تعيش أمتنا العربية أصعب مرحلة فى تاريخها فى ظل الثورات الأخيرة وتداعياتها وتبعاتها التى خلفت الكثير والكثير من الدمار والدماء والقتل وتشريد المواطنين بعد أن انحرفت الثورات عن مسارها وعن الهدف المطلوب منها، وتستغيث شعوبنا فى كل الدول العربية وترسل طلبًا للنجاة لحل الخلافات والأزمات ويظل الحلم بوجود كيان عربى موحد يتصدى للتحديات وإيجاد حلول للازمات وتبنى الدفاع عن كل القضايا العربية حلما تجسد فى تأسيس جامعة الدول العربية عام 1945 كمؤسسة للعمل العربى المشترك ولا تتوقف الأزمات والملفات والقضايا الشائكة التى تعمل عليها الجامعة على مدار تاريخها منذ التأسيس، ومع انتهاء ولاية الدكتور "نبيل العربى" رسميًا فى 30 يونيو المقبل وترشيح مصر لوزير الخارجية الأسبق المرموق أحمد أبو الغيط وهو المرشح العربى الوحيد لمنصب الأمين العام طبقًا لمصادر عربيه والذى يحظى أيضًا بإجماع واحترام عربى حيث لم تتلق مصر أى تحفظات على ترشيحه من منطلق مسيرة عمل دبلوماسية بدأها بعد حصوله على بكالوريوس التجارة والتحاقه بوزارة الخارجية عام 1965 وتدرجه فى العمل من سكرتير ثالث للسفارة المصرية فى قبرص ثم عضو بمكتب مستشار رئيس الجمهوريه للأمن القومى وفى عام 74 عين سكرتير تانى بوفد مصر فى الأمم المتحدة ثم سكرتير أول لمكتب وزير الخارجية ومستشار سياسى بسفارتنا بموسكو ثم مستشار سياسى لوزير الخارجية 82 وفى عام 85 عين مستشار بوفد مصر فى الأمم المتحدة ثم مندوب مناوب هناك والسكرتير السياسى الخاص لوزير الخارجية وفى عام 92 سفيرًا لمصر فى إيطاليا وممثلاً لمصر فى منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" وفى عام 96 مساعدًا لوزير الخارجية ومندوب مصر الدائم فى الأمم المتحدة 99 حتى 2004 عندما تولى وزارة الخارجية خلفًا للوزير "أحمد ماهر" حتى 2011 بعد قيام ثورة 25 يناير، ولقد تميز الوزير الأسبق للخارجية بأداء متزن ورصين خلال توليه منصبه وكان حادًا خاصة فيما يخص الأمن القومى المصرى وأثناء عملية المفاوضات المصرية الفلسطينية الإسرائيلية والتى كان يصاحب فيها رئيس المخابرات الراحل "عمر سليمان" والتى كان يشارك فيها ويتولى الإشراف عليها كما تعامل بقوة مع الأمريكان خاصة بعد إقرارهم وتنفيذهم لسياسة الشرق الأوسط الجديد التى انتهجتها الإدارة الأمريكية وكونديليزا رايس ويتمتع "أبو الغيط" بقوة شخصية وبأداء دبلوماسى رفيع اكتسبه من أكثر من 40 عامًا من التحاقه بالخارجية وينتظر أن يتم الإعلان عن اسم الأمين العام للجامعة الخميس المقبل ليتسلم مهام عمله أول يوليو ويعتبر اختيار "أبو الغيط" لاعتبارات أخرى تضاف إلى مسيرته فى العمل الدبلوماسى وهى علمه ومعرفته بكل التفاصيل التى تحيط بالقضايا والملفات مثل القضية الفلسطينية وأزمات الدول العربية المهددة بالإرهاب مثل ليبيا وسوريا واليمن والعراق وبالإضافة إلى أزمة لبنان مع السعودية والدول الخليجية، ولن تكن مهام الأمين العام الجديد بالأمر السهل أو البسيط فى ظل التحديات والأزمات بالإضافة إلى ارتفاع حجم التوقعات من الشعوب العربية التى تنتظر انفراجه فى كل الازمات والصراعات التى تحيط بالمنطقة كما لن يملك "أبو الغيط" عصا سحرية لإقناع الزعماء والرؤساء العرب بنبذ خلافاتهم والتوحد من أجل القضاء على الإرهاب والصراعات ولكنه سوف يملك الخبرة والحنكة السياسية والنشاط الدءوب الذى سوف يمكنه من القيام بأداء مشرف لمنصب الأمين العام للجامعة العربية فى هذا الوقت المؤلم، خاصة والكل ينظر إلى أداء الجامعة العربية نظره الرجل المريض الذى لا حول ولا قوه له ولذلك ستكون المسئوليه والمهام كبيرة بعد فترة الجمود واليأس التى طالت عمل الجامعة خلال الـ5 سنوات الماضيه، كل التوفيق للمرشح المصرى الذى ننتظر الإعلان عن شغله للمنصب الذى يستحقه عن جداره حتى يبعث الروح والأمل للشعوب العربية فى كيان يوحدهم ويعمل على حل مشاكلهم وأزماتهم.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد واحمد عبد العفو ابراهيم عبد الوهاب !!.........تنسيقية !!..........((لسة فاكر)) !؟؟
بتحبيه ياسحر !!؟؟...........الصراحا عندك حق !!........ابو الغيط دا عيبو الوحيد !!؟؟