اسم الرواية (2084 حكاية العربى الأخير) وسحب واسينى الأعرج فيها على العالم العربى بل على العالم كله أجواء بل تفاصيل كثيرة أحيانا من رواية (1984) للبريطانى جورج أورويل واسمه الحقيقى إريك آرثر بلير.
تصور رواية جورج أورويل "الكابوسية" عالما سيطرت عليه دكتاتورية تخنق أنفاسه وتغير مفاهيمه فى الحرية والكرامة ونمط الحياة والعواطف وغيرهما. ورمز هذا الاستبداد هنا هو (بيج براذر) أو الأخ الكبير أو الأكبر الذى فرض نوعا ساحقا من عبادة الشخصية على الرغم من أن وجوده الفعلى كإنسان يبدو مشكوكا فيه. وفرضت مراقبة على الناس تحصى أنفاسهم وتسجل كل أفكارهم ومشاعرهم وتجعلهم أشبه بالمنومين مغناطيسيا.
وتجرى الأحداث فى ما كان يعرف سابقا باسم بريطانيا وهو الآن مقاطعة من الدولة الكبرى "أوشيانيا" أو أوقيانوسيا بالعربية وهى خليفة الولايات المتحدة والإمبراطورية البريطانية وواحدة من ثلاث دول كبرى كالتى انقسم إليها العالم.
وهو عالم تسوده الحرب الدائمة والمراقبة الحكومية الطاغية ومحو التاريخ القديم وكتابة تاريخ آخر بدلا منه وتنتشر فيه اللافتات الكبيرة التى تقول (بيج براذر يراقبكم). وكانت الرواية قد صدرت سنة 1949.
هناك شبه بين الرواية وبين رواية (عالم شجاع جديد) التى صدرت سنة 1932 للروائى والفيلسوف البريطانى ألدوس هكسلى ورواية (وى) أو (نحن) للروسى يفجينى زامياتين التى صدرت سنة 1921.
أشياء كثيرة فى (2084 حكاية العربى الأخير) تشبه ما ورد فى رواية أورويل بل أن الأولى تستند إلى الثانية. وكان أورويل قد سمى الرواية سابقا قبل اختيار الاسم الحالى (الرجل الأخير فى أوروبا).
فى رواية واسينى الأعرج وبعد انقسام العالم إلى ثلاث دول كبرى يتحكم فى قلعة "أميروبا" (أمريكا وأوروبا) التى تقع فى عمق الربع الخالى (ليتل براذر) أو (الأخ الصغير أو الأصغر) بالأمور على طريقة جده (بيج براذر) فى إحصاء الأنفاس والذى يحتفل بمئويته فى سنة 2084 التى تجرى فيها أحداث الرواية.
جاء فى تعريف بالرواية على غلافها "يدخل واسينى فى هذه الرواية منطقة محرمة إذ يضع الغربى الحالى والعربى الحالى أيضا أمام المرايا التى تظهر تناقضاتهما أمام حداثة انتقائية فى كل شيء. لن يكون العربى الأخير فى قلعة أميروبا الغامضة الواقعة بين مضيق هرمز والبحر الأحمر فى عمق الربع الخالى أميا أو جاهلا أو بدائيا بل سيكون عربيا فى صميم الدقة التكنولوجية.
"آدم وهو عالم الفيزياء النووى والمشرف على تنفيذ برنامج قنبلة نووية مصغرة فى بنسلفانيا يتعرض لعملية اختطاف فى مطار رواسى بباريس تشترك فيها ثلاثة أطراف: تشادو المتخصص فى قتل علماء الذرة العرب و"التنظيم" وهو الجهاز الإرهابى الغامض الذى تحول إلى قوة ضاربة لكل ما له علاقة بالحياة والفن و(إف.بى. آى) أو مكتب التحقيق الاتحادى الأمريكى لأن آدم ينتمى إلى مخبر أمريكى وتجب حمايته."
زوجة آدم اليابانية قتلت يوم محاولة اختطافه فى باريس لكن الذين خلصوه أخفوا عنه الأمر وصاروا يعرضون عليه شريطا مزورا يظهرها حية وتبارك عمله فى القلعة وذلك كى يبقى يعمل على المشروع. يكتشف اللعبة أخيرا بمساعدة سميث الذى قبل موته أرسل له الشريط الحقيقى الذى يظهر موتها.
وإذا كان ونستون سميث فى رواية أورويل وحبيبته جوليا اللذان حاولا التفكير باستقلالية قد ألقى القبض عليهما وأخضعا إلى غسل دماغ جديد فإن "سميث" فى رواية واسينى الأعرج صديق آدم الذى سعى إلى مساعدته قد أبعد ثم مات فى معركة.
وإذا كان الطريق مسدودا أمام أبطال أورويل فان آدم الذى كان شبه سجين فى القلعة قد استطاع النجاة أخيرا ولو جريحا وفى حال سيئة وذلك بمساعدة الميجر نلسون صديق سميث والذى أنقذه وأنقذ حبيبته إيفا وابنته قبل هجوم التنظيم وقبل تفجير القنبلة النووية الصغيرة التى طورها آدم والتى تستعمل لمكافحة الإرهاب.
مما قد يؤخذ على الرواية كثرة التفاصيل المكررة كأنها مشاهد معادة بما يثقل العمل الروائى إذ لا ضرورة لإعادة كثير منها.
وردت الرواية فى 447 صفحة متوسطة القطع وصدرت عن (دار الآداب) فى بيروت. وقد حملت على غلافها أن الكاتب يتنازل عن حقوقه المادية للأطفال المرضى بالسرطان.
موضوعات متعلقة..
- دار الآداب تصدر رواية "حكاية العربى الأخير 2084" لـ"واسينى الأعرج"
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة