أكرم القصاص - علا الشافعي

كرم جبر

لماذا لا يهتم أوباما وبان كى مون إلا بالنشطاء؟

الجمعة، 18 مارس 2016 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أمريكا تنظر لحقوق الإنسان فى مصر على الطريقة الأمريكية، ولا تهتم إلا بالنشطاء والمظاهرات والاحتجاجات وجمعيات التمويل الأجنبى، وتهتم جدا بمن يتم القاء القبض عليهم حتى لو كان ذلك بأوامر قضائية، وتطرح اسماءهم فى مباحثات كبار المسئولين من الجانبين، وأحيانا تحرك سكرتير عام الامم المتحدة بان كى مون للاتصال بالسلطات المصرية، لحثها على الافراج عن نشطاء بالاسم، وتجرى محاكمتهم على ذمة قضايا جنائية، وكأنها هى والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى، متفرغون للشأن المصرى، ويتابعون الاحوال اولا بأول.

دون تفتيش فى النوايا أقول إنهم لا يفعلون ذلك، حرصا على حقوق الإنسان لأنهم يغضون الطرف عن انتهاكات بربرية، هم شركاء فيها كما يحدث فى سوريا والعراق وليبيا، ولا تعنيهم الحالة الديمقراطية واعلاء شأنها وترسيخ مبادئها.. فهم اصحاب خرافات الفوضى الخلاقة ،التى سحقت حقوق الإنسان وجزّت الرقاب واسالت بحور الدماء، ولعل السبب الرئيسى فى اهتمام أوباما وبان كى مون وأوروبا بحقوق الإنسان فى مصر، هو فشلهم فى تعميم حالة الفوضى السائدة فى المنطقة على مصر، بعد ان نجحت فى الافلات من مصيدة الشر.

إنهم يغلفون نواياهم الخبيثة بعبارات بريئة، ويدخلون علينا بشعارات لا يمكن أن يختلف معها أحد، فحقوق الإنسان هدف نبيل وشعار جميل، ونحلم بيوم تختفى فيه التجاوزات، وترتفع كرامة الإنسان عالية فى السماء، تدعمها فوانين رادعة، تقضى بأقصى العقوبات، على أى صاحب سلطة يهين إنسانا أو يلحق به ضررا ماديا أو معنويا.. ولكن حقوق الإنسان بجانب ذلك تتضمن حماية الممتلكات العامة التى هى ملك للمصريين، وتأمين حياة الناس، ضد ممارسات الفوضى الخلاقة، التى تغلفها أمريكا بورق سوليفان.

لا يخفى أن الرئيس عبد الفتاح السيسى طرح على الإدارة الأمريكية، استراتيجية مصر فى معالجة قضية حقوق الإنسان خلال القمة التى جمعته بالرئيس أوباما، على هامش اجتماعات الأمم المتحدة فى نيويورك عام 2014، وأوضح له أن الرؤية المصرية أشمل وأعم بكثير من الانتقادات الأمريكية، فبجانب حرص مصر على ترسيخ حقوق الإنسان بمفهومها الأمنى، تعمل مصر على توفير عوامل جوهرية أخرى مثل المسكن الآدمى الذى يليق بحياة البشر، والارتقاء بمستوى التعليم والخدمات الصحية، وغيرها من الاساسيات التى يتمتع بها المواطن فى الغرب، اما اختزال المفهوم فى بعض التجاوزات التى تحدث فى اقسام الشرطة، فهو ظلم للإنسان الذى يبحث عن الحق فى الحياة.. إنها رؤية مصرية من الصعب الاختلاف معها حتى من أوباما نفسه، ولكن يبدو انه يتعرض هو الآخر لضغوط من الكونجرس وجماعات المصالح الأمريكية، لاتخاذ مواقف عدائية ضد مصر.

المؤكد أن الإنسان "الشبعان" ويقطن مسكنا آدميا ويتمتع بالرعاية الصحية، حين يتظاهر أو يحتج لن يحرق ويخرب، عكس البائس والمعدم الذى لا يمتلك شيئا فى الحياة، ويحركه الحقد والرغبة فى الانتقام، وينفث عن غضبه بإشعال النيران.. والسؤال الذى تطرحه مصر على أمريكا والغرب: لماذا لا تساعدونا حتى نختصر الزمن ونحقق المفهوم الشامل لحقوق الإنسان ؟

هذا ليس معناه أن يتم تأجيل حقوق الإنسان حتى يتحقق الرخاء، ولكن أن يتم السير فى الاتجاهين معا: إقرار القوانين التى تشدد تجريم الانتهاكات بكافة صورها وأشكالها، حتى تختفى من حياتنا موروثات الممارسات القديمة، التى كادت أن تضيع البلاد.. والدخول فى سباق مع الزمن حتى يستعيد الإنسان المصرى حقه فى الحياة الكريمة.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة