أكرم القصاص - علا الشافعي

وائل السمرى

منحة فنية للدول الأفريقية

الأحد، 27 مارس 2016 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

البعد الاستراتيجى فى القوة الناعمة لأفريقيا


جاء الخبر مقتضبا، لكنه على ما به من اقتضاب واختصار يتماشى مع طبيعته العسكرية يحمل الكثير من عناصر الأهمية والكثير من الإشارات الإيجابية، فيقول الخبر إن الرئيس عبدالفتاح السيسى القائد الأعلى للقوات المسلحة صدق على ألف منحة دراسية بالكليات والمعاهد العسكرية، 100 لطلبة الكليات العسكرية، 200 لصالح الضباط فى الدورات المختلفة، و700 لضباط الصف فى التخصصات المختلفة للدول الأفريقية، وأهمية هذا الخبر تكمن فى أنه يراعى البعد الاستراتيجى لمصر فى دول أفريقيا بصورة عملية لا مثيل لها، فلا شىء يبقى مثل أن تتولى «تربية وتعليم» إنسان ما لشىء ما، فما بالك إن كان هذا الإنسان هم ضباط أفريقيا أى «قادة المستقبل» وما بالك إن كان ما سيتعلمونه هو «العلوم العسكرية»؟
ألف ضابط أفريقى سيأتون إلى مصر، يتعلمون ويجتهدون ويتلقون علومهم الاستراتيجية، ليدركوا أن التحديات التى تواجهها مصر لا تواجهها وحدها، وأن التهديدات التى تؤرق مصر لا تؤرقها وحدها، ولا أبالغ إذا قلت إن الإرهاب الذى يقاومه الآن جيش مصر يمثل خطرا حقيقيا على جميع دول أفريقيا، وإن نجحت مصر فى حربها على الإرهاب- وستنجح بإذن الله- فإنها لن تكون قد حمت نفسها فحسب وإنما ستكون قد حمت القارة كلها. فى أحد أسمائها العالمية تعرف القوات المسلحة بأنها «الكتلة الخشنة»، ومعنى أن تسهم مصر فى تدريب وتعليم الكتلة الخشنة لأفريقيا هو أنها اختارت أن تستمر فى حماية أمن أفريقيا الاستراتيجى حتى فى أحرج فتراتها، فمسألة تدريب مصر لضباط أفريقيا ليس جديدا على مصر، وإنما استمرار مصر فى هذا النهج فى هذا التوقيت الحرج يؤكد أن مصر لم تتنازل عن ثوابتها الاستراتيجية، ولعل هذا ما يستدعى بالضرورة أمرا آخر فى اعتقادى أنه لا يقل أهمية عن رعاية الكتلة الخشنة لأفريقيا، ألا وهو «الكتلة الناعمة» أو «القوة الناعمة»، ولهذا أشير إلى أهمية أن تقوم مصر بواجبها «الأفريقى» فى رعاية الثقافة الأفريقية والفنون الأفريقية، وذلك لكى تمسك مصر العصا «من الطرفين»، فتضمن أن يكون لها امتداد راسخ فى عمق الوعى الأفريقى، ليس الآن فقط وإنما إلى الأبد.

أعتقد أن هذا الأمر غاية فى الأهمية والخطورة، فرعاية العقول لا تقل أهمية عن رعاية الحدود، والعقل الذى أسهمت فى تكوينه ورعايته لا يقبل أبدا أن يفكر تجاهك إلا فى بكل خير، ولهذا أرجو أن ينتبه الكاتب حلمى النمنم وزير الثقافة إلى أهمية هذا الاقتراح، بأن توفر مصر منحا فنية فى أكاديمية الفنون لأبناء الدول الأفريقية، بأن تستضيف فى كل عام عددا معينا من أبناء القارة السمراء من المبدعين ليتعلموا فى أكاديمية الفنون، ومن يتفوق منهم يحصل على منحة فى الأكاديمية المصرية بروما، وبذلك تضمن مصر أن تنتشر الثقافة فى كل ربوع أفريقيا، برعاية ومحبة مصرية خالصة.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة