أن يترك بعض السادة النواب ما يدور على الأرض، وفى الشارع من جدل وأسئلة، ويتفرغوا للمشاجرات والمصادمات، فنحن أمام حالة بائسة من «اللاسياسة»، تضرب فى كل الاتجاهات. من كان يتصور أن نوابا محترمين يتركون الغليان بالشارع ليتفرغوا لإبداء «الزعل» من برنامج ساخر، أيا كان موضوعه. بل يطالبون بمصادرته ومطاردته، ثم إن نوابا آخرين تقدموا بمشروع بيان لرئيس المجلس يطالبونه بشجب الصحف والفضائيات التى تسخر من النواب. وعندما يذكرهم النائب سمير غطاس بأن على المتضرر اللجوء للقضاء، هاجوا وماجوا، وتم إخراج النائب من القاعة وإحالته للتحقيق.
وفى اليوم التالى، أثناء نقاش حول بيان الحكومة، اختلف النائبان خالد يوسف ومحمد أبو حامد، لأن يوسف وصف بيان الحكومة بما لايعجب أبو حامد. فاشتبك النائبان وتشاجرا كلاميا، وتبادل النائبان الاتهامات وكادا يمسكان بتلابيب بعضهما، لولا تدخل نواب «الحلال». واضطر رئيس المجلس كالعادة لرفع الجلسة لإنهاء «الهرج والمرج»، ليصالح العضوين وينهى المشاجرة.
كل هذه المشاحنات، والمشاجرات تكشف لنا عن غياب القدرة على الحوار بين نواب الشعب، والأهم أن أيا مما يجرى فى الشارع أو الإقليم أو العالم لا يبدو أنه يشغل أى مساحة من الاهتمام لدى المجلس التشريعى. لكنهم وجدوا الوقت والجهد لمتابعة برنامج «فاهيتا»، والمطالبة بمعاقبة «الدمية». مع الأخذ فى الاعتبار بأن النواب يظهرون فى «التوك شو» أكثر مما يواظبون على حضور جلسات البرلمان. ورأينا الدكتور على عبد العال رئيس المجلس وهو ينادى على النواب ويرجوهم حضور الجلسات وتحليل البدلات التى يحصلون عليها. ويكاد رئيس المجلس أن يدعو عليهم لأنهم «يكسفوه» أمام الشعب. بل ويهدد بأن يشكوهم للشعب.
كثير من السادة النواب يظهرون للتصوير فى برامج الـ«توك شو»، وبعضهم يريد مصادرته. أو يتابعون البرامج ويبدون الغضب، كل هذا والنواب أغلبهم غير منشغلين بما يدور على الساحة من قضايا وخلافات، منها قضية الجزيرتين والأسعار والتشريعات واستكمال الدستور.. وهى قضايا ربما تستلزم عقد لجان واستدعاء خبراء والاستماع إلى المتخصصين ومحاولة التوصل إلى مواقف. لكن ما نراه هو «غياب» وقت الحضور، وهزل وقت «الجد». وبعد كل هذا يغضبون من «برامج ساخرة» بينما يقدمون أكثر العروض سخرية.
ربما يكون الحل فى إعادة البث، وأن يحتكر البرلمان نفسه حق الاستعراض العلنى. ويترك مهمة التشريع والرقابة ويتفرغ لـ«الشو». والذين يعترضون على «فاهيتا» يتجاوزون أى «فاهيتا». وبالرغم من مرور الوقت لا يبدو أن أكثر النواب أدركوا أنهم فى مجلس له مهام أكثر من مجرد الاستعراض.فى برلمان السلطة الاستعراضية.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الباز أفندى – ساقط أبتدائيه و أنتخابات رئاسيه و أنتهازى سابق
المشاجرات و المصادمات الكارتونيه هى أقصر الطرق للوصول الى مدينه الأنتاج الأعلامى