عندما انتشر التاكسى الأبيض فى شوارع القاهرة، منذ حوالى 10 سنوات، رحب الناس بالفكرة، فأخيرا أصبح لدى العاصمة مركبة أجرة نظيفة، يلتزم سائقها بالأجرة المقررة فى «العداد»، وأقبل الناس عليه، وساهم فى تشجيع حركة السياحة فى شوارع القاهرة، وكانت بداية النهاية لزمن التاكسى الأسود الشهير فى شوارع المحروسة.
لكن دوام الحال من المحال فى مصر، تدهورت الخدمة بعد 25 يناير 2011 مع تدهور كل شىء، وزادت الشكوى من سلوكيات سائقى التاكسى الأبيض، وتعددت الحوادث والشكوى من التحرش للفتيات والنساء، وعاد السائقون إلى عادة التعالى على الركاب، واختيار «التوصيلة» المناسبة، وعادت المعاناة مرة أخرى، وانصرف الناس عنه بحثا عن وسيلة آمنة.
مع ظهور تطبيقات التاكسى الجديدة فى السوق المصرى «أوبر وكريم»، انحاز الناس إليها من كل الفئات، وانصرفوا عن التاكسى الأبيض، ولم يهم الركاب إذا كان ذلك سيؤثر على أصحاب وسائقى التاكسى الأبيض أم لا، فالمهم هنا هى الخدمة المميزة ومستوى النظافة والأمان، وهو ما تحقق فى التطبيقات الجديدة التى لاقت رواجا وترحيبا غير مسبوق فى الشارع المصرى، وأعرف أصدقاء رجال أعمال وفنانين بدأوا فى استخدام التطبيق الجديد، ويروجون له بين أصدقائهم.
أصحاب التاكسى الأبيض أدركوا بعد فوات الأوان أن هناك منافسا جديدا وقويا فى الشارع المصرى، وأنه تمكن من استقطاب غالبية الزبائن، فلجأوا إلى وسيلة التظاهر فى ميادين القاهرة، بحجة أن «كوبر وكريم» يسعان إلى «قطع الأرزاق»، ورفعوا لافتات لجذب تعاطف المواطنين المصريين.
وفجأة تشكلت لجان وائتلافات تدافع عن التاكسى الأبيض، رغم أنهم لم يتعرضوا لظلم أو عدوان، والحقيقة أن الناس لم تتعاطف معهم حتى وسائل الإعلام، فأصحاب التاكسى الأبيض تركوا أصل المشكلة ولجأوا إلى الاحتجاج والتظاهر للضغط على الحكومة، ولم ينظروا إلى أصل المشكلة فى تدنى الخدمة، وشكاوى الناس خاصة النساء والفتيات، وسوء المعاملة والأخلاق من عدد كبير من السائقين، الذين أساءوا لباقى زملائهم، هذه هى المشكلة الحقيقية، وليست المشكلة فى «أوبر وكريم»، لأن الأصل فى الخدمة هو المنافسة بين البدائل المتعددة، وليس احتكار السوق لصالح شركة أو سلعة معينة، «وفى ذلك فليتنافس المتنافسون».
وكما قال مسؤول فى أوبر العالمية، خلال زيارته لمصر الأسبوع الماضى: إن الشركة تحقق نجاحا كبيرا فى السوق المصرى، حيث تقوم بإضافة 2000 سائق جديد كل شهر، ويبلغ إجمالى عدد السائقين العاملين فى القاهرة 10 آلاف سائق حتى الآن، المسؤول نفى أنهم يحتكرون السوق وأنهم ملتزمون بدفع الضرائب، وأضاف: إننا نريد تنويع الخدمات، وعلى الحكومة المصرية تحديث القوانين لتستطيع مواكبة التكنولوجيا حتى فى وسائل المواصلات.
سوف يتعاطف الناس وينحازوا إلى التاكسى الأبيض، عندما تعود الخدمة إلى سابق عهدها، وعندما يعود الاحترام والشعور بالأمن، وعدم «استعباط» الزبون، مع استخدام التكنولوجيا كوسيلة عبقرية لتحقيق الخدمة المميزة، واستعادة الأمان المفقود والثقة فى السائق.
والحل فى المنافسة وليس فى «البلطجة» ومحاولات الضغط على الحكومة بحجة «قطع الأرزاق»، وهو ما لم يحدث من تطبيقات التاكسى، والفيصل والحكم هو «الزبون» الفرحان بالخدمات التكنولوجية الجديدة.
وما دامت الشركات الجديدة تعمل داخل السوق المصرى، وفقا للقوانين المصرية وتلتزم بها وتسدد ما عليها من رسوم وضرائب، فأهلا بها، فالمنافسة مطلوبة فى الخدمات والتعلم من الآخرين أيضا مطلوب، والتكنولوجيا لم تترك شيئا فى هذا المجال، و«الفهلوة» لم تعد تنفع أصحابها، ولن تنفع أساليب الاحتجاج والتظاهر والائتلافات، فالأمر ببساطة يتعلق بالخدمات، وليس بقضايا سياسية واجتماعية.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ميدوووو
معاك حق
عقبال مانخلص من بلطجيه الميكروباص
عدد الردود 0
بواسطة:
sameh
الحق احق ان يقال
عدد الردود 0
بواسطة:
مصر
أصحاب التاكسي الأبيض
عدد الردود 0
بواسطة:
جوزيف رياض
دولة القانون
عدد الردود 0
بواسطة:
Hamada arfat
صاحب تاكسي