وحذر قائد القوات الأمريكية فى إفريقيا من أن عدد مسلحى تنظيم داعش تضاعف فى ليبيا إلى ما بين 4000 و6000 مسلح خلال فترة تتراوح بين عام وعام ونصف.
وقال الجنرال ديفيد رودريجيز قائد القيادة الأمريكية بإفريقيا فى إفادة صحفية إن معقل داعش في ليبيا هو مدينة سرت لكن التنظيم له وجود أيضا فى درنة وبنغازى فى الشرق وصبراتة فى الغرب إلا أنه أضاف أن "الجماعات المسلحة الليبية فى بنغازى ودرنة وكذلك فى صبراتة، حاربت ضد داعش وصعبت على التنظيم الإرهابى العمل".
من جانبه قال الكاتب والباحث السياسى الليبى ادريس الطيب، أن الجيش الليبى هو المؤسسة التى لا مناص منها لمقاتلة الإرهاب خلافا لأى مؤسسة أخرى، مشيرا إلى أن أى دعم خارجى سيكون للقوات على الأرض، وأن الدعم الجوى غير كافٍ، والجيش الليبى بحاجة للدعم، مؤكدًا أن التدخل الخارجى مرفوض رفضًا باتًا سواء من دول الجوار أو دول إقليمية ودولية، موضحًا أن الجيش الليبى سيكون له مساحة للمطالبة برفع حظر التسليح عنه فى الشهرين المقبلين بمجرد تمرير حكومة الوفاق الوطنى والبدء فى ممارسة مهامها لمحاربة الإرهاب.
وأوضح الطيب، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، مساء السبت، أن المعوقات الرئيسية التى تواجه الجيش الليبى هى القدرة على التسليح، مشيرًا إلى أن الجيش يخوض المعارك ويعاونه الشباب فى بنغازى، مؤكدا أن إحدى الإشكاليات التى ستواجه الجيش عاجلا أو أجلا هى وجود كتيبة على أسس عقائدية، رافضًا مقاتلة السلفية بجانب الجيش الليبى، لأن ما يجمعها من فكر مع التنظيمات المتواجدة فى ليبيا أكثر مما يربطها بالجيش.
وأشار إلى أن حكومة التوافق الوطنى ستكون ملزمة بدعم الجيش وتقويته وتنظيم هيكلته بالدفع بعناصر جديدة، موضحًا أن الجيش لن يواجه معارضة سياسية من حيث كونها مؤسسة رئيسية ملتزمة بحماية الدولة والمسار الديمقراطى فى البلاد.
من جانبه قال مدير المركز الليبى للإعلام وحرية التعبير إبراهيم بلقاسم، أنه لم يعد يسمع فى مدينة بنغازى أصوات إطلاق النار كما فى السابق و المعارك باتت فى بنغازى بين الجيش والجماعات المسلحة فى مناطق صغيرة خارج التجمعات السكنية وصارت أهمها معركة "مصنع الأسمنت" حيث طلب أهالى مدينة بنغازى من الجيش أن يتريث فى دك آخر وأهم معاقل الجماعات المسلحة فى محيط المصنع، خوفا على المصنع من الدمار على أمل أن يكون من خلاله فرصة لإعادة إعمار أحياء المدينة التى دكت خلال المعارك.
أما على صعيد المعيشة، أكد بلقاسم أن بنغازى شهدت مؤخرا عودة الدراسة وعودة الحياة الطبيعية للمواطن الليبى، موضحا أن الحكومة الليبية المؤقتة الشرعية والمعترف بها دوليا وجدت فى بنغازى مقرا مناسبا لها، بل أصبحت الظروف المعيشية فى بنغازى أفضل من العاصمة طرابلس ومن أى مدينة، خصوصا بعد حل مشاكل المواطن من حيث توفير العيش وفتح جسور جوية بين بنغازى وعدد من المدن إضافة إلى عودة الأجهزة الأمنية والشرطية وأجهزة الدولة المدنية.
وتابع بنغازى استطاعت أن تتعافى من ثقافة العصابات وذلك بإعادة الجيش جزء ملحوظ من جاهزيته القتالية والحرفية فى التعامل مع الجماعات المسلحة بالمدينة بعد قتال دام ما يقارب العامين بدأه 250 ضابطا فقط، وراح ضحيته من صفوف الجيش ما يقارب عن 3000 مقاتل.
وأكد أن الحرب فى بنغازى ليست حربا اعتيادية أو على الأقل بالمفهوم التقليدى إنما هى حرب استنزاف للجماعات المسلحة على غرار "ستليجراد " واستماتة الإسلاميين فى البقاء ببنغازى تحديدا أمر يعلمه الليبيون جيدا، اذ كانت مدينة بنغازى تشكل المدينة الأكبر من حيث تواجد الجماعات الإسلامية بمختلف انتماءاتها العقائدية.
وأوضح أن قادة الإسلام السياسى لازالوا يرسلون المقاتلين إلى المدينة بجرافات البحرية التى تنطلق من الغرب الليبى، مؤكدا أن الجيش الليبى لم يعد ذاك الجيش القوى كما فى السابق، إنما استطاع خلال فترة قريبة أن يعيد جزءا مهما من جاهزيته عبر تدريب دفعات جديدة من المقاتلين.
من جانب آخر يرى متابعون أن تحرير بنغازى فى هذا الوقت قد يكون بمثابة صك مجانى لتقسيم ليبيا، فالحراك السياسى والمدنى لأصحاب الفكر "الفيدرالى والإنفصالى" أصبح لهم صوت مسموع وبقوة فتخشى القيادة أن تقع فى فخر التقسيم الذى تنصبه بعض التيارات السياسية فى الشرق المدعومة من الخارج.
وأكد بلقاسم أن لولا وجود دعم قوى من مصر والإمارات والسعودية والأردن وعدد من الدول وبعض التحالفات المحلية ودعم جزء كبير من قبائل الشرق والجنوب للجيش لكانت المعركة انتهت لصالح الجماعات المسلحة المدعومة من دول عظمى.
وأوضح أن الفريق خليفة حفتر رفض رفضا قاطعا أن يستعين بقوات أجنبية، والحرب يقودها الجيش الليبى وبأيادى ليبية خالصة، إلا أن فى المقابل يدرك الجميع أن المجتمع الدولى يخشى أن يسلح الجيش خوفا فى أن يقوم بتصفية خصومة السياسيين.
وأكد أن استعادة الجيش مدينة أجدابيا فى عملية خاطفة وسريعة وأجزاء واسعة فى درنة وهى الخطوة القادمة للجيش فى الشرق فبعد القتال المتبادل بين تنظيم داعش وجماعة "مجلس شورى ثوار درنة الاسلامى" أنهك الطرفين ما سمح للجيش أن يقوم ببعض العمليات النوعية داخل المدينة فى فترة سابقة، واليوم مدينة درنة عادت أجزاء منها للحياة وشهدت عودة المصالح الحكومة للعمل وأما غربا فاستعادة الجيش منطقة ورشفانة التى تقع على تخوم العاصمة والدفاع عن قاعدة الوطية الجوية أقصى الغرب.
واستطرد الجيش استطاع أن يعيد الأمن لمدن الشرق الليبى، أما قدرة الجيش الحالية أضعف من أن ينهى العملية بنجاح دون الاستعانة ببعض المدن المتحفظة على وجود قيادة الجيش الحالية ويعتبروا حفتر شخصا جدليا، فبدون قوة المدن المسلحة كمصراتة والزاوية وبنى وليد وترهونة والزنتان لن يستطيع الجيش أن يكمل عمله فى المنطقة الغربية وتحديدا سرت رغم وجود قيادات من هذه المناطق تعمل فى القيادة العامة للقوات المسلحة وهناك تنسيق مع جزء منها ولكن الواجهة السياسية المتمثلة فى الإسلام السياسي ترفض حفتر.
وأكد أن قلة الدعم والسلاح أهم المعوقات التى تواجه الجيش أما الحوار السياسى الذى أعاد الإسلاميين للمشهد كان له دور كبير فى ابتعاد بعض المصطفين مع الجيش فى غرب البلاد، وبهذا ستخسر القيادة تحالفاتها المحلية التى تشكل جزء مهم فى عمليات المرحلة المقبلة، بالإضافة لضعف خطاب القيادة العامة للجيش الإعلامى وضعف أداء بعض وحدات الجيش من أهمها وحدة الدعم والشئون المعنوية.
موضوعات متعلقة
مصادر ليبية لـ"اليوم السابع":"السراج"يتوجه للقاهرة للقاء رئيس برلمان ليبيا
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة