ويرى الكتاب أن أزمة الفتنة الطائفية ليست أصيلة فى المجتمع المصرى ولكنها نتاج أحداث وظروف، ويرى أن الرئيس محمد أنور السادات هو من صنع الأزمة، ومبارك حاميها.
ويقول الكاتب إنه إذا كان الاحتقان السياسى قد تولد عقب زيارة الرئيس السادات إلى القدس فى نوفمبر عام 1977، وبلغ ذروته مع توقيع معاهدة كامب ديفيد فى مارس 1979، فإن الاحتقان الطائفى قد بدأ مع تأسيس وتشجيع الرئيس السادات للجمعيات الإسلامية عقب نشوة انتصارات أكتوبر 1973، وظل يتصاعد فى مواجهات طائفية مسجلة ومرصودة وليس من استرجاعها، وإلا أن أهمها كان خطاب السادات الشهير كما سبق القول ثم صدام الزاوية الحمراء فى يونيو 1981 والذى عالجة السادات بحملة الاعتقالات الشهيرة فى سبتمبر 1981، فلم يكن من الممكن أن ينتهى كل من الاحتقان السياسى والطائفى إلا بحادث جلل على الطريقة المصرية وهو ما تم بالفعل يوم 6 أكتوبر 1981 كما هو معروف، فجاء نهاية مأساوية لحقبة كئيبة من تاريخ مصر ذهبت إلى غير عودة، غير مأسوف عليها.
وأكد الكتاب أن مبارك بدأ ببراعة باستيعاب كل من الاحتقان السياسى والطائفى وكذلك الأمنى بأن أفرج عن 30 من قيادات المعتقلين فى 24 نوفمبر 1981 فى سابقة لم تحدث من قبل وهى الخروج من السجن إلى القصر الجمهورى، قائلا: "وكان لى شرف أن كنت واحدا منهم".
ويحكى الكاتب قائلا: كان لقاء مبارك حميما وجرى الحوار سلسا ولا يخلو من قفشات سياسية مدروسة من الجانبين، ودام الاجتماع نحو ساعتين خرجنا من القصر ليقولوا لنا: اذهبوا إلى بيوتكم فانتم طلقاء.
وأكد ميلاد حنا أن مبارك استطاع بحذر شديد أن يفرج عن المعتقلين "بالقطارة" وكان رجال الأمن متابعين حركة الشارع المصرى والإسلامى والقبطى، وخططوا بذكاء واقتدار لكى لا يهتز النظام أثناء عملية الإفراج، وبالفعل وفى غضون نحو ستة أشهر كان رجال الدين من الأقباط وفى اول يناير 1985، تم الأفراج عن البابا شنودة وأسدل الستار على مأساة إنسانية كبيرة، نتج عنها أن الأقباط قد وعوا ما هذا الذى جرى، وفكروا فى انها لا حماية لهم إلا فى الالتفاف حول كيان الكنيسة القبطية.
وأوضح الكاتب أن الاوضاع استمرت على هذا النحو عشرين عاما، والأمور تسير: فتن طائفية تظهر بين الحين والآخر، ورجال الأمن يتابعون تفاصيل ما يجرى داخل الكنيسة فى كل كبيرة وصغيرة، ورجال الأكليروس يستعدون بواسطة رجال المن، ويستجيب رجل الدين لطلباته منعا من "البهدله"ــ على حد قوله ــ وعندما تتصاعد الشكوى إلى الأسقف فى المدينة الأكبر أو إلى البابا فى مقره بالقاهرة، يتم ترضية سلطات المن، وتمر الأزمة.
وقال الكاتب ميلاد حنا، وهكذا وعبر سنوات حكم الرئيس مبارك، تعود الأقباط على كلام طيب يعاد كل حقبة وفى المناسبات، ولكن إصدار تشريع موحد لإنشاء دور العبادة سواء اكانت مساجد أم كنائس يعد أمرا لن يتحقق، ولم تكن هناك لجنة عليا للمواطنة، تراقب كل من يتعدى على حق مواطن بسبب الاختلاف فى العقيدة أو الجنس، مضيفا أنه لم تتعد كونها أمورا تنشرها وسائل الإعلام لتسلية الناس، ولكن تحويلها إلى قرارات فهو أمر فى حاجة إلى منظومة جديدة.
موضوعات متعلقة..
- ننشر تفاصيل اللجنة الدائمة لـ"الآثار الإسلامية والقبطية".. الموافقة على تسجيل مقتنيات استراحة ديليسبس بالإسماعيلية.. ومجموعة أحمد باشا المنشاوى بالغربية تضم مسجدا وسبيلا وقبة ضريحية ومعهدا أزهريا
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن مصرى
الحمد لله