أكرم القصاص - علا الشافعي

سعيد الشحات

«اشتغالات» الخبراء فى اختطاف الطائرة

الخميس، 31 مارس 2016 07:23 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رحم الله هذا البلد من هؤلاء الذين يتسابقون فى كل حادثة أو كارثة تحل بنا للإدلاء بمعلومات وآراء كارثية وفضيحة.

يقول هؤلاء أى شىء فى أى شىء، المهم عندهم أن لا تفوت الفرصة أمامهم دون أن يدلوا بدلوهم، ودون أن يكونوا فى الصورة.

ينقسم هؤلاء إلى نوعيات، فمنهم من يقدم نفسه كعارف ببواطن الأمور، وتراه يفصح عن معلومات حول القضية التى يتحدث عنها، محاولا فى ذلك إقناع المواطنين بأنهم يتحدثون باسم أجهزة معينة فى الدولة، وهناك من يتحدث بوصفه محللا وخبيرا يقدم رؤية، بالرغم من أنه بعيد كل البعد عن المجال الذى تدور فيه القضية التى يتحدث بشأنها.

فى قضية محاولة اختطاف الطائرة المصرية يوم الثلاثاء الماضى شاهدنا العجب، ففور بث الخبر أسرع البعض ممن نتحدث بشأنهم إلى اتهام «قوى خارجية لا تريد الخير لمصر»، وقال آخرون إن «عناصر إخوانية تقف وراء الحادث»، والغريب أن كل هذا حدث فى وقت قياسى بدأ فور الإعلان عن محاولة خطف الطائرة، أى أنه لم يكن هناك معلومات كافية متوفرة حول الموضوع وشخصية الخاطف، ولم تتحدث جهة رسمية عن معلومات تشمل هذه النوعية من الاتهامات، وبالرغم من كل ذلك فإن الذين جهزوا الاتهامات من بنات أفكارهم وأمراض خيالهم، أطلقوها بكل ثقة، وبلا أى نوع من الخجل، أطلقوها وكأنهم كانوا يجلسون مع الذى ارتكب فعله، وأنهم كانوا فى قلب الحدث من الألف إلى الياء.

هل تتذكروا قول خبير أمنى «لواء سابق» فى قصة مقتل سائق توك توك برصاص أمين الشرطة، والذى أدى إلى تجمهر أهالى «الدرب الأحمر» والذى ينتمى إليهم القتيل، قال الخبير الأمنى، إن الحادث مخطط «استخباراتى خارجى»، وأن القوى الخارجية والاستخبارات رسموا سيناريوهات ضد مصر من خلق المشكلة حتى النهاية، وزاد هذا الخبير من اجتهاداته فقال إن هناك أزمات أخرى خططتها نفس جهات الاستخبارات، مثل أزمة الصعيد بسبب تصريحات تيمور السبكى الذى أساء لنساء الصعيد فى برنامج فضائى: «استغلال التجمعات بصناعة الحدث، سيناريوهات هما رسمينها واحنا عاملين نطبطب».

بالطبع يمكن الاستشهاد بمئات العينات المماثلة لعينة «الاستخبارات الخارجية فى الدرب الأحمر»، يتم ذكرها فى الفضائيات والصحف يوميا، ولعل أحدثها قضية مقتل الشاب الإيطالى «ريجينى» والتى لم تنته فصول مأساته بعد فى العلاقة مع إيطاليا، فقبل السيناريو الأخير والذى تحدث عن قتله على أيدى عصابة تخصصت فى قتل الأجانب، كان هناك سيناريوهات تصل إلى حد الوقائع تحدث عنها خبراء فور الإعلان عن مقتل الشاب، بعضهم تحدث عن علاقات نسائية، وبعضهم تحدث عن علاقات إخوانية، وبعضهم تحدث عن علاقات متشعبة، وهكذا كانت الأمور تمشى بتلقى الناس معلومات على هوى الذين يتركون خيالهم للحديث دون حساب، ولأن الحساب غائب أصبح كل من هب ودب يدلو بدلوه ويقول ما يريد قوله، ويتهم من يريد اتهامهم، ويشتم من يريد شتمهم.

هى مأساة بكل المقاييس تؤدى إلى فقدان الثقة، خاصة حين تتضح الحقائق التى تقف وراء كل حدث، ولا أعرف كيف يكون حال الذى أطلق الأكاذيب حين تتضح هذه الحائق، وقصة محاولة اختطاف الطائرة نموذجا، فالذين أطلقوا آراءهم مقدما، وكأن هناك معلومات أكيدة بين أيديهم، ظهروا على حقيقتهم، فلم يكن لديهم معلومات، وإنما اشتغلوا الناس عبر فضائيات أعطتهم مساحات ليقولوا أى شىء، ليتأكد أنهم لا خبراء ولا يحزنون.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة