قال أحمد العامرى، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، ومدير معرض الشارقة الدولى للكتاب، إن المهرجان القرائى للطفل ليس وليد هذا العام أو العام الماضى، وإنما هو وليد عام 1979 عندما أعلن حاكم الشارقة ثورته لبناء الإنسان ومنذ ذلك الوقت والشارقة تبنى الإنسان وتصنع الفكر والثقافة، ثم رأت الشيخة جواهر قرينة حاكم الشارقة أن يكون هناك مهرجان فى الشارقة للأطفال ويواكب النجاحات التى تحققت من خلال معرض الشارقة الدولى للكتاب، أو من خلال فعاليات الثقافية التى تقام بالإمارات، وأن يواكب هذا المهرجان هذه النجاحات والطموحات التى تحققت على مدى 37 عاما من مشروع الشارقة الثقافية المتميزة، وعلى مدى 45 على تكليف حاكم الشارقة بزمام الأمور بمعرض الشارقة وهى تنتهج هذا النهج.
وأوضح أحمد العامرى، أن الطفل هو البذرة الأولى واليافعين هم البذرة الثانية والشباب الثالثة والعائلة هى البذرة الرابعة والتربويون هم البذرة الخامسة واكتمال هؤلاء الخمس يعطينا الشجرة الصالحة أصلها ثابت وفروعها فى السماء.
وأضاف أحمد العامرى أنه لابد أن يكون هناك احتكاك بين الثقافات المختلفة والتجارب فى تطوير وبناء الطفل واليافعين والشباب من خلال ما يقدم من برامج أو ممارسات معينة فى تطوير التربويين، ولدينا بمهرجان القرائى محاضرات للطفل "كيف يقول لا" وكيف للتربوى أن يعلم الأطفال المواجهة الصعبات لبناء شخصية الطفل الذى يعتبر مثل القوارير فأى خدش بسيط يخدش شخصية هذا الطفل.
وأشار أحمد العامرى، إلى أنه لابد من وجود مبادرات عدة للحفاظ على الطفل السليم والنهج السليم من خلال التربويين أو الأدباء والمفكرين الذين يأتون إلى مهرجان الشارقة القرائى أو أى معرضا للكتاب، مثل نجوى إبراهيم هدى حسين وأحمد ياسين، فهم لديهم فكر متميز فى بناء الإنسان، من منا لا يعرف ماما نجوى فهى خرجت أجيال ولم تلتق بهم وجها لوجه، وكان لا يوجد تطور تكنولوجى فى بث المعلومات كما يوجد الآن، ومع ذلك وضعوا بصمة مهمة فى بناء أجيال كان لها الفخر فى جمهورية مصر العربية أو العالم العربى فى بناء فكرة هذا الشباب، ولهذا الاحتكاك مع التربويين والأجيال المختلفة هو نتاج مبهر، ونحن نريد أن نخرج بالأفضل من نجاحات الجيل السابق والحاضر، من خلال تقديم المكونات الموجودة، وتقديم الترفيه التعليمى الذى يواكب طموحات الجيل الحالى.
ولافت أحمد العامرى، أن فى الشارقة يتم الخروج عن المناهج التعليمية ونتحدث إلى الأسر، حيث إننا غير مسئولين عن النظام التعليمى فى أى مكان ولكن علينا أن نوفر الفرصة التعليمية الحقيقية لاحتكاك الأسرى لبناء أسرة قوية، ولدى الأجانب مصطلح يستخدمونه وهو "وقت العائلة" ونحن وفرنا داخل المهرجان القرائى وقت للعائلة، وبدون تكاليف وكل الفعاليات مجانا ليستمتع الأسر، والهدف البناء الأسرى الحقيقى، وهى تجربة سنوية نتعلم من أخطاء الماضى لبنى عليه المستقبل، كما أننا نريد أن نخلق أسرة قارئه وهذا ليس فى يوم أو سنة ولا العام الدراسى فقط ولكن نخرج من المناهج التعليمية المختلفة لنذهب إلى البيوت والآباء.
وأشار أحمد العامرى، أن هناك العديد من الأفكار التى يمكن تطبيقها مثل معرض الفضاء الموجود بالمهرجان ويقع فى ركن بسيط جدا ويحتوى كتابا كتب فى عام 1656 تحت عنوان "حكومة القمر"، ويتحدث عن أن الإنسان ذهب إلى القمر، وهذا معناه أن الحلم والكتاب هو طريق تطور الأمم والشعوب، فنحن إذا أردنا أن نتطور ونرتقى ونتقدم يجب علينا أن نضع الكتاب، وأول ما قيل للرسول سيدنا محمد "ص" اقرأ، ولم يقل له أقرا القران أو شىء ولكنه قال أقرا باسم ربك، فملكوت الله وعلم الله فى كل شىء فالقراءة هى السبيل الحقيقى لبناء الإنسان، وجعل هذا الإنسان محور اهتمام، والاهتمام يكمن فى الأسرة.
وأضاف أحمد العامرى، أنه يجب تحفيظ الأسر والشباب واليافعين للانفتاح، فالإسلام والقرآن دين الوسطية وليس كأى دين آخر، فنحن نحاول أن ننفتح عن الفنون المختلفة والعلوم مثل الرياضيات والصحة والفيزياء والتغذية والطهى حتى الجوار والكلمات داخل مواقع التواصل الاجتماعى فنحن نبنى جسورا ترتقى بقيم الإنسان وبعقليته.
وتابع علينا توسيع مدارك الطفل، حيث إن الجمالية فى أنك لا تجعل معوقات الحياة تقتل الطموح، والمدارك هى الأساس لبناء جيل، وفى نفس الوقت توضع معايير مهمة جدا وهى محاربة الفكر والظلم بالنور، والنتيجة تنجح على أرض الواقع فالمهرجان كل عام يشهد تزايدا مستمرا وبشكل ملحوظ، فمعرض رسوم كتب الأطفال المشاركين به 1380 عملا فنا، ويتم تصفيتهم حتى نصل لـ300 عمل، تقدمت 46 دولة وأصبح معرض عالميا بالمعايير الدولية، المشاركات من المحيط إلى المحيط ومن القطب إلى القطب.
وأوضح أحمد العامرى، أن الطفل أينما كان نحاول أن نصل إليه فنحن نبنى مجتمعات وليس أفردا وداخل المجتمع لا توجد لغة الأنا، ويصبح المجتمع ذو حوار ينفتح على العالم لبناء حضارات ونطمح فى بناء جيل متميز.
وأكد "العامرى" ضرورة الحفاظ على اللغة العربية وعدم استبدالها بلغة أخرى، مشيرا إلى ركن كلمات داخل المهرجان الذى يعزز النطق الصحيح للغة العربية، والشارقة الإمارة الوحيدة التى لا نستبدل الكلمات العربية بأى لغة أخرى وهذا ليس عجبا حيث إن حاكم الشارقة عضوا بمجمع اللغة العربية.
وحول معرض الشارقة للكتاب، قال أحمد العامرى، إن المعرض يعتبر من أهم ثلاثة معارض على مستوى العالم، حيث إنه غير وجهة نظر الغرب عن الثقافة العربية والكتاب العربى، والمعرض يضع حملا كبيرا على عاتقنا، فالقضية لا تكمن فى النجاح فحسب، لكن كيف تحقق نجاحات وتستمر فيها، مشيرا إلى أن دور النشر الأجنبية كان 20 % لكن وصلت الآن إلى 47% وبدأت تنافس الجناح العربى، ولذلك بقدوم عدد كبير نقوم بعمل تنقية لدور النشر التى ليس لها إصدارات جديدة فى آخر 3 سنوات نستبعدها لأنه يسبب لى عدة مشاكل أولها المساحة فهو يأخذ مساحة ناشر لديه عناوين جديدة والأخرى أنه يقول لم أبع فكيف يبع إصدارا يعيده لعدة سنوات سابقة فليس كافيا أن يغير الناشر غلاف الكتاب حتى يبيعه، كما يسىء لسمعة المعرض بعدم بيعه، ولهذا يوجد لجنة لفحص كل دار دون علم دور النشر حتى يتم اختيار الناشر صاحب الإصدارات الجدية حتى نعطى المساحة للدور التى تستحق، وهذا أمر مطبق منذ سنوات فى معرض الكتاب والمهرجان القرائى.
وحول الكتاب الرقمى، قال "العامرى" نحن قمنا بإصدار أول كتاب رقمى بتقنية عالية تحت عنوان "بابا زايد" وهذا الكتاب يجسد علما جديدا ويقدم تقنية جيدة لم تستخدم ويوجد عليه طوابير طويلة من الأطفال لمشاهدته، وعندما يشاهد الطفل الكتاب يجب أن يجيب على الأسئلة الموجودة فى نهاية الكتاب حتى ينمى الثقافة لديه.
وأشار العامرى إلى أن مستقبل الكتاب الرقمى مظلم فى العالم الغربى أو العربى، فلدينا فى العلم العربى مصيبتان، الأولى قرصنة الكتب الرقمية، فيظلم الكتاب وصاحب دور النشر والمترجم، وثانى مشكلة لا يوجد كتاب رقمى حقيقى فى العالم العربى حتى الآن وكلها تجارب بسيطة، أما العالم الغربى فالكتاب الرقمى نسبته بسيطة لضعف هامش الربح مقارنة مع الكتاب الورقى، كما يدخل صاحب الموقع شريكا للإصدار وهذه تضع الكاتب وصاحب دور النشر فى مأزق.
وأكد أحمد العامرى، أن الكتاب الرقمى لا يقوم على جذب القارئ فعندما تقوم بقراءة كتاب على الشبكة العنكبوتية يأتيك العديد من الرسائل على الميل والفيس بوك تقطع اندماجك مع الكتاب، عكس ما تقرأ الكتاب الورقى، ولذلك نقيم معرض رسوم الطقل لنرتقى بكتاب الطفل العربى، وهذا المعرض جوهرة ونتاج لارتقاء.
وحول إنشاء شركة دولية للكتاب العربى، قال نحن فى الشارقة اتخذنا على عاتقنا مسئولية نشر الثقافة العربية إلى العالمية والتعريف بالثقافة العربية والناشر العربى، وهذه مسئولية قومية ووطنية.
وحول توسيع الجناح المصرى داخل معرض الشارقة للكتاب، قال العامرى على مصر أن تطلب ونحن ننفذ، فمصر شريك رئيسى ثقافى.
وحول تجربة مشاركة الشارقة بمعرض القاهرة الدولى للكتاب، أشاد العامرى بالتجربة ولفت إلى أن مصر تحتاج إلى أرض للمعارض حقيقة يتم عليها أجنحة لا تبدو وكأننا فى ستينيات القرن.
كما تمنى العامرى من المصريين أن يعطوا الفرصة للقيادة المصرية لتنفيذ وترجمة مطالبهم حيث أن سقف الطالب كبير ولكن الظروف العالمية صعبة، وهى ليست كعصى موسى وليست هناك وصفة سحرية وعلى الجمع أن يتكاتف مع هذه الحكومة للعبور لبر الأمان كى تعود مصر كما هى مصر بعودة السياح والاقتصاد كما كانت عليها وعلى المواطنين أن لا ينظرون إلى السلبيات وعليهم تسليط الضوء على الإيجابيات وهذا بالتكاتف مع حكومتهم وقيادتهم للوصول لبر الأمان.
موضوعات متعلقة..
الأردنى محمد سناجلة: نعيش حالة من الترجع فى عصر الكلمة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة