عمار على حسن: "مجتمع عميق" للإخوان والسلفيين ضد "الدولة العميقة"

قال عمار على حسن، الروائى والمفكر السياسي، إن السلطات التى تعاقبت على حكم مصر ساهمت بشكل واضح فى تعزيز قدرة جماعة الإخوان والتيار السلفى على تكوين "مجتمع عميق" فى وجه "الدولة العميقة" بالتفاهم أو التواطؤ أو التحالف أو غض الطرف فى فترات تاريخية ليست بالقصيرة عن التمويل ونشر الأفكار، ورغم أن السلطة كانت تصطدم بالإخوان وغيرهم من حين إلى آخر فإنها كانت لا تلبث أن تستعيدهم وتسمح لهم بالتمدد تحت سمعها وبصرها.


وأضاف " الروائى والمفكر السياسي" خلال كلمته فى ندوة "المجتمع العميق للإخوان والسلفيين فى مصر" التى استضافها "بيت السنارى" أن السلطات حاربت طيلة الوقت التيار المدنى بشقيه اليسارى والليبرالى، لأن ما يرفعه من مطالب حول "تداول السلطة" و"التعددية السياسية" و"توسيع الحريات" و"احترام حقوق الإنسان" و"مدنية الحكم" تبدو مسألة غير مقبولة لدى من يريدون الاحتفاظ بالسلطة، وهم مطلقى اليد، أطول فترة ممكنة".

وعرج عمار فى الندوة التى دارت حول بحثه "المجتمع العميق للإخوان والسلفيين فى مصر" وأدارها الباحث محمد العربى وعقب على البحث الدكتور أحمد زايد أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة، على مصطلح "الدولة العميقة" المأخوذ من الأدبيات السياسية التركية، ثم مصطلح "المجتمع العميق" الذى لم أجده فى قواميس ومعاجم وموسوعات علم الاجتماع السياسى وإن كانت هناك مصطلحات متشابهة مثل "عمق المجال التاريخي" و"الفضاء الجماهيري" و"العقل الاجتماعى العميق" و"الواقع الاجتماعي" و"الرأسمال الاجتماعي".

وأوضح أن أسباب ترسخ المجتمع العميق فى حياتنا يرجع لـ "جمعنة الإسلام" أو النظر إليه باعتباره "دين الجماعة" و"توالى الحقب الاستعمارية" مما درب المجتمع على إدارة ذاته، والتمييز متعدد الأوجه، الذى دفع المميز ضدهم إلى تعميق وجودهم للدفاع عن أنفسهم، وقدم مجتمعنا، إلى جانب طبيعة المعمار.


وتطرق الكاتب عمار على حسن إلى وجود عمق اجتماعى يساند الدولة وآخر يناهضها، والذى تحدث عن أفكار الجماعات المتطرفة عن "الوطن البديل" و"العزلة الشعورية" و"الاقتطاع الجغرافى من جسد الدول" و"دولة الفكرة" و"أستاذية العالم" و"إدارة التوحش".

ومن جانبه قال الدكتور أحمد زايد إنه يجب التفرقة بين الإخوان والسلفيين فى دراسة المجتمع العميق، حيث اختلافهم فى الخطاب والطقوس والسمات أو الهيئة والشكل والسلوك والأهداف ولو مرحليا، مضيفا أن الإخوان ينتمون فى الغالب الأعم إلى الطبقة الوسطى، بينما نجد من بين السلفيين كثيرين ينتمون إلى الطبقات الدنيا.

وأوضخ زايد خلال كلمته أن مفهوم الهيمنة كما جاء عند المفكر الإيطالى أنطونيو جرامشي، إن الإخوان والسلفين يقيمون "هيمنة" مضادة لهيمنة الدولة، ويسعون إلى السيطرة على المجتمع بعد نزع وجود الدولة فيه، معتبرا أن مسيرة الإخوان يشوبها دوما انقطاع نتيجة صراعهم مع الدولة، بينما مسيرة السلفيين مستمرة.

موضوعات متعلقة :

عمار على حسن يناقش "المجتمع العميق للإخوان والسلفيين فى مصر" ببيت السنارى