الصناعى وجهاز قياس غازات الدم، وأن المستشفى بلا قسم للحروق أو جراحة المخ والأعصاب وبلا قسم قلب وصدر وأوعية دموية، رغم وجود أطباء لهذه التخصصات لكن تنتهى مهمتهم عند الكشف فقط . وشدد مدير المستشفى على أن مستشفى التأمين الصحى تعمل كمستشفى طوارئ لجميع الوافدين إلى مدينة العاشر من أهالى وعمال لكل مصانع العاشر بالعبور وحوادث الطرق، كما أنها تستقبل الحالات الباردة الخاصة بالتأمين الصحى وغير المنتظمة وحالات كشف العلاج الخارجى ويبقى دورها فى الإسعافات الأولية والعلاج التحفظى لحين تحويل الحالات إلى مستشفيات الجامعة بالزقازيق والأحرار .
وطالب مدير المستشفى بتوفير قوى بشرية من الأطباء المعينين على قوة المستشفى بعيدًا عن التعاقدات التى لا يلتزم بها الأطباء، مشيرا إلى أن هيئة التأمين الصحى ترفض التعيين للشباب حديثى التخرج وتصر على التعاقدات، إضافة إلى ضرورة حل أزمة مستشفى التأمين الصحى باعتبارها المستشفى الحكومى الوحيد ولغز كلمة السر التى تكمن فى من الجهة المنوط بها تطوير المستشفى هل هى هيئة التأمين الصحى أم هيئة المجتمعات العمرانية .
وهنا تكمن الأزمة الحقيقة لمستشفى التأمين الصحى والتى وقفت عند رفض مستشفى الجامعة أخذ المستشفى لتطويرها، حيث أكد الدكتور إبراهيم رشاد مدير المستشفى، أن الأزمة الحقيقية أن مبنى المستشفى تابع لهيئة المجتمعات العمرانية التى توقفت منذ فترة طويلة عن صيانة المبنى المقام على 20 فدانا، والأطباء والإدارة والأجهزة تتبع هيئة التأمين الصحى، وكلا الطرفان يقول مليش دعوة هى مش تبعى".
وأضاف، الواقع يؤكد أن هناك مبنى وكيانا مقاما لا ينقصه سوى القليل حتى يؤدى الدور المطلوب منه ويخدم أهالى العاشر، ولكن البيروقراطية والعقم فى الإجراءات يجعل إجراء نقل الأصول من هيئة المجتمعات العمرانية إلى هيئة التأمين الصحى هو الحل لتتمكن هيئة التأمين الصحى من ممارسة دورها فى صيانة الأجهزة وتوفير الأطباء والعلاج .
وخلال جولة على بعد 5 دقائق من مدخل مدينة العاشر من رمضان وبالتحديد عند الصنية الثانية لطريق الأردنية على يمينك تخبرك لافتة أكلها الصدأ والإهمال، أن فى هذا المكان التابع لهيئة التأمين الصحى مستشفى العاشر من رمضان من الخارج ستجد مساحة المستشفى تمتد حتى مرمى البصر، فهى بالفعل صرح طبى مترامى الأطراف أقيم على أكثر من 20 فدانًا تقريبًا.
للوهلة الأولى ترى نظرة الحسرة فى عيون العمال المترددين على المستشفى لإجراء الكشف، وهم يفترشون الأرض على جانبى طريق الأشجار الذى تم بترها بالمدخل الرئيسى للمستشفى، وحين تترجل داخل المستشفى بعد اجتيازك بوابة الاستقبال لتدخل يمينا لا تسمع إلا العويل من أقارب المصابين الذين تم نقلهم على أثر حادثة طريق، أو صوت زوجة تبكى وتصرخ على فراق طفلها لأن إمكانيات المستشفى لم تسعفه، أو أخرى تنهار أمام طبيب الاستقبال وهى تترجاه بإسعاف زوجها.
أو مشادة بين أحد المرضى والعاملين بالمستشفى لعدم وجود أشعة مقطعية أو رسم مخ أو قلب بالمستشفى، لينتهى المشهد فى كل السيناريوهات بتحويل المريض لإحدى مستشفيات جامعة الزقازيق، وحتى يصل المريض للمستشفى عبر الطرق الوعرة والمسافة البعيدة بين العاشر والزقازيق، تكون العناية الإلهية قالت كلمتها.
العويل والصراخ والإهمال ينال من المستشفى تحت الأرض وفوقها مشاهد متكررة يراها ويسمعها كل المترددين على مستشفى التأمين الصحى، ويحفظها عن ظهر قلب العاملون فيها، بدون حيلة فى الحل.
العمال: ما حدث لمستشفى التأمين جريمة يجب أن يُعاقب عليها
قال على أحمد على رئيس اتحاد العمال بالعاشر، إن ما حدث للمستشفى جريمة يجب أن يعاقب عليها من تسبب فيها، حيث إنه منذ أكثر من عشرين عامًا قرر جهاز العاشر من رمضان بناء مستشفى عام للمدينة ضمن خطة هيئة المجتمعات العمرانية فى المدن الجديدة، فالعاشر من رمضان أقدم مدينة وتم تجهيزها على أعلى مستوى وتم المحاربة لنقل فرع التأمين الصحى تسهيلاً على عمال العاشر إلى المدينة بدلاً من السفر والذهاب إلى الزقازيق، وتم رصد 20 مليون جنيه لتطويرها وضعت فى حساب هيئة التأمين الصحى، التى أصبح المستشفى تابع لها، حيث إن البناية والمنشأة تتبع جهاز مدينة العاشر أما الإشراف الصحى عليها فيتبع هيئة التأمين الصحى التابعة لوزارة الصحة، مشددًا على أن أزمة المستشفى الحقيقية هى أنها مقسومة بين جهتين الصحة والإسكان، وكلا الطرفان يتملص من مسئوليته تجاه المستشفى.
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
موضوعات متعلقة..
بالفيديو والصور..كارثة صحية جديدة تحصد أرواح الفقراء يوميا..المستشفى الحكومى الوحيد بالعاشر من رمضان 20 عاما بلا صيانة.. "خرابة" تطفو على مياه الصرف.. وأجهزة انتهى عمرها.. والأطباء تحولوا لـ"محولجية"