نقلا عن اليومى..
لا شك أن العلاقة بين السينما والأدب ممتدة منذ البدايات الأولى للسينما، عندما قدم المخرج محمد كريم فيلمه «زينب» من بطولة يحيى شاهين وراقية إبراهيم وزكى رستم، والمأخوذ عن رواية «محمد حسين هيكل» ومنذ تلك اللحظة والقائمون على السينما يدركون جيدا أهمية الادب وتوظيفه لصالح إثراء النصوص المقدمة على الشاشة، والتى كانت تضج بتجارب متنوعة ومتباينة وزاد من ظاهرة توظيف الأدب لصالح السينما وجود جيل من الفنانين يعرف ويعى أهمية القراءة، إضافة إلى أن أغلب النجوم والنجمات كانت تربطهم صلات وثيقة بالأدباء والكتاب تلك الحالة هى ما شكلت ما يشبه الزواج الكاثوليكى بين السينما والأدب فى الخمسينيات وتحولت الستينيات إلى العصر الذهبى للنصوص الأدبية المقدمة فى السينما والمأخوذة من روايات إحسان عبدالقدوس ويوسف إدريس وطه حسين ونجيب محفوظ، ومنها الحرام ولا أنام والثلاثية وزقاق المدق وغيرها هذه التجارب التى تبلورت وتشكلت نتيجة للوعى الثقافى الذى عاشه المجتمع المصرى فى هذه المرحلة، وهى الأفلام التى أصبحت بعد ذلك درراً للإنتاج السينمائى فى تاريخ السينما المصرية والعربية، وشكلت هذه الأفلام النسبة الكبرى فى اختيارات النقاد المصريين والعرب لأهم ما أنتجته السينما المصرية على مدار تاريخها.. حيث إن قائمة أهم 100 فيلم فى تاريخ السينما العربية تقريبا 70% منها مأخوذ عن نصوص أدبية.
ولكن مع بداية السبعينيات وسياسة الانفتاح الاقتصادى وتراجع الوعى المجتمعى وسيطرة سينما المقاولات أو تلك الأفلام التى كانت تعبأ فى شرائط فيديو وترسل إلى الخليج خفتت العلاقة بين السينما والأدب وصارت هناك تجارب تقدم على استحياء، ووصل الأمر إلى الانفصال التام بين الأدب والسينما مع سيطرة موجات من الأفلام التجارية سواء أفلام الدخان الأزرق أو المايوهات أو الكوميديا والتى كانت صاحبة الصوت الأعلى فى التسعينيات، ورغم نجاح فيلم «الكيت كات» للمخرج داود عبدالسيد المأخوذ عن رواية مالك الحزين للكاتب إبراهيم أصلان، فإن المنتجين فى ذلك الوقت تجاهلوا هذا الأمر وأعطوا ظهورهم للأدب واستمرت موجة الكوميديا فى الصعود إلى أن قدم الكاتب وحيد حامد رواية «عمارة يعقوبيان» فى نهاية التسعينيات، ووقتها حقق نجاحا كبيرا وهو ما فتح شهية بعض المنتجين للعودة إلى الأدب من جديد، وأصبحنا نسمع عن الاستعداد لتقديم تجارب سينمائية مأخوذة عن نصوص أدبية حصلت على جوائز أو تصدرت قوائم المبيعات، ومنها «شيكاغو» لعلاء الأسوانى «ونقطة نور» لبهاء طاهر «وتغريدة البجعة»، وإن لم تكتمل هذه التجارب.
ولكن يبدو أن شريحة الشباب والمراهقين هى ما أجبرت صناع السينما على العودة للأدب، حيث إن هناك أعمالا أدبية، تصدرت قوائم المبيعات وأصبح لكتابها الشباب مريدون، ومنهم أحمد مراد والذى تم تحويل عمله الأدبى الفيل الأزرق إلى فيلم سينمائى، من بطولة نيللى كريم وكريم عبدالعزيز وخالد الصاوى وإخراج مروان حامد، وهو الفيلم الذى حقق إيرادات كبيرة فى شباك التذاكر وفتح شهية عدد من صناع السينما على البحث فى قوائم الأعمال التى تتصدر المبيعات ويذيع صيتها بين الشباب لأنهم بذلك يضمنون نصف النجاح، فهذا الجمهور القارئ يشكل أيضا الشريحة الكبرى من جمهور السينما.. لذلك كان الإقبال على تقديم «هيبتا المحاضرة الأخيرة» والتى حققت أعلى المبيعات، حيث تصدرت قوائم مبيعات الكتب فى مصر لعدة أسابيع، وصدر منها أكثر من 36 طبعة منذ إطلاقها فى 2014، وهو ما يُعد رقمًا قياسيًا فى مبيعات الكتب، والفيلم الذى يعرض حاليا فى 46 شاشة عرض قام بإخراجه هادى الباجورى، ويقوم ببطولته كل من عمرو يوسف، ماجد الكدوانى، أحمد بدير، أنوشكا، كندا علوش، محمد فراج، جميلة إسماعيل، هانى عادل، ياسمين رئيس، دينا الشربينى، أحمد داوود، أحمد مالك، وسلوى محمد على، ويدور حول مراحل الحب الـ7 من خلال قصص حب متوازية بين أبطال الفيلم.
موضوعات متعلقة..
- علا الشافعى تكتب: وودى آلن.. مخرج الأسئلة القاتلة يفتتح كان الـ"69".. قدم أفلاما غاصت فى أعماق النفس البشرية.. جرب الانتحار فخرجت رصاصة هشمت مرآته ثم ذهب بعد ذلك إلى السينما مكانه المفضل
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة