«سقوط لندن» هو المعادل السينمائى لدونالد ترامب.. فيلم عنصرى غبى.. تلك هى بعض العناوين التى كتبها النقاد فى أمريكا عن فيلم سقوط لندن الذى يُعرض حاليًا، بينما على الجانب الآخر كان هناك جمهور يساند هذا الفيلم سواء على مواقع التواصل الاجتماعى أو من خلال المشاهدة التى تحولت لأرقام بالملايين، فحتى الآن هذا الفيلم حصد 39 مليون دولار فى صندوق الإيرادات وهو مبلغ ليس بكبير بالنسبة لإيرادات السينما الأمريكية، ولكنه على كل حال من بين العشرة أفلام الأولى فى هذا الموسم.
فيلم «سقوط لندن» يحكى عن موت مفاجئ لرئيس الوزراء الإنجليزى فينتقل قادة العالم من الشرق والغرب للمشاركة فى الجنازة التى تتحول إلى مجزرة لكل رؤساء الدول المشاركة، والوحيد الذى ينجو هو الرئيس الأمريكى وحارساه، وطبعًا الإرهابيون الذين يحولون لندن لخرابة هم من المسلمين، بغض النظر عن اسم بلادهم ولكن إقامتهم، كما أشار الفيلم ما بين صنعاء وباكستان، وذلك انتقامًا من غارة غربية على فرح ابنة أحد كبار الإرهابيين فى العالم.. مطاردات وحرائق وحوادث وقتل وتدمير لأهم معالم لندن، مثل كنيسة «وستمينستر وبرج لندن»، ومعالم أخرى كثيرة وطبيعى جدًا أن ينهزم الإرهاب على يد رجل واحد وهو شجيع السيما ومن يكون شجيع السيما إلا رجل أمريكى والرئيس.
مخرج الفيلم هو باباك نجافى وهو مخرج إيرانى، وكتب السيناريو 4 كتاب، وقام ببطولته جيرار بتلر فى دور رجل حماية الرئيس وآرون إيكهارت فى دور الرئيس الأمريكى ومورجان فريمان وأنجيلا باسيه، أما الإرهابى فى الفيلم الذى قام بدور عمير برقاوى فهو ممثل إسرائيلى آلون أبوطبل وقام بدور بقية الإرهابيين ممثلون من أصول عربية.
فى بداية مقالى اقتبست بعضًا من آراء النقاد الأمريكيين، ولكن دعنا نترك الناقد والمشاهد الأمريكى لحالهم ونظرتهم للفيلم، وننتقل إلى المشاهد المصرى وهو يجلس فى دار العرض يشاهد فيلمًا أمريكيًا محكم الصنع، مقارنة بأغلب الأفلام المصرية التى يشاهدها فى مجال الأكشن، ويرى لندن وهى تسقط وتحترق ويشاهد اليمن البلد العربى كما صوروها منبع الإرهاب، ويشاهد البطل الأمريكى وهو يقهر الإرهاب ورئيسهم فى لحظة ذبحه على الهواء وهو يردد بكل شجاعة قسما بالحفاظ على أمريكا وسلامتها دون أن ترجف له عين، فالمشاهد هنا أمام خيارين، إما أن يتأثر بالفيلم كما تأثر بغيره فى نظرته لأمريكا التى لا تُقهر وأنها سيدة العالم، وخاصة أن الواقع به قليل من معطيات عناوين الفيلم، أو أن يكون مشاهدا فطنا يستمتع ببعض الترفيه فى الفيلم، ولكن يخرج وهو مدرك أن هذا فيلم كاذب، فلا الرئيس الأمريكى بهذه الشجاعة، ولا رجاله بتلك القدرات، ولا هم الأخيار والآخرون كل الآخرين هم الأشرار، والأهم أن يعرف كم هى هوليوود والسينما قادرة على أن تجمع «إيرانيا وإسرائيليا وعربيا وأمريكيا»، وتحكى لنا بهم عن «شجيع السيما أبوشنب بريمة» الأمريكى.
تُرى أى نوع من المشاهدين أنت؟!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة