أحمد أيوب

بعد زيارة أوباما إلى كوبا.. اسألوا العرب

الثلاثاء، 22 مارس 2016 09:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد 88 عاما بالتمام والكمال زار أوباما كوبا ليكون أول رئيس أمريكى تطأ أقدامه أرض هذه الجزيرة الشيوعية التى كان الأمريكان يعتبرونها دولة راعية للإرهاب، واستمر العداء بينهما أكثر من 54 عاما كانت أشبه بحرب معلنة بين البلدين، يطلق عليها البعض حربا باردة، وآخرون كانوا يصفونها بالحرب العنيفة، ولم يكن يخطر ببال أى من مواطنى البلدين أو قادتهما على مدار هذه الفترة الطويلة أن يشهدوا يوما تعود فيه العلاقات أو تشهد أى قدر من التحسن أو التقارب، فما بين البلدين منذ الثورة الكوبية، وتولى فيدل كاسترو وإدارته الشيوعية لحكم البلاد لم يكن مجرد خلاف أو تناقض وإنما عداء واضح مدعوم بكراهية متبادلة، لكن فجأة تبدلت الأحوال وعادت العلاقات بشكل متسارع، فرفع وزير الخارجية الأمريكى علم بلاده على سفارتها فى كوبا فى 14 أغسطس من العام الماضى، ليعلن انتهاء حقبة القطيعة والعداء ويعقب ذلك تأكيدات أمريكية برفع القيود الاقتصادية التى وضعتها على كوبا طيلة العقود الماضية، ووصلت إلى حد منع التعامل مع المتاجر الكوبية، ويكتمل سيناريو العودة بتدشين الرئيس أوباما للمصالحة والعودة بزيارته التى تعد تاريخية بكل المقاييس .

البعض فى كوبا حتى الآن ممن عاصروا سنوات القطيعة والعداء لم يستوعبوا هذه الخطوات المتسارعة حتى أن كاتب شهير مثل الكاتب والأديب الكوبى ليوناردو بادورا كتب فى مدونته متعجبا "رئيس الولايات المتحدة الأمريكية فى كوبا، يستقبل على الأرجح بالابتسامات والتصفيق والفرق الموسيقية، لم نكن نتخيل أبدا فى أحلامنا أو فى كوابيسنا أن يحصل شىء مماثل فى حياتنا".

هذه الكلمات لخصت ما كان بين واشنطن وهافانا، والتغيير المفاجئ فى المواقف عقب تولى راؤول كاسترو رئاسة كوبا، فما كان مستحيلا فى لغة السياسة والدبلوماسية أصبح ممكنا، لكن بين أمريكا وكوبا، فهل يمكن أن يحدث هذا بين دول عربية وإسلامية تصر على العداء لبعضها دون مبررات منطقية، هل يمكن أن نشهد تطورا مشابه لكسر الحواجز الهلامية التى صنعت بين العرب، هل يدرك العرب أن أمريكا التى تنشر الفتن بيننا وتخلق لنا أسباب الخلاف وتمارس التحريض بيننا وبين بعضنا هى نفسها الآن تراجع مواقفها، وتتصالح مع من كانوا أعداء من أجل مصالحها، وفى سبيل ذلك تتنازل عما كانت تدعى أنه ثوابت، فعودة علاقاتها مع كوبا ليست مشروطة بأى تغيير فى ثوابت الدولة الكوبية أو توجهاتها أو تحالفاتها.

هل ما بيننا من خلاف كعرب أكبر مما كان بين واشنطن وهافانا؟.. سؤال نوجهه للعرب، خاصة من يتسببون فى هذا الانقسام بين أبناء الأمة الواحدة.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة