مركز ستراتفور الأمريكى: روسيا تحاول وضع قيود الصراع السورى فى يديها لكسب نفوذ فى أماكن أخرى.. سحب الكرملين للقوات لا يعنى التخلى عن سوريا.. وموسكو تواصل المناورة فى منطقة شديدة التغير

الثلاثاء، 15 مارس 2016 10:42 م
مركز ستراتفور الأمريكى: روسيا تحاول وضع قيود الصراع السورى فى يديها لكسب نفوذ فى أماكن أخرى.. سحب الكرملين للقوات لا يعنى التخلى عن سوريا.. وموسكو تواصل المناورة فى منطقة شديدة التغير الرئيس الروسى فلاديمير بوتين
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال مركز ستراتفور الأمريكى إن موسكو قامت بإحداث هزة كبرى فى سوريا، لكن هذه المرة بسحب قواتها منها، وأكد أن هذه الخطوة تعكس مساعى الكرملين لربط الصراع السورى بوساطته من أجل كسب نفوذ فى أماكن أخرى، وتحديدًا فى أوكرانيا.

وأشار المركز، فى تحليل له حول أسباب موقف الرئيس فلاديمير بوتين الذى أعلن عنه مؤخرًا بسحب العمليات الروسية من سوريا، إلى أن روسيا تدخلت فى سوريا لعدة أسباب، فكان هدفها المعلن هو محاربة تنظيم داعش وجماعات مسلحة أخرى ينتمى إليها عدد ممن يحملون الجنسية الروسية. وعلى الرغم من أن الأمر انتهى بتركيز روسيا أغلب اهتمامها على جماعات المعارضة التى تحارب النظام السورى وليس مقاتلى داعش، لكن لا يمكن إنكار أن روسيا ساهمت حقًا فى الضرر الذى لحق بالمتطرفين الإسلاميين فى الأشهر الأخيرة.

روسيا أرادت تأكيد تفوقها العسكرى والسياسة خارج حدودها



وفى ظل إخفاقات التدخل السابقة التى تلاحقها، أرادت روسيا أن تظهر للعالم، ولاسيما الولايات المتحدة، أنها تستطيع بنجاح أن تؤكد نفسها عسكريًا وسياسيًا خارج حدودها. وأراد الكرملين أن يكون صوته مسموعًا، وفى الأسابيع التى أعقبت التدخل الروسى فى سوريا، قلل الرئيس أوباما من أهمية ما تقوم به روسيا، وقال إن موسكو تتصرف من منطلق ضعف. لكن روسيا، وبالتعاون مع إيران عملت على إرساء استقرار النظام السورى وتدعميه هو والقوى الموالية له. وبالإضافة إلى ذلك، فإن تدخلها فى سوريا ورغم أنه محدود إلا أنه منحها فرصة لاستعراض جيشها بعد إصلاحه، وتأكيد تعافيها من انهيار ما بعد الاتحاد السوفيتى.

روسيا لا تتخلى تمامًا عن روسيا



وأكد ستراتفور أن روسيا لا تتخلى تمامًا عن سوريا بهذا الانسحاب. ورغم أن موسكو أشارت إلى سحب قواتها الجوية، إلا أنها لم تحدد موعد محدد للانسحاب. وأوضحت أنها ستحتفظ بوجودها فى القاعدة الجوية قرب اللاذقية، والقاعدة البحرية عند ميناء طرطوس. وحتى الآن، تستطيع أن تتحمل ذلك ماديًا. فربما تكون روسيا تعانى اقتصاديًا، إلا أن تكلفة العمليات فى سوريا التى تقدر بعدة ملايين يوميًا من ميزانية الدفاع التى تقدر بـ50 مليار دولار، هى أمر مقبول لواحدة من أكبر الدول إنفاقًا فى مجال الدفاع. وقد أدى التدخل الروسى بالفعل إلى توقيع عدد من المشترين الأجانب لعقود شراء الأسلحة الروسية التى أثارت إعجابهم. ورغم ذلك، فإنه من اللافت أن البعض فى سوريا القلقين من تكلفة التزام لا نهاية له تجاه النظام السورى قد ضغطوا على الحكومة لإنهاء عملياتها. فقد أيد الشعب الروسى بحماس العمليات فى سوريا طالما أن الصراع لا يؤدى على قتل كثير من الروس، فهم لا يريدون أفغانستان أخرى.

محاولة للتأثير على محادثات السلام



وفسر ستراتفور إعلان بوتين أن محاولة لتشكيل الجولة الأخيرة من مفاوضات السلام التى وصفت بأنها محاولة الفرصة الأخيرة للتوصل إلى اتفاق سلام. وقدم النظام السورى مقترحًا سياسيًا للأمم المتحدة، فى حين دعت المعارضة روسيا لاستخدام نفوذها على النظام خلال المفاوضات. ومع سحب روسيا عملياتها الأرضية، فهى إما تضع نفسها فى موقع "الوسيط" أو أنها أمنت بالفعل اتفاق من النظام سيتم الكشف عنه قريبًا. وفى كلتا الحالتين، فإن الكرملين يحاول أن يربط مستقبل الصراع السورى بوساطته من أجل أن يكسب نفوذ فى أماكن أخرى.

وتابع التقرير قائلاً: إن موسكو يمكن أن تعيد تشكيل دورها فى الصراع لنقل التصورات خارج سوريا. فمن بين الأسباب التى تدخلت لأجلها روسيا فى المنطقة هو كسب ميزة مع الغرب حول قضية أكثر أهمية لموسكو وهى أوكرانيا والعقوبات الغربية المرتبطة بها. فقد فشلت موسكو فى استخدام نفوذها فى سوريا لزحزحة دعم الولايات المتحدة لكييف أو رفع العقوبات عن روسيا.

ويعرف الكرملين أيضًا أن كلا الطرفين أحرزا تقم فى محادثات مينسيك حول القتال فى أوكرانيا، إلا أن النفوذ الروسى، على الأقل فى أوروبا قد زاد فى الأشهر الأخيرة مع استمرار تدفق اللاجئين السوريين على القارة. ولو غيرت روسيا عملياتها فى سوريا، فإنها يمكن أن تبطئ تدفق المهاجرين. إلا أن هذا الخيار يواجه حالة من التعقيد بسبب أزمة العلاقات الروسية والتركية.

هل سيجدد الاتحاد الأوروبى عقوباته ضد روسيا



وأشار تحليل ستراتفور إلى أن روسيا ستحاول فى الأشهر المقبلة الابتعاد عن المناخ السليبى المحيط بالبلاد قبيل إجراء تصويت مهم فى الاتحاد الأوروبى فى يوليو المقبل حول تجديد العقوبات. وعقب أول اجتماع رسمى لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبى حول السياسة الروسية منذ أكثر من عام، قالت كل من المجر وإيطاليا، وهما دولتان مؤيدتان لروسيا، إن مد العقوبات لن يكون تلقائيا. وسيتطلب تصويت بالإجماع لمد العقوبات. لذلك، فإن روسيا فى حاجة إلى عضو أوروبى معارض للعقوبات، وهو الأمر الذى لم تكن قادرة على تأمينه فى الماضى. وأكد التقرير ختاما أن روسيا تخطط لعدة استراتيجيات بعدة نتائج، ولا يوجد واحدة منها مضمونة. والضمان الوحيد أن تواصل موسكو المناورة فى تلك المنطقة المتغيرة بالعالم.


فلاديمير بوتين



موضوعات متعلقة..


- الإعلام الأمريكى: قرار بوتين بالانحساب من سوريا هدفه الضغط على الأسد






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة