" الإخوان ميكس".. الجماعة لا تعترف بالوطن فى أدبياتها ..وتهاجم ترسيم الحدود البحرية فى بياناتها.. حسن البنا:العقيدة هى الحدود.. وسيد قطب: الأوطان أصنام ساذجة تشارك الله فى خلقه.. وعاكف: "طظ فى مصر"

يمتلئ تراث جماعة الاخوان بالهجوم على فكرة الوطن واعتبار الحدود الوطنية من صنع الاستعمار فى فترات ضعف العرب والمسلمين بغرض التفريق بينهم، وتشير الكثير من أدبيات الجماعة التى خطها أبرز مفكريها إلى أن دار الاسلام فقط هى التى يفترض على المسلم أن يزود عنها وعن رايتها دون باقى الرايات بل وصل الأمر إلى وصف الوطن بأنه أصنام صنعها الناس فى العصر الحديث.

وتتناقض هذه التعاليم الواردة فى الكتب المؤسسة لفكر الجماعة مع مجموع البيانات التى صدرت عن الجماعة مؤخرا والتى هاجموا خلالها اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والمملكة العربية السعودية بسبب الإقرار بتبعية جزيرتى تيران وصنافير للمملكة وهو الأمر الذى دعا عدد من القوى السياسية المحتجة على الاتفاقية إلى اعتبار أن دخول الإخوان على خط الاحتجاجات ضد اتفاقية ترسيم الحدود البحرية يهدف إلى افسادها بحسب تصريحاتهم.

حسن البنا :حدود الوطن هى العقيدة وليس التخوم الأرضية

حسن البنا مؤسس جماعة الاخوان، أبرز فكرة الوطن فى كثير من نصوصه لكنه حاول أن يفرق بين ما اعتبره وطنية سليمة ووطنية زائفة باعتبار أن هناك معانى صالحة للوطنية ومعانى أخرى غير ذلك وقال نصا:" أننا نعتبر حدود الوطنية بالعقيدة وهم يعتبرونها بالتخوم الأرضية والحدود الجغرافية، فكل بقعة فيها مسلم يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله وطني عندنا له حرمته وقداسته وحبه والإخلاص له والجهاد في سبيل خيره"

وفى موضع آخر قال "إن كانوا يريدون بالوطنية تقسيم الأمة إلى طوائف تتناحر وتتضاغن وتتراشق بالسباب وتترامى بالتهم ويكيد بعضها لبعض، وتتشيع لمناهج وضيعة أملتها الأهواء وشكَّلتها الغايات والأغراض وفسرتها الأفهام وفق المصالح الشخصية، والعدو يستغل كل ذلك لمصلحته ويزيد وقود هذه النار اشتعالاً يُفرِّقهم في الحق، ويجمعهم على الباطل، ويُحرِّم عليهم اتصال بعضهم ببعض ويحل لهم هذه الصلة به والالتفاف حوله فلا يقصدون إلا داره ولا يجتمعون إلا زواره، فتلك وطنية زائفة لا خيرَ فيها لدعاتها ولا للناس"

سيد قطب: الوطن كالأصنام الساذجة يشارك الله فى خلقه

أما كتابات سيد قطب، أبرز منظرى الجماعة طوال تاريخها، فانها امتلئت بالهجوم على فكرة الوطن فى كتابات مختلفة حيث خصص فصلا تحت عنوان "جنسية المسلم وعقيدته" أبرز خلاله أن فكرة الوطن لدى المسلم تختلف عما هو متعارف عليه، وقال :"وطن المسلم الذي يحن إليه ويدافع عنه ليس قطعة أرض، وجنسية المسلم التي يعرف بها ليست جنسية حكم، وعشيرة المسلم التي يأوى إليها ويدفع عنها ليست قرابة دم، وراية المسلم التي يعتز بها ويستشهد تحتها ليست راية قوم، وانتصار المسلم الذي يهفو إليه ويشكر الله عليه ليس غلبة جيش".

وأضاف:"النصر تحت راية العقيدة دون سائر الرايات، والجهاد لنصرة دين الله وشريعته لا لأي هدف من الأهداف، والذياد عن "دار الإسلام" بشروطها تلك لا أية دار، والتجرد بعد هذا كله لله، لا لمغنم ولا لسمعة، ولا حمية لأرض أو قوم، أو ذود عن أهل أو ولد، إلا لحمايتهم من الفتنة عن دين الله".

وينسب لسيد قطب أيضا قوله :" إن الناس يقيمون لهم اليوم آلهة يسمونها «القوم»، ويسمونها «الوطن» ويسمونها «الشعب» إلى آخر ما يسمون وهى لا تعدو أن تكون أصناما غير مجسدة كالأصنام الساذجة التى يقيمها الوثنيون، ولا تعدو أن تكون آلهة تشارك الله سبحانه وتعالى فى خلقه وينذر لها الأبناء كما كانوا ينذرون للآلهة القديمة".

وتابع:"عقيدة المؤمن وطنه وقومه، وأهله.. ومن ثم يتجمّع البشر عليها وحدها، لا على أمثال ما تتجمع عليه البهائم من كلأ ومرعى وقطيع وسياج!).

فيديو قديم لعاكف:الاخوان لا تقر بالحدود بين الاقطار العربية والاسلامية

يعد محمد مهدى عاكف المرشد السابق لجماعة الاخوان، من أبرز القيادات المعاصرة لجماعة الاخوان التى صدرت عنها تصريحات تتضمن هجوما على فكرة الوطن وكذلك المواطنة بين أبناء الوطن الواحد بغض النظر عن اختلافهم فى الدين ومن أمثلة ذلك تصريحه الشهير الذى قال فيه :"طظ فى مصر" وأيضا عندما قال إنه أحب إليه أن يحكم مصر ماليزى مسلم بدلا من قبطى مصرى.

ويكشف تسجيل قديم يرجح أن تاريخه يعود الى منتصف التسعينات، أن محمد مهدى عاكف قال إن الجماعة لا تعتقد بوجود حدود بين الأقطار العربية والاسلامية وترى أن هذه الحدود فرضها الاستعمار فى وقت كان العرب والمسلمين فى غفلة، واصفا حديثه بأنه من مبادئ الاخوان.

واعتبر "عاكف"، فى التسجيل الذى كان يعلق فيه على النزاع المصرى السودانى حول حلايب وشلاتين، أن هذه الازمة "مفتعلة"وأضاف:" سواء حلايب فى الجانب المصرى او الجانب السودانى فالمستقبل هو مستقبل الأمة الواحدة التى يجمعها هذا الدين ويمر بها شريان حياة الامة وهى النيل".

من ناحيته قال طارق العوضى المحامى، إن بيانات الاخوان بشأن مشاركتهم فى المظاهرات الاحتجاجية ضد اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والمملكة العربية السعودية هى مجرد محاولة للقفز على أى عمل لاستغلاله أو اظهاره للعالم باعتباره مظاهرات تطالب بعودة مرسى رغم أنها كانت مظاهرات مصرية خالصة تماما.

وأشار العوضى لـ"اليوم السابع"، إلى أن اعلان الجماعة مشاركتها فى المظاهرات هو حالة من الغباء السياسى لانهم يعلمون أن الإعلان قد يؤدى لإحجام المواطنين عن المشاركة.

من جانبه قال أحمد بان، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، إن جماعة الإخوان لا تعرف حدود، ولكنها تغير موقفها بشكل مستمر بما يخدم مشروعها الذى تسعى له ، موضحا أن تصريح محمد مهدى عاكف المرشد العام السابق لجماعة الإخوان، حول حلايب وشلاتين جاء نظرا لأن السودان يحكمها حزب يتبع لجماعة الإخوان.

وأضاف الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، لـ"اليوم السابع" أن الجماعة لديها رؤية أممية، ولا تعرف بالحدود بين الدول العربية، لافتا إلى أن وقفها الآن من جزيرتى تيران وصنافير هو محاولة لركوب الموجة واستغلالها للتحريض ضد الدولة.

موضوعات متعلقة..

"مصر القوية" و"الدستور" و6 أبريل يعلنون عن قافلة احتجاجية لتيران وصنافير