وقالت حياة التى أمسكت بصورتها القديمة خلال الحوار الصحفى الذى أجرته معها وشقيقاتها الوكالة الفرنسية "لقد كانت فترة نشطة جدا للثقافة والفنون فى السودان، وأضافت "لقد كان عمرى حين بدأنا مشوارنا الغنائى 13 عاما، بينما كان عمر أمل 15 عاما، وهادية 17، حيث بدأنا جولاتنا، وبنينا قاعدة جماهيرية على مستوى المنطقة".
وعن مواجهتهن لنظرة المجتمع السودانى للفنانات فى ذلك الوقت، تحدثت الشقيقة الوسطى أمل للوكالة الفرنسية قائلة "كنا نهتم كثيرًا بالفن والموسيقى السودانية، واستطاعنا دخول المعهد العالى للموسيقى والمسرح والعمل بعد التخرج فى ميدان التمثيل والغناء، وتمكنا من الصمود والنضال ضد الناس الذين كانوا ضدنا وأثبتنا وجودنا على خشبة المسرح بنجاحنا، وهو ما أكد وجهة النظر الخاطئة لمن يقفون ضدنا".
وكان الأخوات الثلاثة قد ولدوا بمدينة وادى حلفا بالولاية الشمالية الحالية بالسودان، وتلقين تعليمهن المتوسط فى مدرسة بالخرطوم الأميرية والثانوى فى مدرسة أم درمان الثانوية للبنات، ثم التحقن بمعهد الموسيقى والمسرح، وكان والدهن محمد عبد المجيد طلسم يهتم كثيراً بالفن والموسيقى السودانية وقد ساهمت البنات ومن ضمنهم البلابل فى تأسيس الفرقة القومية للفنون الشعبية السودانية وكنّ أعضاء بارزين فيها، وعملت هادية أستاذة بمعهد الموسيقى والمسرح "جامعة السودان حاليًا"، بينما كانت آمال أستاذة للموسيقى بمدارس الإمارات العربية المتحدة.
وكان أول من اكتشف موهبة عضوات الفرقة الثلاثة هو مدير فرقة الفنون الشعبية بالسودان سابقًا، جعفر فضل المولى وذلك عندما اتصل به الموسيقار بشير عباس ليبحث معه عن أصوات نسائية تؤدى معه مقطوعة موسيقية جديدة من إنتاجه بعنوان «أريج نسمات الشمال»، وهى من كلمات الشاعر مبارك المغربى وألحان الموسيقار برعى محمد دفع الله للفنان عبد العزيز محمد داؤود، اقترح فضل المولى اختيار الأخوات الثلاثة من بين منتسبى فرقة الفنون الشعبية السودانية. وتعرَّف بشير عباس على أسرة الأخوات وعرض العمل أولاً على الأخوات هادية وآمال وشادية، إلا أن العرض لم يجد قبولاً إلا من هادية وآمال بينما اعتذرت شادية لتحل محلها أختها حياة.
وبعد نجاح العمل الموسيقى الذى قدمه بشير عباس فى برنامج "تحت الأضواء" الذى كان يقدمه الإذاعى حمدى بولاد بالإذاعة السودانية جرى التفكير فى تكوين فرقة موسيقية غنائية تتكون من الأخوات الثلاث وطُرِحت ثلاثة أسماء فنية للفرقة وهى العصافير والطيور والبلابل ووقع الاختيار على الاسم الأخير «البلابل» من قبل الروائى والناقد السودانى على المك.
بدأت الفرقة مكونة من الأخوات الثلاث فى الغناء فى أواخر عام 1971 فى حلفاية الملوك بالخرطوم بحرى بتشجيع من والدهن محمد عبد المجيد طلسم، وهو أستاذ جامعى، وبرعاية الموسيقار السودانى بشير عباس الذى قام لاحقًا بتلحين الكثير من أغانيهن. وكانت أغنية «على طريق الحب مشينا» أول عمل غنائى قدمته الفرقة للجمهور وهى من كلمات جعفر فضل المولى وتلحين بشير عباس، وقد لاقت الأغنية نجاحًا باهرًا، ومن ثم انطلقت البلابل فى تقديم العديد من الأعمال الغنائية الناجحة التى سجلتها للإذاعة السودانية وقدمتها فى حفلات غنائية داخل السودان وخارجه.
وبمرور الزمن وبعد زواجهن وانشغالهن برعاية وتربية أطفالهن والهجرة مع أزواجهن إلى خارج السودان انفرط عقد الفرقة ولم يؤدِ أعضاؤها أى أعمال مشتركة جديدة، وإن كانت هادية قد استمرت فى الغناء منفردة فى بضع مناسبات ثقافية، وبعد التوقف الذى دام سنوات ظهرت الفرقة مرة أخرى تقدم أغانيها بشكل مشترك كما حدث فى مهرجان الأغنية الأفريقية الذى أقيم فى مدينة شيكاغو بالولايات المتحدة.
موضوعات متعلقة..
عبدالله الرويشد يصل إلى القاهرة لإحياء حفله.. غدا
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة