خالد أبو بكر يكتب: الإعلام والرئيس .. إنكم لن تستطيعوا معى صبرا.. من مرحلة أنتم شركاء فى الحكم.. لمرحلة خلوا بالكم هاشتكيكم للشعب.. وأخيرا "ميصحش كده"

الثلاثاء، 22 مارس 2016 07:59 م
خالد أبو بكر يكتب: الإعلام والرئيس .. إنكم لن تستطيعوا معى صبرا.. من مرحلة أنتم شركاء فى الحكم.. لمرحلة خلوا بالكم هاشتكيكم للشعب.. وأخيرا "ميصحش كده" خالد ابو بكر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حين خطب موسى، عليه السلام، فى بنى إسرائيل فسأله أحدهم عن أعلم الناس، فظن موسى عليه السلام، لكونه رسول رب العالمين، أنه أعلم أهل الأرض، فأجاب ذلك السائل بقوله: «أنا». وقد كان الأولى به عليه السلام أن يقول: «الله أعلم»، لأن مبلغ علم الرسل والأنبياء لا يبلغ أن يحيط بكل شىء، فالإحاطة بالعلم كله من صفات الله عز وجل وحده لا شريك له، فأراد الله عز وجل أن يبين لموسى عليه السلام أن هناك من العباد من هو أعلم منه، ولذلك أمره أن يسير إلى مكان معين يلتقى فيه ذلك العبد العالم.

فقرر موسى، عليه السلام، أن يسير إلى «مجمع البحرين» للقاء ذلك العبد الذى هو أعلم من موسى، عليه السلام، وهناك التقى موسى عليه السلام الخضر، ودار حوار بينهما، طلب فيه موسى أن يرافق الخضر كى يتعلم من علمه، وفى هذا تواضع شديد منه، عليه الصلاة والسلام.

وتبدأ الرحلة الغريبة العجيبة هنا، وقع فيها ثلاثة مواقف محيرة، لم يستطع موسى، عليه السلام، أن يكتم استغرابه لها، وأن يحافظ على عهده للخضر ألا يسأله عن شىء يقع لهما أثناء صحبته له.

تعلمنا هذه القصة أن كلنا فى حاجة لبعضنا البعض وأنه لا يستطيع أحد أن يشعر أنه يقدر أن يعيش دون الآخر وأن بعض منا يمكن أن يحكم دون دراية لأنه ليس لديه كل المعطيات التى لدى الآخر وأن رؤية القائد غير رؤية الشعب، ليس لأنه الأكثر حكمة والأكثر علما أبدا، لكن لأنه وبحكم الواقع لديه كل المعطيات والمعلومات التى لا تتوفر لكل الناس.

فى الشهر قبل الأخير من حكم الإخوان بالتحديد فى مايو 2013 أصبح الإعلام يواجه هذا التيار الإرهابى بشكل وطنى غير مسبوق وأصبحت الحرب علنية ولا أنكر أنه طوال حكم الإخوان كانت هذه الحرب مستمرة إلا أن الشهور الأخيرة كانت حرب اللاعودة، إما أن نسقط حكم الإخوان الذين يريدون خطف الهوية المصرية وإما أن ينتصر علينا الإخوان ونصبح فى خبر كان.

وأذكر أنه عندما أعطى الجيش المهلة الثانية قبل 30 يونيو بدأت أسال: نحن أفراد لا نزيد على خمسين أو مائة فرد يعملون ضد الإخوان فى الإعلام ولهم تأثير مباشر، لكن ليس لنا أى قوة ميدانية ولا يمكن أن نحمى أنفسنا على الأرض إن أراد هؤلاء أن ينالونا بسوء وكنت فى بعض القضايا قد اتهمت مرسى وهو رئيس للدولة وبعض قيادات الإخوان ولم أكن أعلم عواقب ذلك.

وسرعان ما رد القائد عبد الفتاح السيسى وخلفه قادة عظام من قواتنا المسلحة على تخوفى بعد نجاح ثورة 30 يونيو ببيان الثالث من يوليو الذى كنا نسمعه بمزيج من الفرحة وكثير من البكاء لأنه أصبح هذا اليوم هو يوم الأمان، أن الشعب وجيشه أصبحوا يدا واحدة يحمون بعضهم البعض ضد من يحاول النيل من بلادهم، ثم الأحداث بعد ذلك بدأت تسير فى كيفية قيادة الدولة، تم اختيار الرئيس عدلى منصور رئيس المحكمة الدستورية لإدارة الدولة لحين الموافقة على دستور وانتخابات رئاسية وباقى خارطة الطريق.

وهنا ومن الطبيعى جدا أن تحدث خلافات فى الرأى، ليست خلافات على مبدأ أو على توجه أبدا إنما خلافات أولويات، أى القوانين أولى بأن تسن بشكل سريع؟ أى القرارات يمكن أن تكون لها أولوية؟ كيفية معالجة القضايا الأكثر حساسية وبشكل سريع؟ وهكذا.. وهنا كان عدلى منصور رئيسا للدولة فى مهمة لم يسعَ لها وأيضا فى مهمة لم يختاره الشعب لها، فكان الرضاء بالحال يسير كما هو إلى أن تصبح كل الأمور فى نصابها الطبيعى بعد الدستور والانتخابات.. وهنا كنا فى انتظار البطل الذى نعلم من لقاءات عديدة معه كوزير للدفاع أنه شخص واضح ونقى ووطنى ومتواضع وبينه وبين ربه عمار، «الكلمتين اللى فاتوا دول مش نفاق كل اللى عاشروه يعرفوا إن الكلام ده صدق»، وجاءت اللحظة وقرر الرئيس السيسى الترشح للرئاسة، وحضرت أول لقاء للرئيس بمجموعة من الإعلاميين سألته يومها: سيادة المشير أنا الآن أتعرف على فكر القائد المترشح للرئاسة كيف ستغير الثقافة هى هى والفقر والمشاكل المتراكمة معروفة للجميع؟ قال لى: إنه يراهن على الشعب بنظرات كلها إصرار على النجاح رغم كل الصعاب.

الحقيقة أننى شعرت فى هذه اللحظة أننا أمام أمل جديد، وتذكرت تلك اللحظات التى وقفت فيها أمام مبارك وأمام مرسى فى المحاكم وأنا أتحسر على حال مصر، وبدأت أحمد الله أن من سيتولى حكم مصر بهذه السمات الشخصية وبهذه الوطنية، لكن احتراما لعقلى بدأ سؤال أنه هل يستطيع التغيير أم لا؟ باتت الإجابة تحتاج إلى وقت، والتغيير أعنى به أن ينقل المجتمع إلى مستوى أفضل اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا، لكن وحتى الآن وفى كل اللحظات ظل الرئيس السيسى بالنسبة لى الأمل الحقيقى لهذه البلد بكل معطيات العقل وأمانة الرصد.

وسارت الأيام وبدأ الرئيس الجديد المنتخب من الشعب والحائز على أصوات تاريخية فى حكم البلاد، والتقى الرئيس فى بداية حكمه بالإعلاميين، كنت وقتها أقدم أحد البرامج الحوارية وأدعو لهذه اللقاءات وأسمع الرئيس وهو يقول إنه لن يستطيع وحده العمل وأنه يحتاج إلى كل الإعلاميين كى يساعدوه وأنهم شركاء فى الحكم، وكان يستمع بكل سماحة ودون انفعال ويحرص على هذه اللقاءات ويعد بتكرارها كل شهر، وأيضا فى سفريات الرئيس الخارجية كان يحرص على لقاء الوفد الإعلامى الذى يسافر بتكليف من القنوات والصحف الخاصة كى يغطى فعاليات سفريات الرئيس «دون اختيار أو تدخل من الرئاسة» وبدأت القضايا العادية تظهر حوادث هنا أو هناك، بعض أمور حياتية مثل غلاء الأسعار، سعر الصرف، الألتراس، الاهتمام بالتعليم، السياحة، الخدمات الطبية للمواطنين، أمور لا يمكن لنا جميعا أن يكون رأينا واحدا فيها.

وهنا تذكرت طلب الرئيس للإعلاميين عندما سألهم «هاتصبروا معايا»؟ الحمل تقيل وأنا عاوزكم تفهموا الناس وطبعا الإجابة كانت: «معاك ياريس»

لكن سرعان ما انحاز الإعلاميون للشعب وهذا أمر فوق إرادتهم لأنك لا تتخيل كم الأسئلة التى يتعرض لها هؤلاء فى الشوارع وفى عملهم ولا تتخيل أن وقود حياتهم كله يأتى من رضا الناس عنهم، فسرعان ما انحازوا للشعب وهذا أمر طبيعى ووطنى ولم يضعوا فى الاعتبار، وأنا منهم، إن الرئيس لم يكمل عامه الثانى وبدأنا نريد كل شى على ما يرام ونحلم ببعض أشياء قد تفوق الواقع ونهاجم بقوة حال وجود أى خطأ، وكل ذلك مشروع وحقنا تماما فمن حقك أن تحلم لبلدك ومجتمعك بعد سنوات من الحراك الذى كنت مهددا فيه أن تضيع حياتك وبعد أن كسرت حاجز الخوف أمام أى مسؤول فكانت أحيانا تعلو الأصوات المطالبة بحياة أفضل فى برنامج هنا أو هناك أو مقال فى صحيفة أو أخرى.

وأمام اكتشاف الرئيس يوما بعد يوم لحجم المشاكل التى يعانى منها مجتمعنا وبعد أن قرر مواجهتها ليل نهار بعمل وجهد يراه الجميع أصبح يسأل: «كل دول ولا عارفين حاجة أنا اللى شايل الهم والبهوات قاعدين فى الجرايد أو فى الاستديوهات يقولوا مش عاجبنا والسلام وأنا ليل نهار بشتغل عشانهم ولا هما حتى عارفين حجم الإنجاز ولا حجم المشاكل، بل بالعكس أحيانا ببرامجهم ومقالاتهم بيعملولى مشاكل جوه مصر وبره مصر، ومش عارف أعمل إيه معاهم» وهنا بدأ الرئيس فى الرجوع إلى الشعب وتخطى هؤلاء الذين لم يستطيعون معه صبرا، مثلما لم يستطيع موسى عليه السلام صبرا مع الخضر لأن وطنيتهم وحماسهم كثير ما تغلب الواقع، وقال الرئيس للشعب ما تسمعوش كلام حد غيرى فى خطاب نصه موجه للإعلام بس على المتغطى. وزد على ذلك للأسف أن هناك بعض الأجهزة التى تستشف من خطاب الرئيس أنه غاضب من الإعلام فتعتبره عدوا وتحاربه ظنا منها أن هذا يرضى الرئيس وظنا منها أن إسكاتهم جزء مساعد على أن تكون الأمور على ما يرام وهذا أمر خطير لو استمر ستكون هذه الأجهزة نكبة على الرئيس وعلى مصر والمجتمع بأكمله.

وبدأت الأمور تزداد فتعلو الأصوات فى البرامج فين وأين وإزاى وإمتى؟ ونطالب الرئيس ونطالب الحكومة، ولازم تشتغلوا ولازم نشوف تغيير على الأرض، وأصبحت هذه الأصوات فى بعض الأحيان تضايق الرئيس، وكمان أصحاب هؤلاء الأصوات الذين هم يجتهدون على قدر علم كل منهم وعلى قدر اطلاع كل منهم وعلى قدر المعلومات التى لديه فى كل قضية، هم بدورهم أصبحوا يسألوا: أين الرئيس السيسى الذى عرفناه فى اليوم الأول الذى كان يعقد معنا اجتماعات ليشرح ويستمع ويجيب على الأسئلة أين الرئيس الذى كان يبتسم فى وجوهنا لمجرد أن يرانا داخل مصر أو خارجها.

والرئيس بدوره يحدث نفسه «أنا لا طايقكم ولا عاوز أشوفكم إنتوا لا عارفين حاجة ولا فاهمين حاجة والمرة الجاية هاشتكيكم للشع»

وطبعا ما كانش فيها مرة جاية كانت فى نفس اللحظة ده الشعب ما صدق، فبدأ البعض ينسى كل أدوار الإعلام وبدأوا يتخيلون أن الإعلام مضايق الرئيس وحيث إن للسيسى شعبيه لم تأت لأحد دونه فى تاريخنا المعاصر فأنت وحظك بقى مع الشعب اللى الرئيس اشتكاك ليه، فلو واحد من الشعب إيده طويله أو لسانه طويل هاتشوف بأم عينك على أم رأسك نتيجة شكوى الرئيس للشعب، وهنا وبكل أمانه «وعن تجربة» أقول للرئيس عبد الفتاح السيسى لا تفعلها ثانية فوالله لو علمت آثرها على من تنتقد فى خطاباتك من الإعلاميين أو على أبنائه وأسرته لما فعلتها أبدا، أنت لديك سلاح قوى وهو الشعبيه فلا تستخدمه ضد أحد لأنه قد يؤدى إلى فهم خاطئ من البعض وتصرفات لا تحمد عقباها، أعلم تماما أن ضميرك لن يقبلها.

سيادة الرئيس


خذ بأيد من حولك تواصل مع الإعلاميين فهم الذين يوصلون القضايا للشعب وتأثيرهم أقوى من الحكومة، لا تقطع صلتك بهم لا تتهمهم بنقص المعلومات فالمعلومات لدى الدولة وليست لديهم، وجه الحكومة بالتواصل الدائم معهم، أعلم أنهم يجتهدون على قدر علمهم، منهم من يصيب ومنهم من يخطئ، لكن جميعهم يحبون هذا البلد كل منهم بطريقته وهم جميعا يحبونك لا داعى لأن تكون حواراتهم الجانبية ليس بها رضا، كنت أنت الذى تسمع وتبتسم وتبسط المعلومات فكيف تصبح أنت الذى يشتكى للشعب ومن من؟ من الذين وقفوا خلفك من اليوم الأول الذين راهنوا على حياتهم وهم لا يعرفون شكلا لغدهم.
أعلم أن الحمل ثقيل وأثق فى صدقك وإخلاصك وأنت مازلت الأمل لهذا الشعب لكن التعامل مع الإعلام كل الإعلام سيادة الرئيس يحتاج إلى نظرة كبيرة نظرة بها الكثير من التفهم والقليل من التجاهل، معك وبك سنغير كل شىء للأفضل وإعادة الثقة وتوحيد الصفوف دائما هى ثمة القائد.

بالمناسبة وعشان يبقى واضح المقال ده للرئيس شخصيا مش للأجهزة المعاونة، أحسن ينقلوا له الكلام بطريقة تانية، مش ناقصة، عاوزين نعيش فى البلد دا بسلام ماعندناش مكان تانى نعيش فيه، وفى النهاية تحيا مصر وأكيد أنا مش إخوان.





مشاركة




التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

عليا ابراهيم

مقالاتك اسلوبها حلو

عدد الردود 0

بواسطة:

الدكتور مصطفى فهمى

للأسف أغلب المصريين لا يوافقونك على رأيك و يرون أن الأعلام هو المشكلة و ليس الحل

عدد الردود 0

بواسطة:

رنده الزهيري

تحيا مصر

عدد الردود 0

بواسطة:

قبطان سمير جرجس

كان أولى بك أن تسأل نفسك لماذا أشتكى الرئيس منكم بدلا من أن تنصحه بسماعكم مرة أخرى

عدد الردود 0

بواسطة:

صعيدى مصرى

بذمتك؟!!

عدد الردود 0

بواسطة:

صبرى أبو المجد المحامى بالنقض

الأسهل لك بدل كل هذا الشرح أن تسأل نفسك لماذ يطالب الجميع بوزير للأعلام الأن ؟

عدد الردود 0

بواسطة:

حسن السيد عبد المجيد

مقال يشع صدقا وأدبا

عدد الردود 0

بواسطة:

Mohammed

رائع

عدد الردود 0

بواسطة:

محاسب / محمود عويس

الاعلام السطحي المزيف للحقائق والمدلس على الشعب

عدد الردود 0

بواسطة:

Ashroof

منتهي الروعة..

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة