ويجرى تحقيق هذا الأمر من خلال الخبراء والكوادر العاملة فى مجال التراث فى سوريا إلى تنظيم عملية نقل مواد تقنية خاصة بحفظ وترميم الآثار، تم التبرع بها من مؤسسات وأفراد في فرنسا وسويسرا، إلى نظرائهم من الخبراء الميدانيين فى سوريا، وذلك من أجل الحفاظ عليها فى المستودعات الخاصة الموجودة فى المتاحف والمخازن الأثرية، وهى مهددة اليوم بالتعرض لأعمال التدمير والنهب.
وأكدت منظمة اليونسكو، من خلال بيان صحفى، أنه بفعل هذا الواقع الجديد، أطلقت المنظمة وعدد من خبراء الآثار والتراث فى فرنسا وسويسرا مبادرة مشتركة فى صيف عام 2015، وتهدف هذه المبادرة الجديدة إلى التعرف على الاحتياجات المحددة للخبراء العاملين فى الميدان، لاسيما من حيث الأدوات والمعدات، وذلك بهدف تمكينهم من استئناف جهودهم فى مجال حماية وصون التراث، وفى إطار هذه المبادرة، سيحصل الخبراء والعمال الناشطون فى الميدان على: مواد للتغليف، وهى ضرورية لإجلاء وحفظ المواد وأدوات المخصصة لحفظ القطع والتحف المصنوعة من مواد هشة قابلة للتلف، وترميم تلك المتضررة؛ فضلاً عن أدوات خاصة بالدراسة والتسجيل، والتى تتيح لهؤلاء الخبراء الميدانيين استكمال قوائم الجرد وإجراء توثيق علمى للتراث السورى، وإدارة وحفظ البيانات المرتبطة.
وتابعت المنظمة، وبالتنسيق مع المركز الأوروبى للآثار، ومتحف "بيبراكت" (فرنسا)، ساهمت أكثر من خمسين مؤسسة وجمعية خاصة وعامة، إضافة إلى أفراد وخبراء مستقلين عاملين فى المجال الثقافى، الأرشيف، المكتبات، المتاحف، علم الآثار، والفن، من جميع أنحاء فرنسا وسويسرا، بمجموعة كبيرة من هذه المواد والأدوات، وبشكل عام، تم جمع ما يقارب 7 أطنان من هذه المواد وإرسالها إلى بيروت، لتتحول إلى مكتب اليونسكو هناك، وبدورها قررت اليونسكو التبرع بهذه المجموعة إلى المهنيين العاملين فى المديرية العامة للآثار والمتاحف فى سوريا، والذين حصلوا على هذه المعدات فى 8 مارس 2016، بالإضافة إلى الأهمية الكبيرة لهذه الخطوة من حيث الدعم المادى والتسهيلات التقنية التى توفها، وهى من الأمور الأساسية لتطوير القدرات الميدانية، ترتكز هذه المبادرة على التضامن العالمى الملفت، والذى انعكس بشكل جلى فى هذا التحرّك الملموس للحفاظ على التراث، لما يشكل اعترافاً بأهمية هذا الإرث التاريخى للشعب السورى، كما للإنسانية جمعاء.
جدير بالذكر أن سوريا تمتلك إرثاً ثقافياً ومنذ 2011، أصبح هذا التراث فى خطر كبير نتيجة النزاع المسلح فى البلاد، وتواجه المعالم الأثرية الهامة، بما فيها تلك المسجلة على "قائمة اليونسكو للتراث العالمى"، خطر التخريب والتدمير، كما اقتحمت المجموعات المسلحة العديد من المواقع الأثرية، وذلك بهدف النهب وللتصدير غير المشروع للقطع الأثرية والتحف الفنية، والاتجار بها فى الأسواق الدولية.
موضوعات متعلقة..
- "المنيا" تمنح سوبر ماركت شهير ترخيصا ببناء مول ضخم ملاصق للمتحف الآتونى..والآثار:غير لائق أمنيا وثقافيا وسياحيا..والمانحون الألمان:سنصعد القضية لمؤسسة المتاحف العالمية