«اليوم السابع» احتفلت مع النجم يورى مرقدى بعودته من جديد، وبطرح ألبومه «أنا الموقع أدناه»، وتحدثت معه فى ندوة فنية حول أسرار هذا الغياب الكبير، وسر العودة فى الوقت الحالى، وفريق العمل الذى تعاون معه فى الألبوم، وعن خوضه تجارب التمثيل مرة أخرى، وحياته الشخصية التى أخذته من الفن لسنوات طويلة.
«اليوم السابع»: لماذا كل هذا الغياب عن الساحة الفنية ولماذا فضلت الابتعاد فى قمة نجوميتك؟
- تأثرت كثيرا بالأوضاع غير المستقرة فى لبنان وقت الحرب، ولأننى عانيت كثيرا، مثلى مثل الكثير من اللبنانيين من ويلات الحرب، وعدم الاستقرار، لذلك فضلت أن يعيش أولادى فى بيئة آمنة، لحين وصولهم لسن يستطيعون فيه تقرير مصيرهم، سواء بالعودة إلى لبنان أو الاستقرار فى كندا، حيث غادرنا، وأستطيع أن أوكد أن الهجرة والابتعاد عن بلدك هو أمر بشع لأقصى درجة، ولكننى استفدت كثيرا بتلك التجربة، وبوجودى وسط أولادى، وعشت معهم لحظات لم أعشها من قبل، وأصبحت أحضر «السندوتشات» للمدرسة، واصطحبهم إليها، وهو أمر ممتع لم أشعر به من قبل، إضافة إلى أنه بعد طرح ألبوم «عربى أنا»، سافرت إلى كل دول العالم، وكانت انطلاقة قوية، ومن بعدها طرحت ألبوم «بحبك موت»، وخضت بطولة «فيلم الحياة منتهى اللذة»، وشعرت بأنه لا بد أن أغيب قليلا، خاصة بعد شعورى بأننى أصبحت أفقد عفويتى بشكل تدريجى، وخفت أن يتحول الأمر بالنسبة لى لمهنة واحتراف، إضافة إلى ارتباك المشهد السياسى فى الوطن العربى، بشكل مفاجئ، حيث بات المشهد مربكا للسياسيين، فما بالك بالأشخاص العاديين، وهو ما أثر فى لدرجة توقف فيها تفكيرى، خاصة مع بدء اندلاع ثورات الربيع العربى.
«اليوم السابع»: تابعت من كندا الأوضاع فى الوطن العربى كيف كنت ترى المشهد من هناك؟
- المشهد كان سيئا للغاية، والكثيرون فى الخارج يرون أننا «حثالة البشر» وهذا ما صنعته أيدينا، خاصة أننا نحارب بعضنا البعض ونقتتل، وكنت أشعر وأنا هناك بأننى محمل بالدفاع عن العرب والإسلام، وكنت أحاول أن أصحح النظرة، ولكن الواقع على الأرض يضعف كل محاولاتى.
«اليوم السابع»: وكيف رصدت تغييرات الوسط الفنى فى فترة ابتعادك وهل كنت تشعر بالخوف لدى عودتك بألبوم «أنا الموقع أدناه»؟
- حقيقة لم أكن منخرطا فى الوسط الفنى منذ بداياتى، كنت أعرف أشخاصا كثيرين فى مصر من خارج الوسط الفنى، ولكن من خلال متابعتى أرى أن الوسط الفنى أصبح مزدحما للغاية، وأحيانا أرى مطربين ولا أتذكر أغانيهم، وأسمع أغانى لا أتذكر مطربيها، وهى ظاهرة غير صحية، ولا أنكر أننى تخوفت بشكل كبير لدى تفكيرى فى العودة، لأن كل شىء تغير، وتعاملت مع نفسى وكأننى أبدأ من الصفر، وكنت أشعر بمسؤولية كبيرة، لأن فترة غيابى بالفعل كانت طويلة، وكنت أسأل نفسى دائما، إلى من سأتوجه بغنائى ومن هى الشرائح التى سأستهدفها، هل جمهور «عربى أنا» الذى من الممكن أن يكون الآن متزوجا ولديه أولاد أم سأغنى للشباب الجديدة، وهل سيتقبولنى أم لا، وإذا لم يتقبلونى هل سأكون بذلك خسرت جمهورى الأساسى؟ كل تلك علامات استفهام كثيرة كانت تؤرقنى، ولكن توكلت على الله وقدمت شيئا راضيا عنه.
«اليوم السابع»: وسط كل هذه المخاوف كيف خططت لرجوعك من جديد؟
- كنت أفكر فى البداية بعمل دعاية من نوعية، يورى مرقدى يعود من جديد، وأركز على فكرة العودة، ولكن زوجتى ألفت قالت لى: اطرح الألبوم بدون عمل دعاية من هذا النوع، وبدون فلسفة، وعندما فكرت فى الأمر وجدت أنه منطقى جدا أن أعود وحسب، وبالفعل هذا ما حدث حيث قدمت عملا حقيقيا، والأشياء الحقيقية لا تضيع.
«اليوم السابع»: اسم يورى مرقدى مرادف للاختلاف دائما فكيف تجيد ذلك؟
- ولا مرة فكرت أن أكون مختلفا، لأنى أرى أن من يفكر فى أن يكون مختلفا لا يستحق أن يكون موجودا من الأساس، فالطبيعى أن أكون متفردا ولى بصمتى وشكلى، فأنا عاصرت الحرب اللبنانية، ودرست فى لندن، وسافرت كندا، وعدت مرة أخرى، ومن المستحيل أن يحمل أحد نفس الـdna الخاص بى، وبالتالى الأصل هو الاختلاف، وعلى سبيل المثال الكينج محمد منير الذى أفتخر وأعتز به جدا، واحترم مشروعه الغنائى، عندما تستمع له أو تشاهده تجد شخصه فى غنائه وكلماته، ولذلك لا يستطيع أحد أن يقدم ما يقدمه هو، وإذا غنا أحد أغانيه لا نشعر بها مثلما نتقبلها منه بطريقة غنائه وكاريزمته وجوارحه التى تتفاعل مع الأغنية أمامك على المسرح.
وعندما أطلقت أغنية «عربى أنا» كنت أعمل وأنا مرتاح ماديا، ووقتها كنت أزور شركات إنتاج الكاسيت بالأغنية، وأقابل المنتجين لإقناعهم بإنتاجها، وكنت أتفاجأ بأنهم غير معجبين بالأغنية، للدرجة أننى كنت سأقتنع بمحاولتهم إقناعى بتغيير فكرى، وتقديم ما يطلبه الجمهور والمشابه لما يقدم على الساحة، ولولا أننى لم أكن فى احتياج للمادة لكنت وافقت وقدمت الأغنيات العادية.
«اليوم السابع»: منذ متى وأنت تعمل على ألبومك الجديد؟
- عملت على الألبوم خلال 3 سنوات، وكنت أعمل على مهل، فأنا ومزاجى، ولذلك تأخذ منى الأغنية وقتا طويلا ومجهودا كبيرا، وكتبت بالألبوم 7 أغنيات، ووزعت 2 وتعاونت مع خالد تاج الدين، وأعتز فى الألبوم بأغنية «يا قاهرة»، فهى تعنى لى الكثير، وكتبتها وقت كنت أرى ما يحدث فى مصر، والأماكن التى عشت فيها وقضيت أسعد أيام حياتى، ولم أستطع وقتها أن أكتب عن الثورة والأوضاع حينها، ولكن ذهب تفكيرى للأهرامات والحضارة، وأصررت أن أسجل «يا قاهرة» مع الأوكسترا السيموفنى فى مصر، وسجلتها باستوديو عمار الشريعى، وتعاونت مع محمود الجبالى، وهشام نيازى، وصديقى هارى هشيان، وهو لأول مرة يقوم فيها بالتوزيع، والبعض تخيل أن ذلك أوفر بالنسبة لى، لكنه بالفعل كلفنى كثيرا، لأننى أرهقته كثيرا وجعلته يعمل بشكل مضاعف، وسميت الألبوم بهذا الاسم لأنى حلمت بأننى سميته «أنا الموقع أدناه».
«اليوم السابع»: ألا ترى أن حجم الدعاية الخاصة بالألبوم غير كافية سواء فى مصر أو الوطن العربى؟
- حجم الدعاية فعلا غير كاف، لأن شركات الإنتاج أصبحت تفكر فى كل المطربين بنفس النمط، وعندما تحدثت مع المنتج محسن جابر وبالمناسبة أنا أقدر تاريخه جدا، كنت أعرف أنه سيكون هناك تقصير وكان أمامى أمران، إما أجلس فى بيروت وأنتظر البرامج هى من تطلب أن تصور معى، أو أن أحضر إلى مصر وأقوم أنا بالترويج للألبوم بنفسى وهو ما يحدث الآن.
«اليوم السابع»: لماذا فضلت رجوعك بهذا «اللوك»؟
- أنا فخور بتجاعيدى وبشعرى الأبيض وأحترم سنى ومرتاح لشكلى هكذا أكثر من أى وقت مضى، والجمهور تفاجأ بهذا اللوك، لأنه كان ينتظر عودتى بشكل آخر، مثلما كنت أظهر من قبل، ربما تصوير كليب «أحلام كبيرة» سيكون بشكل «مودرن»، ولكن سأظهر بوضعى الحالى وشكلى هذا، فأنا أحترم عمرى وأحترم الجمهور.
«اليوم السابع»: قدمت العديد من الكليبات المميزة فهل تتدخل فى مضمونها باعتبارك دارسا للإخراج؟
- كل الكليبات التى قدمتها هى من بنات أفكارى، ولكن أنا أقدم الفكرة وأطلب طلبات معينة، وأترك المخرج يضع بصمته ولمسته وأحترمها جدا، نتناقش كثيرا ولكن لا أتدخل، وعلى سبيل المثال، عندما أردت تصوير أغنية «بحبك موت» قولت لنادين لبكى إننى أريد إعادة شكل المطرب فى الخمسينيات، وقت أن كان يخرج المطرب فتصاب النساء بحالات إغماء، نظرا لطبيعة الزمن، حيث كان الجمهور يسمع المطرب على الراديو فقط، وطلبت منها أن يرانى الجمهور لأول مرة بعدسة امرأة، والحمد لله الكليب نجح، وأعتبره من أفضل كليباتى، وتم تصويره فى 7 ساعات فقط، على عكس كليب «لو سمحتى» الأخير تم تصويره فى 29 ساعة بدون توقف.
«اليوم السابع»: لماذا لم تفكر فى خوض تجارب سينمائية خاصة بعد نجاحك فى فيلم «الحياة منتهى اللذة»؟
- فيلم «الحياة منتهى اللذة» كان تجربة رائعة، وكنت متخوفا منها جدا لأننى أعرف جيدا قيمة الظهور على شاشة السينما، والتجربة بالكامل لم تكن فى الحسبان، حيث تفاجأت بحنان ترك تحدثنى عن مشاركتها البطولة، ورغم قلقى فإننى أحببت ثقة صناع الفيلم فى، وإصرارهم على المشاركة، ولا أخفى أبدا أننى قد أشعر أنى «جدع» فى مجال الموسيقى، لأنى أكتب أغانى وأقوم بغنائها، ولكن فى السينما أخاف بشدة، ولم أكرر التجربة لأنى توقفت، وحقيقة الآن ليس لدى عروض، وإذا كان هناك شىء يضيف لى فلا مانع أبدا.
«اليوم السابع»: كيف تلقيت خبر اعتزال حنان ترك؟
- تحدثت معها تليفونيا وقلت لها: «ارسيلك على بر» هل اعتزلت أم لا؟ ولكننى طلبت منها ألا تفسر لى ما دام الاعتزال لشىء ما بينها وبين الله، فلا بد أن نحترمه ما دام ليس دعاية كما يفعل البعض.
«اليوم السابع»: كيف ترى وضع المرأة العربية وما هو دور المرأة فى حياتك؟
- والدى توفى وأنا صغير، وأمى ضحت كثيرا من أجلى مثل الكثيرات، وبعدها شقيقتى تركت الجامعة من أجل أن أتعلم، وبعدها زوجتى الأولى كارلا دعمتنى كثيرا وهى أم أولادى، وأصبحت صديقة لزوجتى الثانية ألفت، فهى امرأة شديدة الذكاء، وبالتالى فأنا محاط بالجنس اللطيف سواء أم أو زوجة أو أخت، وهن مصدر إلهامى، وحتى عندما غنيت «يا قاهرة» كنت أتحدث فيها مع المرأة، وأرى أن المرأة أمامها الكثير من التحديات وحتى أكون صريحا، فنحن نعيش فى عصر المرأة وليس بعصر الرجل، وقريبا أشعر بأننا سنطالب بالمساواة.
ولأمى دور كبير فى حياتى، فهى تشبه سعاد حسنى، وهى التى ساهمت فى أن تجعلنى أحب مصر، وبدون مبالغة أو مزايدة مصر هى أهم دولة عربية، ولا أحب أن أقول إنها وطنى الثانى حتى لا أكون مزايدا، فوطنى لبنان، ولكن مصر هى «حبيبة قلبى»، وأمى هى من دعمتنى وجعلتنى أستمع لفيروز وفريد الأطرش، وعندما كبرت اكتشفت أن فريد متشبع بالموسيقى الغربية بأنواعها، ولا أخف عليك أشعر بضعف تجاه السيدات اللائى عشن حياة تراجيدية مثل داليدا وسعاد حسنى والأميرة ديانا، وعندما كنت أفكر فى كليب أغنية «أنساك» وجدت نفسى أفكر فى سعاد حسنى، ودون تحضير فكرت فى فكرة الكليب، وأردت أن أكون بديلا للفنان حسين فهمى فى فيلم «أميرة حبى أنا»، وظللت أشاهد الفيلم لمدة 15 يوما دون انقطاع، وحفظت حرفيا كل حركات حسين فهمى وفى 3 ساعات صورت الكليب، وعملنا عليه فى المونتاج لمدة 52 يوما.
«اليوم السابع»: وقت ظهورك كان الكليب مهما جدا ولكن ألا ترى أن الجمهور بدأ يعود إلى تفضيل الكلمة الحلوة عن الصورة الحلوة؟
- صحيح أول ظهورى كان مع أول ظهور لقنوات ميلودى، ولكن وقتها كان الأمر مؤذيا، لأن هناك كليبات لا تشرف، وتجعل المشاهد مجبرا على مشاهدتها، وأصبح هناك زحام ألوان وأغانى، وأعترف بأننى بالمنزل لا أشاهد أى قناة من قنوات الفيديو كليب، والمحتوى فعلا أصبح هو الأهم وليست الصورة، وهذا لا يعنى أننى لا أحب ألوان الغناء المختلفة بالعكس فأنا أحب شعبان عبدالرحيم، وأستمتع بغناء حكيم، فالأغنية الحلوة حلوة.
«اليوم السابع»: وأخيرا لمن تحب أن تستمع من المطربين؟
- عبدالحليم حافظ، ولا أعرف سر عبقرية هذا الفنان، فأنا أشعر بأن هناك أصواتا أقوى من العندليب، ولكن لديه بساطة ودفء وإحساس وكاريزما غريبة، وأحب كاظم الساهر فهو يجبرنى على احترامه وسماعه، ولكن يظل الكينج محمد منير حالة مختلفة ويغنى بضمير، وبإحساس أراه مختلفا عن كل مطربى جيله وظاهرة لن تتكرر، فأنا استمتع حتى بطريقة غنائه ووقوفه على المسرح واختياراته، وأحب صباح وأحترمها، ولكن لا أستمتع بها فأنا فيروزى الهوى.
موضوعات متعلقة..
- يورى مرقدى ضيف هند رضا فى "محطة النجوم".. اليوم
- بالصور.. يورى مرقدى ضيف عمرو الليثى فى "بوضوح" الأحد
- بالصور.. يورى مرقدى يحتفل بألبومه "أنا الموقع أدناه" فى "اليوم السابع"
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة