وبوجه عابس شاهدها "شريف"، 37 سنة، مدخن منذ 20 سنة، وقال: "رغم بساطة تصميم الصورة الجديدة على علب السجائر بها إلا أنها تؤلم قلوب الآباء لأنها تنذرنا بأن السجائر ستقضى علينا وتبعدنا عن الحياة مع أطفالنا بآمان".
وفهم "كريم"، 30 سنة، مدخن من 10 سنوات، الصورة وقال: "الصورة تحذرنا من اصطحاب أطفالنا فى أماكن بها تدخين لأن التدخين السلبى يؤثر على صحتهم ويؤدى بهم إلى الوفاة".
وعبر "محمد" 34 سنة، مدخن من 15 سنة، عن الصورة قائلا: "الصورة الجديدة أقل شدة من الصور المنتشرة حاليا على علب السجائر، ويفضل استبدال القديمة بمثل هذه الصورة".
ومع تباين واختلاف فهم كل من شاهد الصورة يبقى السؤال هل تؤثر الصورة عليك عند شرائك علبة السجائر؟.. أجاب "راشد" 35 سنة، مدخن من 15 سنة، قائلا: "أحاول عند شرائى لعلبة السجائر أن اختار أخف الصور وأبسطها، لأن الصور شديدة القسوة، والأمر غير ذلك فهناك الملايين يدخنون ولا يزالوا يعيشون حياتهم بدون سرطان أو مشكلات صحية بالغة الصعوبة، فليس هناك داع لتكبير الأضرار، والسجائر ما هى إلا عادة لا يستطيع الكثيرون التخلى عنها".
بينما يجيب "أحمد" 37 سنة، مدخن منذ 20 سنة، قائلا: "لا أحد ينكر مشكلات السجائر ولكن التخلى عنها أمر شديد الصعوبة، والصور التى توضع على العلبة تجعلنا نتأثر ولكن بالمقارنة بين شدة التأثر من الصورة وصعوبة التوقف عنها، نجد أن الاستمرار على طريق التدخين وتغطية الصورة بورقة أخرى بيضاء أسهل بكثير".
ويعلق الدكتور "وائل صفوت" رئيس اللجنة الدولية للجمعية الأمريكية لعلاج التدخين، على الصورة التحذيرية الجديدة على علبة السجائر قائلا: "تنوع الصور التحذيرية التى توضع على علبة السجائر هى خطة وقائية نحاول القيام بها حاليا بصورة جديدة عن طريق إعطاء صور تحذيرية شديدة اللهجة تلقى الرعب فى قلوب المدخنين، وفى نفس الوقت صور أخرى بها أمل وتفاؤل بالإضافة إلى إزالة كل المواصفات المكتوبة على علبة السجائر ويبقى فقط اسم الشركة بحجم مناسب والصورة التحذيرية حتى تكون أكثر تأثيرا".
ويضيف أن استخدام صورة أهم فرد فى الأسرة وهو الطفل لتحذير الآباء يجعلها من أقوى الصور التى تؤثر فى المدخنين، لأن الأطفال نقطة ضعف الكثير من الأهل، وكانت البداية مع صورة الطفل الذى يضع يده على فمه وأنفه وبجانبه الأب بيده سجارة، بالإضافة إلى صورة الأم الحامل والجنين فى بطنها وهى تدخن.
ويرد الدكتور "وائل صفوت" على رسائل مشاهدى علبة السجائر الجديدة والتى تنادى باستخدام مثل هذه الصورة بدلا من الصور المرعبة الحالية ويقول: "الصورة الجديدة بسيطة ومعبرة فى نفس الوقت ولكن يصعب تعميمها على كل العلب لأن الدراسات أثبتت أن أهم الخطوات التى تساعد فى إحداث تغيير بالمجتمع والتوعية بالخطر باستخدام صور تحذيرية شديدة اللهجة مع نشر تجارب الآخرين وكيف أثر عليهم التدخين".
وأضاف د. وائل أن الصور المعلنة على علب السجائر قد تكون صادمة للبعض، ولكن هذا هو الهدف للتحذير الشديد من الاقتراب من مكونات هذه العلبة لأنها تؤدى إلى الموت، مؤكدا أن الصورة الجديدة التى تم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعى لم يفهم الهدف منها إلا المثقفون لأنها من الرسائل العميقة التى تحمل العديد من الرسائل.
وتابع د. وائل: "عالميا هناك 50 دولة تطبق فكرة الصور التحذيرية على علب السجائر من بينهم مصر كمحاولة لتغيير الصورة الذهنية عند المدخن، وتحذير من يفكر فى خوض تجربة التدخين من العواقب التى ستحدث له والأضرار الصحية التى ستنتج عنها، وبالدراسات اكتشفنا أن هذه الصورة تأثيرها أكثر فاعلية على المبتدئين فى التدخين، أما المدخن الذى يمارس هذه العادة السيئة منذ سنوات عديدة فإنه يقوم بتغطية الصورة لأنه يعرف الخطر الناتج عنها وهذا يعنى أن الصورة تؤثر فيه ولكنه ضعيف الإرادة ولا يستطيع التوقف عنها".
ووضح دكتور وائل صفوت: "هناك بنك معلومات للصور التحذيرية التى يتم استخدامها على علب السجائر ويتم تغييرها خلال فترة من 6 أشهر إلى سنة"، مؤكدا أن هناك خطة جديدة بإدخال الصور التعبيرية مثل التى شاهدها الكثيرون على مواقع التواصل الاجتماعى، بالإضافة إلى إدخال التفكير فى إدخال صور الكارتون لتحذير الاطفال الذين يفكرون فى خوض تجربة التدخين فى سن مبكر.
وقال: "عند مشاهدة الأطفال لشخصياتهم الكارتونية وهم ينتهون بسبب التدخين سيبتعدون عنها، وسيكونون هم الأداة الجديدة التى نصل من خلالها إلى الآباء المدخنة حتى يتخلصوا من هذه العادة، ونضيف إلى الصورة رسالة كتابية بأقل الكلمات الممكنة".
موضوعات متعلقة..
- 6 طرق تعرف منها إذا كان ابنك "مدخن".. و4 نصائح لو تأكدت
- أطباء: السجائر تقتل شخصا كل 9 ثوان وضحاياها يصلون لمليار هذا القرن
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود سليم
يجب وضع صور الشاطر والبلتاجى ومرسى وبديع والعريان