"اليوم السابع" زارت المعالم الدينية بوسط بيروت بصحبة مؤسسة أديان التى نظمت ورشة عمل حول التعايش الدينى ونبذ التطرف ضمت شباب من مصر والدنمارك والأردن ولبنان وسوريا والعراق كلهم ناشطين بالحقل الدينى والدعوى، فزار الشيخ الأزهرى الكنيسة إلى جوار القس الذى خلع نعليه على باب المسجد، كذلك أرتدى المسيحيون حجابهم فى ساحة المسجد العمرى الكبير وأوقد المسلمون شموعهم فى كاتدرائية القديس جاورجيوس.
كاتدرائية القديس جاورجيوس.. أقدم كنائس بيروت
بدأت الجولة بكاتدرائية القديس جاورجيوس التى تعتبر من أقدم كنائس بيروت للروم الأرثوذكس إن لم تكن أقدمها، حيث تقول مديرة متحف الكنيسة إنها بنيت على أنقاض كنيسة القيامة (القرون الأولى) قرب مدرسة الحقوق الرومانية الشهيرة مؤكدة أن بناء الكنيسة الحالى يعود إلى القرن السابع عشر (لوجود وثيقة عثمانية فيها مؤرخة سنة 1080ه)، وكانت آنذاك كنيسة متواضعة هى الوحيدة فى المدينة.
عرفت هذه الكنيسة بدير مار جرجس لجمعها مراكز كنسية مختلفة: مقر متروبوليت بيروت، مقر للرهبان، مركز المجلس الملي، مدرسة، مكتبة، مستشفى، مطبعة (كانت أول مطبعة عربية فى بيروت) تقول مديرة متحف الكنيسة وتضيف : ثم جرى توسيع الكنيسة على مراحل، سنة 1715 فى عهد المتروبوليت نيوفيتوس جرى توسيعها وتجديدها بطريقة شبه عشوائية وحين تضررت الكنيسة سنة 1759 بهزة أرضية، تم جمع الأموال لتوسيعها وترميمها فامتدت الأشغال من 1764 الى 1767، وفى السنة نفسها سقط سقف الكاتدرائية أثناء القداس على رؤوس المؤمنين فتوفى تسعون رجلا، وأعيد ترميمها سنة 1772 فى عهد المتروبوليت يواكيم وضمت ثلاثة هياكل: فى الوسط هيكل القديس جاورجيوس، ويمينا ً هيكل القديس نيقولاوس، ويسارا ً هيكل مار الياس.
تشير مديرة المتحف إلى إيقونات الكنيسة وتقول إنها زينت من خشب الجوز المغشى بالذهب عام (1783) وجمل بأيقونات تعود غالبيتها الى القرن الثامن عشر وفى عام 1904 جرى توسيعها مجددا وزينت بجداريات غطت جدرانها وسقفها، وتم تصوين ساحتها وحرمها.
أما أثناء الحرب الأهلية اللبنانية التى وقعت ما بين أعوام 1975 و1990 تؤكد مديرة المتحف أن الكاتدرائية تضررت وسرقت معظم أيقوناتها وأوانيها وحرق جزء من الأيقونسطاس والباقى سرق، وتهشمت الجداريات، وما تبقى منها ساءت حالته بأحوال الطقس لأن سقفها تضرر.
وتستكمل: عام 1995 أعلن سيادة متروبوليت بيروت وتوابعها الياس عوده عزمه على ترميم الكاتدرائية فبدأت الأعمال بإزالة الركام وتدعيم السقف وإجراء الحفريات الأثرية ودراسة وضع المبنى، وأدت الحفريات الأثرية الى اكتشاف آثار ثلاث كنائس، أقدمها كنيسة القيامة (وكانت سنة 551 تهدمت بالهزة الأرضية التى دمرت مدينة بيروت، فوقها آثار كنيسة تعود إلى القرن الوسطى، وفوقها آثار كنيسة من القرن الثامن عشر، إضافة الى اكتشاف مقبرة وقطع موزاييك وأوان كنسية مختلفة، والعمل جار على تحويل الحفريات الى متحف جوفى.
وتتابع تبقى من الكنيسة القديمة "الأيقونسطاس" الذى تم العثور على أجزاء منه فجرى ترميمها وأعيدت صناعة الأقسام المسروقة منه وضم القديم الى الجديد، والأرضية التى أصلحت وزينت بالموزاييك، وإحدى قطع الموزاييك نسخة عما وجد تحت الكاتدرائية، وكذلك التى جرى ترميمها بمعرفة فريق روسى رمم ما كان صالحا ً منها ونزع عن الحائط ما كان مشوها وألصقه على قماش ووضع فى صالون الكنيسة، ويعمل حاليا ً فريق من الرسامين اليونانيين على رسم ما تبقى من جداريات.
على حوائط الكنيسة ترى أيقونات للقديسة هيلانة، والقديس قسطنين، ولوحات لأحد العنصرة وقيامة المسيح فى سقف الكنيسة فى السقف مع حامل أيقونات من الذهب الخالص وترى أيضا لوحة للقديس إفرام السريانى يقول من يحب الله يزدرى بالنفايات ويطلب معرفته.
أما يوحنا الدمشقى فيعد بالآخرة ويقول من يتذوق المرجوان يطرح عند الحاضرات، بعدها تأخذنا مديرة المتحف فى جولة أسفل أنقاض الكنيسة التى تستطيع رؤيتها أسفل الكنيسة الأولى مغطاة بألواح زجاجية.
كاتدرائية مار إلياس.. ضحية الحرب الأهلية
المحطة الثانية فى الجولة كانت بكاتدرائية مار الياس حيث قال كاهن الكنيسة أنها بنيت على يد متروبوليت بيروت للروم الكاثوليك المطران أغابيوس الرياشى سنة 1849، لتجمع بين تناسق الهندسة البيزنطية ورونق الزخرف الشرقى، بشكل عصرى بأقواسها الرشيقة الحادة، مشرقة بنوافذ سقفها، فخمة بحليها وكسوتها.
كذلك فإن الكنيسة تأثرت أيضًا بأجواء الحرب الللبنانية وتم تخريبها مثلما يقول الكاهن، واستعادتها الإيبراشية عام 1994 كى تعمل على استعادة رونقها الأصيل وخدمتها الروحية وحضورها الرعوى وجمع أبنائها المؤمنين بمكانتها ورسالتها ومستقبلها، وفى أواخر 2003 بدأت أعمال تأهيلها وانتهت سنة 2006.
المسجد العمرى.. حوله الفرنسيون لكنيسة واستعاده المسلمون
من الكنيسة ننتقل إلى المسجد العمرى حيث خلع الجميع نعالهم على بابه وارتدت الفتيات الحجاب احتراما للمسجد وأخذنا الإمام فى جولة داخله وقال إنه أكبر الجوامع الموجودة فى قلب بيروت، وقد أطلق عليه هذا الاسم تكريماً للخليفة عمر بن الخطاب. وقد عرف أيضاً باسم جامع فتوح الإسلام.
وعن تاريخ المسجد يقول: تحول هذا الجامع فى عهد الفرنجة إلى كنيسة، ثم قام السلطان صلاح الدين الأيوبى عام 583هـ/ 1187م باستعادته منهم، ولما أعاد الفرنجة احتلال بيروت عام 593هـ/ 1197م حوّلوه إلى كاتدرائية بقيت فى حوزتهم حتى عام 690هـ/ 1291م، فاستعاده المسلمون ثانية فى عهد الأمير سنجر مولى الملك الأشرف خليل بن السلطان قلاوون ومنذ ذلك التاريخ هو بيد المسلمين.
اقرأ أيضا :
الإفراج عن فريق تلفزيونى أسترالى محتجز فى لبنان بعد التوصل لتسوية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة