تفجيرات بروكسل
ومنذ تفجيرات بروكسل أمس على أيدى إرهابيين من داعش ، انتشرت حالة من القلق لدى المسئولين فى البلاد، وتوحدوا جميعا منددين بهذا الاعتداء والهجوم، وشكر ماريانو راخوى متولى مهام الحكومة الإسبانية فى الوقت الحالى ، جميع المسئولين الإسبان عن ولائهم، لصالح الوحدة ضد الإرهاب ، وذلك فى أعقاب هجمات بروكسل، وتحدث إلى زعيم الحزب الاشتراكى بيدرو سانتشيز هاتفيا واتفاقا على عقد اجتماع موحد لمناقشة طرق مكافحة الإرهاب.
وظهر قادة إسبانيا لأول مرة منذ فترة خاصة منذ انتخابات 27 ديسمبر الماضى "متحدين" أمام هدف واحد وهو مكافحة الإرهاب ، ومن الممكن أن يكون هذا الفرصة التى لابد من اقتناصها لتشكي حكومة مستقرة تجعل البلد الأوروبى مستعد لمكافحة الإرهاب بشكب كبير فى ظل وجود تهديات كبيرة لها من قبل الارهابيين وتعرض دول من الاتحاد الأوروبى لمثل هذه الهجمات ، مثل فرنسا وبلجيكا.
وتعانى إسبانيا من حالة من عدم الاستقرار بسبب عدم وجود حكومة حتى الآن رغم انتهاء الانتخابات البرلمانية ، كما أنها تتعرض لتهديدات إرهابية كبيرة ، خاصة بعد أن أرسل كلا من تنظيم داعش وتنظيم القاعدة فى المغرب الإسلامى تهديدات باستعادة الأندلس ، وفتح إسبانيا على أيدى المسلمين ، حيث يروا أنها فى الأصل دولة إسلامية ، وهذا ما يجعل هناك قلق كبير من الجانب الإسبانى فى ظل وجود خلل فى المنظومة السياسية.
تفجيرات مدريد
فتعتبر إسبانيا أكثر البلاد المستهدفة من قبل التنظيمات الإرهابية، فبعد مضى أكثر من 10 أعوام على التفجيرات التى دمرت 4 قطارات ركاب فى مدريد، وأسفرت عن مقتل 191 شخصا، والتى قام بها أشخاص يرتبطون بتنظيم القاعدة، قام تنظيم القاعدة مجددا بإرسال تهديدات جديدة لإسبانيا بإحداث تفجيرات مدريد جديدة، بالإضافة إلى تهديدات تنظيم داعش بتنفيذ تفجيرات فى أراضى إسبانيا واستعادتها.
وحدثت تفجيرات مدريد 2004 فى محطة قطارات أتوشا رينفى فى مدريد بإسبانيا، وكانت عبارة عن سلسلة من التفجيرات الإرهابية المتناسقة التى استهدفت شبكة قطارات نقل الركاب فى مدريد، وتسببت فى مقتل 191 شخصا وإصابة 1755 آخرين، وجميع التحقيقات القضائية الإسبانية أثبتت أن المنفذين كانوا من خلية فكرها من تنظيم القاعدة الإرهابى.
ولم ينجح راخوى فى الاتفاق مع الأحزاب الأخرى على تشكيل حكومة ائتلافية حيث رفضت جميعها التعاون مع الحزب الشعبى المحافظ فى الوقت الذى لم يعد بإمكان أى حزب منفردا تشكيل حكومة،وفشل راخوى فى الحفاظ على الأغلبية المطلقة للحزب الشعبى فى مجلس النواب ، بعد حصوله على 123 مقعدا فقط من أصل 350 مقعدا خلال الانتخابات التى أجريت فى ديسمبر الجارى ، بينما جاء الحزب الاشتراكى العمالى فى المركز الثانى بحصوله على 90 مقعدا ، وحل ثالثا حزب بوديموس الذى يمثل اليسار المتشدد ، بحصوله على 69 مقعدا ، بينما حصل حزب ثيودادانوس الليبرالى على المركز الرابع بفوزه بــ 40 مقعدا.
والسبب فى عدم قدرة أى حزب تشكيل حكومة بشكل منفردا يرجع إلى تغيير الخريطة السياسية الإسبانية لأول مرة منذ ثلاثة عقود ، فقد نجحت أحزاب جديدة فى تخطي عتبة البرلمان وبرزت بقوة لتنافس الأحزاب التقليدية وتهدد مكانتها ، وهو ما اعتبر نقطة تحول فى تاريخ الحياة السياسية الإسبانية لتنهى القطبية الثنائية التى هيمنت على البلاد منذ سبعينات القرن الماضى.
موضوعات متعلقة..
- أعضاء العائلة المالكة ببلجيكا يقفون دقيقة حدادا على ضحايا تفجيرات بروكسل