وقال سالم المسلط، المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات: "منذ بداية هذه المحادثات فى جنيف، قام نظام الأسد بجعل الوضع الميدانى أسوأ مما كان عليه، إن التقدم فى أعمال جنيف مرتبطة بشكل مباشر بالواقع الذي يواجهه أبناء شعبنا في سوريا،" وأضاف أنه "إذا لم تتحسن الأوضاع الميدانية على الأرض، فإنها ستؤثر على تقدم العملية السياسية. لا يمكن السماح للمحادثات بأن تكون وسيلة يستغلها النظام لممارسة العنف.
وأكد إن قوات نظام الأسد تخرق وقف إطلاق النار وتمنع وصول المساعدات الإنسانية، مشيرا لتظاهر النظام بانخراطه فى العملية السياسية ففى أيام الهدنة الخمسين شهدت سوريا ما يزيد على ألفى خرق من قبل النظام، وهذا يشكل خرقاً أو اثنين فى كل ساعة، داعيا المجتمع الدولى أن يتصرف لإعادة فرض وقف الأعمال العدائية إن كان يراد لهذه المحادثات أن تتقدم.
ودعت الهيئة العليا للمفاوضات كل من الأمم المتحدة والمجتمع الدولى للضغط على نظام الأسد للامتثال للبنود الإنسانية الواردة فى القرار 2254، وأن توضح للنظام أن عليه أن ينخرط بصورة جدية فى جدول أعمال دى ميستورا، مع التركيز على حكومة انتقالية.
وختم المسلط حديثه قائلاً: "لا تزال الهيئة العليا للمفاوضات ملتزمة بشكل كامل بالعملية السياسية وتحقيق السلام من خلال الدبلوماسية. نحن لا زلنا موجودون فى جنيف ومستعدون للانخراط فى محادثات جدية."
فيما أكد الموفد الدولى الخاص إلى سوريا ستافان دى ميستورا الاثنين تبلغه من المعارضة السورية نيتها تعليق "مشاركتها الرسمية" فى المحادثات غير المباشرة الجارية مع ممثلين للحكومة فى مقر الأمم المتحدة فى جنيف.
وقال المبعوث الأممى الخاص إلى سوريا للصحفيين بعد لقائه وفدا مصغرا من الهيئة العليا للمفاوضات "سمعت اليوم من وفد الهيئة العليا للمفاوضات نيتهم تأجيل مشاركتهم الرسمية فى المقر (الأمم المتحدة) تعبيرا عن استيائهم وقلقهم من تدهور الأوضاع الانسانية وما آل إليه وقف الأعمال القتالية"، وردا على سؤال بالإنجليزية حول إذا كان قرار المعارضة هو "تأجيل أو تعليق" المشارك، أجاب "أنه الأمر ذاته".
وأكد دى ميستورا إن قافلات المساعدات الإنسانية ستتحرك إلى المناطق المحاصرة فى سوريا، موضحاً أنه سيتم إجلاء بعض المرضى، لافتاً إلى أن الأوضاع فى بعض المناطق خاصة "حلب" أصبحت مقلقة.
وأوضح دى ميستورا، أن هناك جدول زمنى حتى أغسطس المقبل للحصول على الدستور الجديد والانتقال السياسى الأمن فى سوريا، مشيراً إلى أن جميع الأطراف متفقون على أن الانتقال السياسى هو محور المحادثات فى جنيف.
وفى سياق متصل أعلنت قوات النخبة السورية الجناح العسكرى لتيار الغد السورى عن تحرير قرى بادية أبوخشب ومالحة الذرو ورجعان وأم مدفع فى ريفى محافظة الحسكة ومحافظة ديرالزور.
وأكدت فى بيان مصور على تلاحم النسيج العربى الكردى، مشددة على وحدة التراب السورى وإيمانها بالديمقراطية والتعددية. وقال البيان إنه تم تحرير قرى بادية أبوخشب ومالحة الذرو ورجعان وأم مدفع على أيدى ثوار قوات النخبة السورية التى تهدف إلى استعادة القرار الوطنى بعد ما تم تشتيت الجيش السورى الحر.
وتوجهت قوات النخبة بخطابها إلى الشعب السورى قائلة: "يا أهلنا فى سوريا إن الإرهاب الذى استباح أرضنا وصادر ثورتنا هو الأساس، وهو المبرر الذى سوغ كثيرا من مجازر النظام وجر علينا كثيرا من ويلات العدوان الخارجى الذى تذرع بالإرهاب".
وأضاف البيان أن قوات النخبة تدافع عن أرض سوريا وشعبها بكل فئاته، كما أعلنت قوات النخبة السورية عن دعوتها ومد يدها لكل من يرغب فى مواجهة هذا الخطر الذى يهدد كيان السوريين ووجودهم ووحدتهم ابتداءا من تهديد النسيج العربى الكردى الذى ميز البعد الحضارى لتاريخ سوريا وصولا إلى العمل على هدم التنوع الاجتماعى والدينى السورى.
ونوهت قوات النخبة السورية إلى أنها تجمع ثورى ضمن مشروع سياسى وطنى تجسد فى "تيار الغد السورى" الذى انطلق من القاهرة بهدف حماية سوريا. كما دعا بيان قوات النخبة أبناء سوريا إلى أن يصنعوا قدرهم بأيديهم وأن لا يتركوه لمحتل جاء من وراء البحار الطائفية أو لظلامى وافد من مجاهل التاريخ الأسود ليعدم حاضر السوريين ومستقبلهم.
موضوعات متعلقة
دى ميستورا: المعارضة السورية تعلق مشاركتها "الرسمية" فى مفاوضات جنيف
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة