مدراء شركات سياحة: زيارة مثمرة ناقشنا فيها تذليل العقبات وعلى رأسها الحصول على التأشيرة
بعد شهر من زيارتها الأولى للقاهرة، لتجديد اتفاقية تعاون مشترك فى مجال السياحة بين مصر واليونان، بدأت إيلينا كونتورا وزيرة السياحة اليونانية، تنفيذ المرحلة الثانية من خطة تنشيط السياحة الموضوعة بهدف استغلال آثار الفراعنة وحضارة الإغريق لتشييد جسر سياحى يستهدف أمريكا اللاتينية وآسيا، وذلك بدعوة وفد من شركات السياحة المصرية الخاصة للتعرف على السوق اليونانى، قبل زيارتها الثانية لمصر أواخر مايو المقبل بصحبة وفد من شركات السياحة اليونانية.
واستقبلت إيلينا كونتورا، الوزيرة اليونانية وفد شركات السياحة فى العاصمة أثينا فى إطار الخطة التى وضعتها وزارتى السياحة اليونانية والمصرية فى شهر مارس الماضى والتى ترتكز على التعاون لعمل حزمة سياحية تشمل البلدين لجذب السياح من آسيا وأمريكا اللاتينية.
ورحبت وزيرة السياحة بوفد الشركات المصرية فى حفل استقبال عقد فى أحد فنادق اليونان قبل عدة أيام، قائلة إنها شعرت بأنها فى وطنها الثانى عندما زارت القاهرة، لاسيما مع وجود الكثير من المشتركات والمتشابهات بين الشعبين.
وأضافت كونتورا خلال لقاءها مع وفد الشركات أنها تعمل الآن على الإعداد لزيارة جديدة فى أواخر مايو المقبل للقاهرة، لتنظيم منتدى مصرى يونانى بهدف إتمام هذه الخطة بحضور العاملين فى مجال السياحة فى البلدين، مؤكدة أن السوق اليونانى والسوق المصرى أسواق ناضجة، ومفتوحة وجاذبة للسياح، لذا يجب استغلالها للعمل معا، معتبرة أن زيارة الوفد خطوة فى سبيل تحقيق خطة التعاون، التى تريدها أن تكون أفعال لا أقوال، على حد قولها، مؤكدة أن "السائح هو أفضل سفير للدولة التى يزورها، لذا يجب أن نمنحه تجربة فريدة".
وأضافت كونتورا أن مصر واليونان لديهما تاريخ وحضارة والكثير من المتشابهات، مما يزيد فرص نجاح التعاون بينهما فى مجال السياحة، لافتة إلى أن الخطة قد تستغرق عامين أو ثلاثة للوصول لمرحلة التنفيذ، معتبرة أن السوق المصرى جاهز، رغم الوضع السياسى الذى مثل تحديا لقطاع السياحة خلال الفترة الأخيرة.
وأوضحت كونتورا أن السياحة تشكل20% من ناتج الدخل القومى، وتخلق مليون ونصف وظيفة عمل، لذا ركزت بشكل كبير على حملات الترويج والعمل مع شركات السياحة خاصة فى القطاع الخاص، كما تعمل مع وسائل الإعلام، ووسائل التواصل الاجتماعى وسفارتها بالخارج، ومكاتب منظمة السياحة اليونانية الوطنية. وأكدت أن عام 2015، حقق قطاع السياحة رقما قياسيا بـ26.5 مليون سائح، و13-14 مليار يورو، معربة عن أملها أن تحقق رقما قياسيا جديدا لهذا العام.
ومن جانبه، قال حسام فودة، مدير بإحدى شركات السياحة المشاركة فى الوفد المصرى للإطلاع على سبل التعاون بين القاهرة وأثينا، أن "الزيارة كانت مثمرة للغاية من الناحية التعريفية للبلد لمساعدة الشركات على بيع وتسويق السياحة لليونان بشكل أفضل وزيادة توجيه السائحين لليونان لاسيما بما تحتويه من عوامل جذب سياحية يمكن أن تلائم جميع المستويات".
وأشاد فودة فى تصريح لـ"اليوم السابع" بلقاء وزيرة السياحة اليونانية، معتبرا أنه فرصة جيدة للتواصل وإطلاع الجانب الأخر بالمشكلات التى تواجه شركات السياحة المصرية عند التعاون، مثل استخراج التأشيرة. وبدورها وعدت كونتورا بمحاولة حلها وتذليل أى عقبات.
وأضاف أن المنتدى الذى سيعقد فى أواخر مايو المقبل، سيمثل أيضا فرصة للاتصال المباشر مع الجانب اليونانى وسيتيح الكثير من التسهيلات لدعم السياحة المصرية لليونان.
أما فيما يتعلق بوضع حزمة سياحية واحدة تشمل اليونان ومصر، فرأى فودة أن محاولة بيع برنامج واحد للأسواق العالمية يضم البلدين" فكرة جيدة، ولكن آلية التنفيذ ليست سهلة، وتحتاج مجهود أكبر من القائمين على القطاع فى مصر، ودعم من شركة الطيران الوطنية من أجل المساهمة فى نجاح هذا المشروع".
وأشار إلى خطة ضم ميناء بورسعيد لبعض البرامج السياحية التى تضعها شركات السياحة اليونانية، ستساعد على إنعاش السوق المصرى واليونانى، داعيا وزارة السياحة المصرية لدعم المراكب الأخرى التى تعمل فى البحر المتوسط لكى تضيف الإسكندرية أو بورسعيد إلى البرنامج مثلما كان الوضع سابقا.
كما دعا فودة لوضع برامج خاصة لليونانيين بأسعار رمزية، خاصة وإن الكثير منهم زار مصر فى فترة ما، وبعضهم لديهم أقارب عاشوا فيها ويحبونها بشكل خاص.
أما عزة زغلول، مديرة إحدى شركات السياحة بالإسكندرية، فتتفق أيضا على أن التعاون بين البلدين يعد "مبادرة ممتازة"، مشيرة إلى أن شركة يونانية عرضت عليها الاشتراك فى برنامج واحد لجلب السائحين من الصين لزيارة اليونان ثم مصر، كما أكدت أن هناك شركة أرجنتينية ترغب فى التعاون ولكنها تنتظر استقرار الأوضاع فى مصر، لبيع برنامج مشترك بين البلدين، خاصة وأنها تسوق بالفعل لبرامج لليونان منذ ثلاث سنوات.
ودعت زغلول وزارة السياحة المصرية بالتنسيق مع سفراء البلاد المعنية، وشركات السياحة المتخصصة، أثناء زيارة الوزيرة اليونانية لمصر أواخر مايو، لعمل ورشة عمل لتحفيز الشركات وتنشيط القطاع.
ومن ناحية أخرى، قال ريمون منير، مدير السياحة بأحد الشركات المشاركة فى الزيارة لليونان لبحث فرص التعاون بدعوة من وزارة السياحة اليونانية، أن هذه الزيارة كان ينبغى أن تنظم من قبل، حيث أن السياحة بين البلدين يمكن استغلالها لصالحهما، لأسباب عدة، منها قرب المكان، والثقافات، وارتباط اليونانيين بمصر، وخاصة الاسكندرية.
وأضاف ريمون، أنه برغم الحالة الاقتصادية السيئة التى تمر بها اليونان، إلا أن اليونانيين سيأتون حال وضع حزمة سياحية خاصة لهم بأسعار معقولة، كما يمكن تسيير رحلات يوم واحد تربط بين الجزر اليونانية والإسكندرية، لافتا إلى أن هذا سيجذب سياح من مختلف الجنسيات.
وأوضح أنه التقى الكثير من الناس أثناء الرحلة على متن مركب سياحى لزيارة الجزر اليونانية، الذين يحبون مصر للغاية ويودون زيارتها، لذا يجب وضع ذلك فى الاعتبار.
أما عن وضع حزمة سياحية تضم كلا من البلدين، فرأى منير أنها فكرة جيدة، ويمكن تجربتها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة