تعتبر زيارة الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند إلى مصر من الزيارات المهمة التى يقوم بها رئيس دولة أوروبية كبيرة بحجم وقيمة "فرنسا" بالنسبة إلى دول العالم وتحديدًا الاتحاد الأوروبى التى تلعب فرنسا دورًا مهمًا ومؤثرًا فيه على كل الاتجاهات والأصعدة، وتمثل هذه الزيارة الثانية له منذ تولى الرئيس "عبد الفتاح السيسى" قيادة ورئاسة مصر حيث كانت الزياره الأولى للمشاركة فى مراسم الاحتفال بافتتاح قناة السويس، واشتملت الزيارة على توقيع عدد من الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية المشتركة بين الدولتين كما ضم وفد الرئيس الفرنسى عددًا كبيرًا من المستثمرين ورجال الأعمال الفرنسيين من أجل بحث آفاق أكبر للاستثمار بين الدولتين الذى يمثل حجم التبادل التجارى لعام 2015 بينهم 2,6 مليار يورو كما تعتبر فرنسا الدولة الثالثة على مستوى الاستثمار الأوروبى فى مصر وهذا يمثل أهمية كبيرة فى مجال الاقتصاد والاستثمار والتجارة بين الدولتين، وإذا تحدثنا عن الجانب السياسى فإن التفاهمات والتوافق بين مواقف الدولتين خاصة فى مجال محاربة الإرهاب والقضاء عليه بعد أن اكتوت فرنسا من جراء العمليات الإرهابية الأخيرة فى نوفمبر ويناير الماضى والتى حصدت أرواح المئات من الفرنسيين الأبرياء ما جعل الفرنسيين يعلنون الحرب على الإرهابيين بشكل جدى توافق مع الحرب التى تخوضها مصر ضد الإرهاب والإرهابيين، أيضًا التوافق فيما يخص الوضع فى سوريا وليبيا والقضية الفلسطينية ولبنان يمثل أهمية كبيرة فى دعم العلاقات المشتركة والتعاون على المستوى السياسى والعسكرى أيضًا، يعنى نستطيع القول بأن العلاقات المصرية الفرنسية تتمتع بالقوة والصلابة التى أكد عليها الرئيسان "السيسى" و"أولاند" خلال المؤتمر الصحفى بالإضافة إلى حاله التشويش التى تنتاب الإعلام الغربى كما جاء فى السؤال الأول الذى طرحه الصحفى الفرنسى لرئيسه "هولاند" حول مدى اقتناعه بوضع حقوق الإنسان والديمقراطية فى مصر والضمانات والطمأنينة التى حصل عليها الرئيس الفرنسى من نظيره المصرى خاصة بعد حادثة "ريجينى" وكل ما يتردد حول تردى الأوضاع الإنسانية وجاء مقبولاً من جانب الرئيس "هولاند" كما جاء موفقًا وقوى من الرئيس "السيسى" الذى أوضح التحديات التى تواجه مصر من أهل الشر الذين يتربصون بمصر من الإرهابيين والكارهين والخونة والمتطرفين وأصر على التوضيح لأنه يعلم أن الكثير خارج مصر يشاهدون هذا المؤتمر وأراد أن يصل رده وحديثه إلى الجميع وأراد أن يؤكد أن مصر دولة يحكمها القانون ولن تسمح للمجرمين أو المتطرفين أن يعبثوا فيها كما أن مصر ما زالت تحارب الإرهاب التى يريد القضاء عليها، ويجب أن نضع ما طرحه الصحفى الفرنسى محل اهتمام كبير لأنه يعكس النظره التى ينظر بها الإعلام الغربى وليس الفرنسى فقط والتى هى فى مجملها خاطئة وغير صحيحة ومتواطئة فى بعض الأحيان ولكن إذا كنا منصفين وأردنا ألا نضع رؤوسنا فى الرمل فعلينا أن نعترف بأخطائنا فى هذا الأمر، لأن الإرهابيين والمتطرفين والكاذبين لديهم مهارات التعامل مع الإعلام الغربى بل واستمالته والسيطرة عليه وهذا ذكاء المجرمين الذين يحشدوا التعاطف نحو جرائمهم، والسؤال الذى يحتاج إلى إجابة لماذا لم ننجح فى أن ينقل الإعلام الغربى حقيقه الأوضاع؟ وطبيعة وصعوبة الحرب التى تقودها مصر على الإرهاب التى هى حرب للبقاء والاستقرار لمصر ومنطقة الشرق الأوسط وللعالم كله الذى ليس بمنأى عن العمليات الإرهابية التى تحصد أرواح الأبرياء؟، لماذا لا نجد من يدافع عنا ونحن أصحاب الحق؟ الإجابة أننا نخاطب الإعلام الغربى بطريقنا المصرية الفهلوية وليس بالطريقة التى يفهمها ويتعامل بها، ما زلنا نخطو خطوات ضعيفة وبطيئة وغير منظمة وعشوائية كما يحدث بالضبط فى الإعلام المصرى حاليا والذى يسيء إلى نفسه كما يسيء إلى المصريين وإلى الوطن، إن مخاطبة الإعلام الغربى ليست معجزة أو مستحيلة ولكنها لابد أن تدار من خلال خبراء ومتخصصين يعرفوا كيف يخاطبوا الآخر الذى يتحدث لغة وثقافة وفكرا مختلفا، إن الحرب الآن ليست حربًا تستخدم فيها الدبابة أو البندقية ولكنها تستخدم فيها وسائل الإعلام بكل أنواعها المسموعة والمكتوبة والمرئية ومواقع التواصل الاجتماعى الذى يمثل فى حد ذاته حربا من نوع خاص.. وأنت يا سيادة الرئيس تعلم جيدًا أن الإعلام إذا استمر على هذه الحالة فإن مصر والشعب هو الذى سوف يدفع الثمن.. وكم وعدنا برغبتك فى التغيير وتمكين من يستطيعوا إحداث التغيير الذى يجب أن يكون، يجب إلا نكرر أخطاءنا ويجب أن نعترف بوجود مشكلة علينا إدراكها قبل فوات الأوان.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة