"اليوم السابع" التقى المزارع سيد أبو الوفا، والحاصل على لقب أفضل مزارع على مستوى الجمهورية فى إنتاجية القمح، ليروى لنا قصة كفاحه فى أرضه وتجربته مع تحسين إنتاج محصول القمح.
سيد أبو الوفا، مزارع من قرية بنبان بمركز دراو محافظة أسوان، قال "ورثت حرفة الزراعة من الأجداد، واستكملت المسيرة فى تطوير الأراضى الزراعية، وذلك من خلال استئجار عدد من الأفدنة الزراعية بقرية بنبان بمركز دراو، ومشروع وادى النقرة بمركز نصر النوبة، ومشروع وادى الصعايدة بمركز إدفو، وسخرت معظم هذه الأراضى لخدمة محصول القمح".
وتابع "أبو الوفا" حديثه قائلاً "اجتهدت فى الأرض للوصول إلى أعلى إنتاجية فى الحقل، وحصلت على اللقب فى أعلى إنتاجية لفدان القمح على مستوى المدارس الزراعية فى مصر، بعد أن تقدمت للجائزة باسم ابن أختى الطالب على محمد بهيج، ووصل إنتاج الفدان الواحد لـ30,90 إردباً، وتم تكريمى من قبل إحدى المؤسسات التنموية فى مجال الزراعة وكذلك محافظة أسوان.
وأضاف مزارع القمح، بأن لكل مجتهد نصيب والزراعة تعطى لمن يجتهد ويرعاها، مشيراً إلى أنه توقع تحقيق أعلى إنتاجية فى الحقل، مؤكداً أن أى مصرى يستطيع أن يحقق أعلى إنتاجية للفدان فى زراعة القمح لأن المصريين مبدعين بالفطرة، وعلق قائلاً "خلقنا لنكون مزارعين ناجحين لأن التاريخ الماضى والحاضر يثبت كل ذلك، ولنا فى سيدنا يوسف أروع الأمثلة"، لافتاً إلى أن النجاح يتحقق بشرط أن يجتهد كل مزارع فى عمله، لأن الزراعة لا تعطى إلا لمن يعطيها، مع إتباع التوصيات الفنية الخاصة للبحوث الزراعية.
وأوضح "سيد أبو الوفا"، قائلاً "نحن أسرة متوسطة الحال وليس لنا أرض نمتلكها، ودائما ما نلجأ لتأجير الأراضى لنزرعها ونعيش من قوتها، ونستمر فى عمل نشأنا عليه خلفاً لآبائنا وأجدادنا الذين كانوا يخلصون فيها ويحققون أعلى الإنتاج فى المحاصيل بشهادة الجميع".
وأكد المزارع الأسوانى، أنه بمجرد علمه بمشروع النهوض بالقمح من قبل مركز البحوث الزراعية تحت رعاية إحدى مؤسسات التنمية، لتحقيق أعلى إنتاجية للقمح خارج الحقول التعليمية، راودتنا الأحلام بأن نكون من الفائزين، وتم اختيار الأرض وقمنا بتسميدها جيداً بالسماد العضوى ثم السماد الكيماوى والسوبر فوسفات لتفتيت التربة واستخدمنا مبيدات ضد الحشرات واتبعنا جميع الإرشادات، حتى وصلنا للحلم بإنتاج ما يزيد على 30 إردبا للفدان الواحد رغم أن معظم أراضى قرية بنبان بمحافظة أسوان كانت تنتج من 15 إلى 17 إردباً فقط للفدان من القمح".
وأشار إلى أن المزارع المصرى يستطيع تحقيق أعلى إنتاجية إذا ما وجد الاهتمام من الدولة وتوفير التقاوى الجيدة ومتطلبات الإنتاج من جرارات حرث وسيولة مالية للصرف على زراعته وتسميدها جيداً، مؤكدا أنه لم يستطع الوصول لأعلى إنتاجية للقمح بدون مساندة إدارة البحوث الزراعية ودعمها له من خلال توفير النصائح وأجود التقاوى التى تقاوم الأمراض والطرق الصحيحة للزراعة، لافتاً إلى أن مزارعى الصعيد يعانون من عدم توفير التقاوى الجيدة بأسعار جيدة، وكذلك الأسمدة بالكميات التى يحتاجونها.
وقال "لجأت لتسميد فدان القمح الموسم الماضى بتحمل شراء نصف الأسمدة المطلوبة للتسميد من السوق السوداء، ولم تصرف الجمعية الزراعية سوى الحصة التى خصصتها الوزارة من السماد المدعم وهى 4 شكائر من السماد المدعم لكل فدان قمح، بينما اضطررت لشراء 3 شكائر أخرى من السوق السوداء بأسعار مرتفعة، بجانب 2 شيكارة سوبر فوسفات، ليصل مجموع ما تم تسميده إلى 7 شكائر سماد و2 شيكارة سوبر حتى أنتجت الأرض 30 إردبا من القمح"، مؤكداً أنه لجأ لزراعة القمح بنظام المصاطب عن طريق التخطيط لمصاطب ونقر على الجورة، وتبعد كل جورة عن الأخرى 10 سنتيمترات، ورش 6 حبات فى كل جورة، ورى الأرض كل 21 يوماً وعندما ظهرت الحشائش تم رشها بالمبيد.
وطالب عم سيد، بضرورة قيام مركز البحوث الزراعية بعمل خريطة سمادية للأراضى، حتى يتم تحديد احتياجات التربة أولاً بأول من العناصر السمادية لضمان تحقيق أعلى إنتاجية، مضيفاً أن المزارعين بمجرد علمهم بنجاح التجربة فى إنتاج 30 إردباً من القمح للفدان، حضروا ليتعرفوا على طريقة الزراعة، وانتظر تنفيذ وعد محافظ أسوان السابق اللواء مصطفى يسرى بالحصول على قطعة أرض بمشروع توشكى لتكرار نجاح مشروع القمح فيها.
فى السياق ذاته، بدأت صوامع الغلال بمحافظة أسوان، فى استقبال محصول القمح من المزارعين، تزامناً مع بدء موسم توريد القمح، عقب الانتهاء من حصاد 57 ألف فدان خلال هذا الموسم.
وأوضح بيان من مديرية الشئون الزراعية بأسوان، أن موسم حصاد القمح بدأ فى أراضى الاستصلاح الجديدة المتواجدة فى المناطق ذات الطبيعة الصحراوية، ويؤدى ارتفاع درجة الحرارة فى هذه المناطق إلى بدء موسم الحصاد مبكراً، خاصة فى مشروع توشكى التى تتميز بالإنتاج المبكر عن الوادى والدلتا بنحو شهر تقريباً.
وأفاد البيان، بأن مديرية الزراعة بأسوان تتابع موسم الحصاد لحل أى مشكلات تواجه المزارعين، مشيراً إلى أن إجمالى المستهدف زراعته من القمح هذا الموسم بالمحافظة كان يبلغ 64 ألف فداناً، ولكن ما تمت زراعته 57 ألفا و750 فداناً فقط، منها 13 ألف فدان أراض قديمة و44 ألفا و750 فداناً أراضى استصلاح جديدة.
وأشار بيان الزراعة إلى أن سبب نقص المستهدف من الأراضى المزروعة من القمح يرجع إلى أن شركة جنوب الوادى بتوشكى زرعت ألفى فدان فقط، بينما كان المستهدف لها زراعة 11 ألف فدان.
وأكد البيان، أن الدولة حددت 420 جنيهاً لأردب القمح بشرط أن تكون درجة نقاوته 23 قيراطا، أما الأصناف المزروعة من القمح فى توشكى فهى مصر 1، ومصر 2، وجيزة 164، وتعطى إنتاجية تتراوح ما بين 16 و18 إردباً للفدان، وتم تشكيل لجنة متخصصة من الزراعة والتموين وبنك التنمية والائتمان الزراعى والحجر الزراعى لتحديد درجة نقاوة القمح.
موضوعات متعلقة:
بالصور.. 15 ألف فدان من أراضى شباب الخريجين مهددة بالبوار فى أسوان بسبب ضعف المياه.. المزارعون لـ"اليوم السابع": "أراضى الغلابة عطشانه يا بيه وحالتنا أصبحت ناشفة"..و"بعض العاملين فى الرى يوجهون المياه
عدد الردود 0
بواسطة:
مهندس استشارى محمود راشد من ابناء قنا وفخور بهذا النجاح الباهر 30 اردب فى الفدان معجزه
ارجو من جميع القنوات الفضائيه التركيز على هذه القصة وكيف ننجح وارجو تكريمه ودراسه التجربة وتعميمها
عدد الردود 0
بواسطة:
عبد الصمد
30 أردب ؟! ياراجل ..