وقالت شبكة "سى أن إن" أن هذا القرار جاء مفاجئا مثلما كان قرار بدء الحملة الجوية لموسكو مفاجئا أيضا فى سبتمبر الماضى. وأشارت الشبكة إلى إعلان الرئيس الروسى فلاديمير بوتين أن المهمة الروسية أنجزت هدفها، وقالت إن المعارضين للموقف الروسى أوضحوا أن هدف موسكو المعلن، وهو محاربة الإرهابيين من أمثال داعش، لا يتماشى مع الحقائق على الأرض. ويشيرون إلى قصف المناطق المدنية كسبب للاعتقاد بأن روسيا تساعد حليفها الرئيس السورى بشار الأسد على القضاء على المعارضة.
ولفتت "سى أن إن" إلى أن توقيت القرار الروسى هام لسببين، الأول أن إعلان بوتين جاء فى نفس اليوم الذى تم فيه استئناف محادثات السلام الروسية فى جنيف مع لقاء غير مباشر بين أعضاء النظام والمعارضة عبر وسيط فى محاولة لإيجاد طريق للسلام، والبعض يرى أن انسحاب روسيا هو دليل على أن بوتين يبعث برسالة أن سوريا يجب أن تتوصل إلى حل سياسى.
أما السبب الثانى لأهمية القرار الروسى هو أن هذا الأسبوع يواكب الذكرى الخامسة لبدء الاحتجاجات المعارضة للأسد. وفى تلك السنوات الخمس قتل أكثر من 270 ألف شخص، بينما تم تشريد أكثر من نصف سكان البلاد.
من ناحية أخرى، رجحت صحيفة واشنطن بوست أن يزيد القرار الروسى الضغوط على الحكومة السورية للتوصل إلى اتفاق مع المعارضة فى جنيف. ولفتت الصحيفة إلى أن القرار فاجئ إدارة أوباما، بينما قال البيت الأبيض أن الرئيس باراك أوباما ناقشه لاحقا مع نظيره الروسى فى مكالمة هاتفية.
كما نقلت الصحيفة عن محللين روس قولهم إن إعلان بوتين ربما يكون الهدف منه الضغط على الأسد فى المحادثات بعدما أنقذه على الأرض. وقال فيدور لوكايانوف، المحلل السياسى فى موسكو والذى يتمتع باتصالات جيدة بدوائر صنع القرار هناك، إن روسيا ليست مهتمة تماما بتحمل مسئولية سلوك الأسد مع تبنى ممثليه موقفا متشددا فى المحادثات.
غير أن واشنطن بوست تقول إن تأثير الانسحاب الروسى على المفاوضات لم يتضح بعد، وأوضحت أنه قبل الإعلان عن هذا القرار، قال مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دى ميستورا إن الخطة الوحيدة البديلة "لمحادثات السلام" هى العودة للحرب، وربما لحرب أسوأ مما شهدنا حتى الآن.
موضوعات متعلقة..
إيران ترحب بسحب روسيا قواتها من سوريا.. وتؤكد: إشارة إيجابية للهدنة
التلفزيون الروسى يعرض صورا لتحميل معدات فى سوريا لإعادتها لروسيا
مجلس الأمن الدولى يعتبر قرار روسيا سحب قوات من سوريا إيجابيا