اخبار بريطانيا
أدان رئيس وزراء بريطانيا، ديفيد كاميرون الثلاثاء الهجمات الارهابية فى العاصمة البلجيكية بروكسل، ووصفها "بالمروعة والوحشية".
وقال رئيس الوزراء مع ترأسه اجتماع لجنة الطوارئ الأمنية "كوبرا" أنه تحدث مع نظيره البلجيكى هاتفيا لتقديم تعازيه ومساعدته.
وأضاف "هذه الهجمات فى بلجيكا، ولكنها قد تحدث فب بريطانيا وفرنسا وألمانيا وفى أماكن أخرى فى أوروبا. نحتاج إلى أن نقف معا ضد هؤلاء الارهابيين للتأكد من أنهم لن ينتصروا أبدا". ويقيم اجتماع "كوبرا" المتعلق بالأم القومى رد فعل بريطانيا على هذه الهجمات.
كما أدان وزير الخارجية، فيليب هاموند فى تغريدة عبر تويتر، الهجمات فى بروكسل، لافتا إلى أن المملكة المتحدة تعرض كل مساعدة ممكنة، مضيفا "نقف متحدين ضد الارهاب".
ومن جانبها، ناشدت شرطة العاصمة البريطانية "ميتروبوليتان" البريطانيين الذين شهدوا الانفجارات أو لديهم صورا أو تسجيلات مصورة للحوادث بالتقدم لمساعدة التحقيقات.
وتسبب سياسيو حزب الاستقلال اليمينى فى جدل واسع بعد القاءهم باللوم على سياسة الحدود المفتوحة لأوروبا فى التسبب بهذه الهجمات.
ووصف المتحدث باسم الشؤون الدفاعية للحزب مايك هوكيم سياسة الحدود المفتوحة "بالتهديد على أمننا القومي".
من جهته نفى عمدة لندن، بوريس جونسون، الثلاثاء، وجود معلومات استخباراتية تشير إلى وجود تهديد وشيك بوقوع هجمات إرهابية فى العاصمة البريطانية، مستدركًا أن قوات الشرطة رفعت من انتشارها فى جميع محطات النقل الرئيسية بهدف "طمأنة المواطنين".
وقال جونسون- فى تصريحات للصحفيين فى تعليقاته على الحادث الإرهابى الذى وقع فى بلجيكا اليوم- أنه قد يكون هناك مواطن أصيب فى الهجمات، مشيرًا إلى أن التفاصيل لا تزال "غامضة جدًا".
وتابع "يجب علينا إظهار أقصى قدر ممكن من التضامن مع الشعب البلجيكي"، وأضاف "يبدو كما لو أنه هناك إصابة بريطانية واحدة.. على الرغم من أن التفاصيل غامضة جدًا فى الوقت الراهن."
وأوضح "أهم شيء هو أنه لا يوجد لدينا سبب للاعتقاد بأن ما حدث فى بروكسل يمكن ربطه بأى أحداث هنا"، وتابع "ليس لدينا أى معلومات استخباراتية تشير إلى وجود أى تهديد فورى. لكن كإجراء احترازى ولأغراض الاطمئنان هناك تكثيف لوجود الشرطة فى المطارات الرئيسية."
جدير بالذكر أن 48 شخصًا قتلوا، وأصيب 135 آخرون فى تفجيرين وقعا فى مطار بروكسل، صباح الثلاثاء، وآخرين استهدفا محطتين للمترو فى العاصمة البلجيكية.
من ناحية أخرى اعتبرت صحيفة (الجارديان) البريطانية، أن الانفجارات التى شهدتها العاصمة البلجيكية بروكسل، صباح الثلاثاء، تؤكد العديد من النقاط الأساسية والمهمة فى حال كانت بالفعل، كما تبدو بشكل قوى، نتيجة لهجوم إرهابى، وأبرزها هو تورط أشخاص محليين متأصلين فى أوروبا لا تسلط عليهم قوات الأمن الضوء.
وطرحت الصحيفة عددا من الأسئلة حول ماهية الانفجارات وما إذا كانت ضربة انتقامية، أم دليل على خلية إرهابية جديدة وعدم كفاءة الخدمات الأمنية، وربما إشارة إلى أن شبكة الإرهابى صلاح عبدالسلام، العقل المدبر لهجمات باريس فى نوفمبر الماضى الذى اعتقل ببروكسل يوم الجمعة الماضى، لا تزال تمارس أانشطتها، أو ربما لا يكون أى من هذه الأسباب نظرا لأننا لا نمتلك إلا معلومات ضئيلة حول الأحداث حتى الآن، والتى بالتأكيد تركت العديد من النقاط المهمة.
وأضافت الصحيفة أن أولى هذه النقاط هى أن تهديد المتطرفين لأوروبا قد يرتفع وينخفض ولكنه لا يختفى عندما يتم القبض على شخص واحد فقط من بينهم، مؤكدة أن "الضربة القوية" كما أسماها السياسيون والتى تحققت يوم الجمعة الماضية بالقبض على عبدالسلام، تبدو الآن بعد انفجارات بروكسل أقل أهمية.
وتابعت الصحيفة، أن النقطة الثانية هى أن كلا من الإرهابيين وهؤلاء الذين يحاولون إيقافهم يسعون للابقاء على المبادرة، وهذا له جانب عملى وآخر نفسى، موضحة أن هيئات مكافحة الإرهاب هدفها الحصول على المعلومات بسرعة كافية تسمح لها بتنفيذ مداهمات ضد المشتبه بهم قبل حتى أن يتاح لهم الوقت لمعرفة من منهم تم اعتقاله وأيهم قد يكون أفشى بأسراراهم فى التحقيقات، ناهيك عن التخطيط لضربة جديدة، وبذلك تنهار الشبكات الإرهابية بسرعة أمام هذه الضغوط الحثيثة.
وقالت الصحيفة أنه بالنسبة للإرهابيين فإن هدفهم هو إظهار أنه لا يزال بإمكانهم الترهيب والتعبئة والاستقطاب باستخدام العنف، معتبرة أن هذا الامر لا يتعلق كثيرا بالانتقام ولكنه ببساطة يعكس قدرة مستمرة من جانب الإرهابيين؛ لأنهم ربما يكونوا قد عانوا من خسائر فادحة ولكنهم يقولون إنهم لم ينسحبوا بعد.
وأشارت (الجارديان) إلى أنه رغم تمكن قوات الأمن البلجيكية والفرنسية من اعتقال صلاح عبدالسلام مدبر هجمات باريس، فإن الشبكة الإرهابية التى تضمنته تحتوى على كثيرين، لافتة إلى أن قضاء عبدالسلام كل هذا الوقت طليقا يشير إلى وجود عشرات آخرين كانوا يرعونه.
وأكدت الصحيفة أن هذه هى حقيقة التطرف المعاصر فى أوروبا، وأن الامر لا يتعلق بما يطلق عليه اسم (الذئاب المنفردة)، ولكن بمجموعة صغيرة لكنها مهمة من الاشخاص المتأصلين فى مجتمعات اوأحياء أوسع نطاقا.
ولفتت الصحيفة إلى أن هؤلاء الأشخاص إما يشاركون المهاجمين فى الآراء المتطرفة ذاتها، أو على الأقل مستعدين لدعمهم من باب الصداقة أو صلة قرابة تجمعهم، مدللة على ذلك بدراسات أظهرت أن نسبة كبيرة من المتشددين المهاجمين يشاركون ملامح من خططهم مع آخرين فى دوائرهم الاجتماعية المقربة.
وتابعت (الجارديان): "إحدى المشكلات بالنسبة للأجهزة الأمنية تتمثل فى أن هؤلاء الذين يدعمون المتطرفين فقط دون أن يتصرفوا هم أنفسهم بعنف يمكن أن يصبحوا هم أنفسهم بشكل سهل وسريع من المسلحين أو الانتحاريين فى ظروف معينة".
واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول أنه خلال العقود الماضية كانت كل الهجمات تقريبا فى أوروبا قد شهدت تورطا لأشخاص محليين يهاجمون أهدافا محلية بمواد وأسلحة محلية؛ وإذا كانت انفجارات بروكسل صباح اليوم بالفعل هجمات إرهابية، فمن المرجح أن يكون هذا هو الحال فى تنفيذها والتخطيط لها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة