وأضاف عوض- خلال المؤتمر الذى عقدته الشركة- أن أسعار النفط الحالية تضع تساؤلات عديدة أمام مدراء صناديق الاستثمار العالمية، ومن أهم الطرق لمواجهة ذلك هو تنويع مكونات الصندوق، موضحا أن هناك طلبا مستمرا على القطاعات الدفاعية فى أسواق الأسهم وخصوصا بالقطاع الاستهلاكى.
وذكر أنه لا يتوقع إتمام طروحات كبيرة فى أسواق الأسهم العربية خلال الأشهر الستة المقبلة ولكن سوف تشهد الأسواق اكتتابات متوسطة وصغيرة الحجم.
ونوه عن أن الإمارات تسير فى طريقها نحو مزيد من التنويع الاقتصادى بشكل جيد، فضلا عن أن وجود أكثر من 80 مليون نسمة فى مصر يساهم أيضا فى التنويع الاقتصادى.
ولفت إلى أن الخصخصة تمثل أحد البدائل الرئيسية أمام دول المنطقة فى إطار تنويع الإيرادات غير النفطية، مضيفا أن "السعودية كانت فى طلعية الدول التى اهتمت بالخصخصة، حيث خصخصت أسواقا كاملة منذ 2004 عن طرح أسهم الاتصالات السعودية فى البورصة".
وتابع أنه "بالإضافة إلى الخصخصة، فإن المملكة لديها احتياطيات ضخمة تقوى موقفها متى لجأت إلى الاقتراض من الخارج، كما يمكنها طرح بعض الشركات الحكومية للاكتتاب العام، علاوة عن أن لديها نسبة دين على الناتج المحلى الإجمالى تعتبر منخفضة".
وأشار إلى أن احتياطيات دول الخليج تعتبر ضخمة جدا بما يكفى لدعم الإنفاق الحكومى حاليا والحفاظ على قوة عملاتها، مؤكدا أن ربط العملات الخليجية بالدولار الأمريكى مهم فى الوقت الحالى.
من جانبه، أوضح سايمون كيتشن، رئيس الدراسات الاستراتيجية بقطاع الأبحاث بالمجموعة المالية "هيرميس"، أن أسواق الأسهم فى منطقة الخليج تأثرت سلبا بتراجعات أسعار النفط، مضيفا أن "دول السعودية والإمارات تبيع حاليا بعض الأصول المالية الأجنبية لتمويل عجز الموازنة والاستمرار فى الإنفاق الحكومى فى ظل تراجعات أسعار النفط".
وأضاف أن "التذبذب الحاصل فى الأسواق العالمية لا يشمل النفط فقط لكنه امتد لأسواق الأسهم والعملات أيضا"، لافتا إلى أن بعض الحكومات فى المنطقة تقوم ببيع النفط بأسعار منخفضة فى محاولة للحفاظ على حصصها السوقية مثل السعودية وإيران والعراق، بل إن هناك بعض الدول تبيع نفوطها على سعر 20 دولارا للبرميل.
وأوضح كيتشن أن تأثر السعودية أكبر من بقية الدول الأخرى، حيت قلث الإيرادات النفطية وهو ما انعكس سلبا على خطط الإنفاق الحكومية والتى أخذت فى التوسع اعتبارا من عام 2014، لافتا إلى أن مشروعات البناء والتشييد فى المملكة شهدت تقليصا فى النفقات، علاوة على التأخر فى عقود التنفيذ وصرف المستحقات وهو ما أسهم فى تقليل عائدات الشركات.
ورأى أن تعافى أسواق المنطقة سيكون أبطأ خلال هذا العام والعام الذى يليه، وطالب دول الخليج باتخاذ خطوات نحو تقليص الدعم والاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة وتطبيق ضريبة القيمة المضافة وبمعدلات أعلى على الخمور والسجائر، مشيرا إلى أن مصر ليس لديها هذه الضريبة حتى الآن وهو ما يجعلها لا تستفيد منها.
وتابع كيتشن أن "أهمية هذه الضرائب يتمثل فى الإنفاق على مشروعات البينة التحتية رغم أنها قد تسبب بعض المضايقات إلى شعوب تلك الدول".
وقال إن "الدول الخليجية يمكنها اللجوء إلى الصناديق السيادية للحصول على إيرادات بديلة للعوائد النفطية المتراجعة"، مطالبا الحكومات بمحاولة الربط بين إيراداتها الرئيسية من جانب والنفط من جانب آخر بما يعنى تنويع مصادر دخلها.
وأضاف أن "القطاع المصرفى فى الإمارات يعتبر قويا، والعقارات أداؤها أفضل فى العام الماضى، علاوة على عدم ارتباطها القوى بالأسواق العالمية".
وبدوره، قال محمد عبيد، رئيس قطاع الوساطة بالمجموعة المالية "هيرميس"، إن "أسواق المال فى منطقة الشرق الأوسط تمر بأزمة، فعلى سبيل المثال تراجع مؤشر البورصة السعودية 32%، ومصر 35%، والإمارات بين 12 و13%، فضلا عن ضعف التداولات وتراجع السيولة عموما".
وأضاف أن "حجم الاستردادات لدى صناديق الأسواق الناشئة يعد كبيرا خصوصا فى أسواق المنطقة، لا سيما أنه يوجد استردادات شبه يومية"، مؤكدا أن شركته لا تزال متفائلة فى ظل وصول الأسهم للمستويات السعرية المغرية التى شهدتها.
موضوعات متعلقة
هيرميس المصرية تتطلع لاقتحام الأسواق المبتدئة لاقتناص فرص سانحة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة