ربما يكون الكشف عن ضلوع ضباط بالقليوبية فى اغتيال زملائهم الضباط بالتعاون مع تجار المخدرات، هو أخطر حدث فى الفترة الأخيرة، ولو تم فتح الملف لأقصاه يمكن أن يكشف الستار عن علاقات وتشابكات مافيا المخدرات، ليس فقط فى الداخلية لكن فى مؤسسات أخرى خطيرة. ويمكن أن يجيب عن الكثير من الأسئلة المحيرة التى لا تزال بلا إجابات. لكن الملف معقد ويحتاج إلى شجاعة لكشف الخيط حتى أقصاه. أن يكون هناك ضابطان كانا يبلغان عصابات المخدرات بقيادة «كوريا» و«الدوكش» بمواعيد الحملات وتحركات القيادات. وهناك تحقيقات مع 15 ضابطا ومن بينهم رتب كبيرة، ناهيك عن أمناء ومخبرين وغيرهم، وهناك رتبة كبيرة تسعى التحقيقات لكشف مدى علاقته وتلقيه ملايين من العصابة.
وبالطبع هناك عصابات أخرى ومتورطون آخرون فى القليوبية وغيرها، وإذا كان أمثال هؤلاء الضباط الفاسدين تورطوا فى قتل زميلهم فهم على استعداد للقيام بأى نوع جرائم القتل والإرهاب وغيرها، وإذا كانوا خانوا عملهم وزملاءهم فهم جاهزون لعمل أى شىء. وكما أشرنا، من المؤكد أن عصابتى «كوريا» و«الدكش» كانتا نافذتين لدى أشخاص فى جهات أخرى غير الشرطة، كانوا- كما الحال- مع المافيا يفسدون أحرازا، ويقتلون الرافضين، وربما يضمنون البراءة. وهى التشكيلة المعروفة لعصابات المافيا.
وقد أشرنا بالأمس إلى أن وزير الداخلية الأسبق أحمد رشدى فى الثمانينيات من القرن العشرين قاد أكبر حملة لمواجهة المخدرات ومعها تطهير الداخلية، لكن الرجل خرج بعد عام تقريبا فى أحداث الأمن المركزى، وهى أحداث ظلت أسبابها غامضة، وكانت هناك إشارات لكون أحمد رشدى واجه قمة جبل «المخدرات» فى الباطنية، وأن رحيله كان مطلوبا من قبل تجار المخدرات ورجال الشرطة الفاسدين الذين أطاح رشدى بمصالحهم.
وفى قضية القليوبية، وتورط ضباط بالأقسام والمديرية، فى العمل لدى تجار المخدرات وقتل الرائد مصطفى لطفى، رئيس مباحث قسم ثان شبرا الخيمة، والنقيب إيهاب جورج معاون مباحث الخانكة، وعدد من المعاونين، فهى ليست الأولى، فقد سقط من قبل أكثر من ضابط برصاص العصابات، بما يعنى أن الشبكات من سنوات، وأن المافيا لها أيدٍ فى أماكن عديدة تتدخل لاستمرار ضباط المافيا فى مكانهم. ومثلما هناك ضباط فاسدون وخونة، هناك شرفاء دفعوا حياتهم ثمنا لخيانة زملائهم.
القصة تستحق أن تفتح للنهاية، لو كانت هناك رغبة فى التطهير، لأن هناك «دوكش وكوريا» فى كل محافظة وربما كل مركز، ومعهم شبكات متعاونة من الشرطة، وأيضا من أجهزة أخرى، يتم تجنيدهم بالمال أو التهديد، وهؤلاء هم الأخطر، والأولى أن يتم فتح ملفات رجال المافيا فى أجهزة الدولة الحساسة ممن يمثلون أشد الثغرات خطرا، لهذا يجب أن يثير أكثر من قلق.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الباز أفندى – ساقط أبتدائيه و أنتخابات رئاسيه و أنتهازى سابق
ليس دفاعا أو تبسيطا للحادثه – الفساد حقيقه أنسانيه تاريخيه عالميه – ياعزيزى: كلنا فاسدون