مسئول أمريكى يكشف فى كتاب جديد: "بوش" تشاور مع إيران قبل غزو العراق.. واشنطن أرادت ضمان عدم إسقاط طائراتها على الحدود مع "طهران".. و"خامنئى" أكد أنه لا يمكن الوثوق بالأمريكان

الإثنين، 07 مارس 2016 10:57 م
مسئول أمريكى يكشف فى كتاب جديد: "بوش" تشاور مع إيران قبل غزو العراق.. واشنطن أرادت ضمان عدم إسقاط طائراتها على الحدود مع "طهران".. و"خامنئى" أكد أنه لا يمكن الوثوق بالأمريكان جورج بوش الرئيس الأمريكى السابق
كتبت إنجى مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كشف كتاب جديد لمسئول رفيع فى إدارة الرئيس السابق جورج دبليو بوش، عن أن مسئولين أمريكيين رفيعى المستوى عقدوا محادثات سرية مع إيران حول مستقبل العراق، قبيل الغزو الأمريكى الذى قادته الولايات المتحدة لإسقاط نظام الرئيس صدام حسين عام 2003.

وأضاف الكتاب، الذى ألفه زلماى خليل، السفير الأمريكى السابق لدى العراق والأمم المتحدة، نشرت صحيفة نيويورك تايمز، مقتطفات منه الاثنين، أن مشاورات الولايات المتحدة مع إيران قبيل غزو العراق سعت للحصول على وعد بعدم قيام الجيش الإيرانى بإطلاق النار على الطائرات الحربية الأمريكية التى ربما تنحرف إلى داخل الأجواء الإيرانية.

ويقول كتاب "المبعوث"، الذى يتم نشره هذا الشهر، إن اللقاءات السرية فى جينيف، التى جمعت مسئولين أمريكيين ومحمد جواد ظريف، الذى كان وقتها سفير إيران لدى الأمم المتحدة ووزير الخارجية الحالى، استمرت حتى بعد استيلاء القوات الأمريكية على بغداد فى أبريل 2003.


موضوعات متعلقة:



جمهور دونالد ترامب يدافع عن جورج بوش وينفى تدميره برجى 11 سبتمبر

وكتب خليل زاد يقول: "أردنا التزاما من إيران بأنها لن تطلق النار على أى طائرة أمريكية إذا انحرفت دون قصد فوق الأراضى الإيرانية"، مشيرا إلى موافقة جواد ظريف على الطلب، وأضاف "كنا نأمل أيضا أن تشجع إيران الشيعة العراقيين على المشاركة البناءة فى تأسيس حكومة جديدة فى العراق".

وتابع أن بعض القادة الشيعة العراقيين الكبار، الذين كانوا يعارضون نظام صدام حسين، تلقوا دعما من إيران، لكن الأمريكان والإيرانيين كانت لديهم وجهات نظر بشأن كيفية تشكيل حكومة عراقية جديدة والتعامل مع دعم طهران للإرهاب، وفى مايو 2003 أوقفت إدارة بوش الحوار بعد اتهامها إيران بإيواء قيادات من القاعدة متهمين بشن هجوم إرهابى أسفر عن مقتل 8 أمريكيين فى الرياض.

الكتاب يصدر فى وقت يشهد نقاشا ساخنا حول سياسة إدارة الرئيس الحالى باراك أوباما تجاه إيران، بما فى ذلك بنود الاتفاق النووى الذى قطعته الولايات المتحدة وخمس قوى عالمية أخرى مع إيران، فيما يقدم الكتاب رؤية جديدة للنقاش الدائر حول سياسية إدارة الرئيس السابق جورج بوش تجاه إيران.

ويقول خليل زاد إنه كان متحمسا لمعرفة ما إذا كان يمكن للولايات المتحدة تحقيق تعاون مع إيران قبل غزو العراق فى مارس 2003، ومن ثم سمح له البيت الأبيض بمقابلة جواد ظريف، فى لقاء رافقه فيه ريان كروكر، وهو دبلوماسى مخضرم عمل كمبعوث للولايات المتحدة فى دول عديدة بينها العراق وأفغانستان.

وأبلغ خليل زاد نظيره الإيرانى، أن إدارة الرئيس بوش تريد تأسيس حكومة ديمقراطية فى بغداد تكون فى سلام مع جيرانها، فى صياغة تهدف للتأكيد على أن الولايات المتحدة لا تخطط لتوسيع عملياتها العسكرية إلى داخل الأراضى الإيرانية.

ويذكر الكتاب أن ظريف تحدث وقتها عن كيفية حكم العراق فيما بعد الحرب وتناقش بشأن تسليم سريع للمنفيين فى العراق وإعادة بناء المؤسسات الأمنية من الألف إلى الياء، داعيا إلى تطهير واسع لها من أعضاء سابقين فى حزب البعث، كما عارض الاحتلال الأمريكى، وهو النهج الذى يبدو أنه كان يرمى لتضخيم النفوذ الإيرانى داخل العراق.

وعندما برزت قضية الإرهاب على الطاولة فى اجتماع مايو 2003، طلب ظريف من الولايات المتحدة تسليم قادة جماعة مجاهدى خلق، جماعة التمرد الإيرانية والتى منح صدام حسين بعضا منهم ملجأ فى العراق، وفى المقابل شكا خليل زاد من أن إيران تأوى قيادات من تنظيم القاعدة بمن فيهم نجل أسامة بن لادن.

وانتهى الأمر برفض بوش اقتراح إيرانى بصفقة تبادل بين قيادات القاعدة ومجاهدى خلق، ومن ثم إغلاق القناة الدبلوماسية بين البلدين بعد شهر من هجوم إرهابى فى الرياض، وبحسب الكتاب فإن ظريف لم يرد على رسائل إلكترونية من خليل للتعليق.

وبعد تعيينه سفيرا فى العراق عام 2005، واصل خليل جهوده لفتح قناة دبلوماسية مع إيران، وفى 2006 كانت هناك فرصة للحوار بين البلدين حيث وافق آية الله على خامنئى على طلب عبد العزيز الحكيم، زعيم حزب شيعى عراقى على صلة قوية بإيران، على استنئاف المحادثات وكذلك أقنع خليل زاد، خلال اجتماع لمجلس الأمن القومى الأمريكى، بوش بفتح الحوار.

وبينما كان مقرر عقد اجتماع رفيع المستوى فى بغداد، فإنه لأسباب غامضة، يقول المسئول الأمريكى فى كتابه، غيرت واشنطن رأيها وتم إلغاء الاجتماع فى اللحظة الأخيرة، وقد أبلغه الحكيم تعليق خامنئى وقتها بأن "الأمريكان لا يمكن الوثوق بهم".

موضوعات متعلقة..



جنرال أمريكى لصحيفة ألمانية: غزو العراق كان السبب فى ظهور تنظيم "داعش"








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة