علا عمر

دماء وورود وابتسامات فى اليوم العالمى للمرأة

الخميس، 10 مارس 2016 08:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قصة المرأة العادية صانعة التاريخ فى نضال منذ قرون ماضية، للحصول على المساواة والمشاركة فى المجتمع والمعاملة ككائن له حضور ووجود ورأى وقرار، كائن له حق الاختيار وحق العيش والكرامة ورفض الإهانة.

كل الأحداث التى قرأت عنها المختلطة برائحة الدماء والورود والحريق هى المحور الذى يلتف ويتفق عليه كل نساء العالم رغم الاختلافات الدينية والثقافية والعرقية والاقتصادية ، تاريخ طويل من النضال لم يتوقف من اجل نيل المساواة والحقوق وحفظ الكرامة.

حريق تاريخى بنيويورك كان دافعا قويا للكفاح لتأمين سلامة العاملات من النساء ، ما زالت أصداء الأحداث الرهيبة التى حدثت فى مصنع( تراينجل شيرتويست ) فى مدينة نيويورك تترد بعد 105 سنين.
حريق مارس فى عام 1911 شب حريق فى مصنع للملابس، مئات من النساء بالداخل ومعظمهن مهاجرات من أوروبا الشرقية يعملن بالخياطة ، قام أفراد المصنع بإغلاق معظم أبواب الخروج لمنع السرقات ، انهار أحد سلالم النجاة من الحريق تحت ثقل النساء اللواتى اندفعن بكثافة للخروج منه ، قفزت النساء من المبنى المرتفع ع علو عشرة طوابق ليواجهن حتفهن موتا من المبنى المرتفع ولاقت الأخريات حتفهن حرقا .

قالت وزارة العمل الأمريكية على موقع الانترنت بمناسبة ذكرى تلك المأساة ، إن ذلك الحريق أودى بحياة 146 شخصا فى أقل من 20 دقيقة (أدى إلى بعض التغييرات فى البلاد لسلامة العمال وقوانين التأمين والأمن والسلامة).

خلال الثورة الفرنسية ، نظمت النساء فى فرنسا مسيرة الى قصر فرساى للمطالبة بحق المرأة فى الانتخابات والتصويت.

فى روسيا فى عام 1917 روسيا كانت لديها خسائر كبيرة فى الحرب والتى بلغت مليونى جندى، ولأن طبيعة المرأة بصفة عامة تميل إلى السلام نظمت المرأة الروسية إضرابا من أجل الخبز والسلام ، رغم ان موعد الإضراب لاقى معارضة شديدة بين الكثير من الزعماء السياسيين ،إلا أن عنصر الإصرار فى دماء المرأة لم يثنها عن المضى فى الإضراب .

أجبر القيصر بعد 4 أيام على التسليم ومنحت الحكومة المؤقتة المرأة حقها فى التصويت ، ووافق هذا يوم 8 مارس من التقويم المتبع فى دول أخرى .

فى عام 1956 خرجت آلاف النساء فى شوارع نيويورك ، للاحتجاج على الظروف اللا إنسانية التى كن يجبرن على العمل فيها، سبقها فى 8 مارس 1908 عادت الآلاف من النساء للتظاهر من جديد فى شوارع مدينة نيويورك ، وهن يحملن شعار خبز وورود ، فى خطوة رمزية للمطالبة بتخفيض ساعات العمل ووقف تشغيل الأطفال ، ومنح النساء حق الانتخاب ، كانت هذه المسيرة بداية تشكيل حركة نسائية مهمة داخل الولايات المتحدة ، بعد أن انضمت نساء من الطبقة الوسطة أيضا إلى موجة المطالبة بالمساوة فى الحقوق ومنها حق الانتخاب ، مما دفع المسئولين السياسيين إلى طرح مشكلة المرأة العاملة على جدول الأعمال اليومى .
على المستوى الوطنى كثيرا من النساء المصريات القائدات اللاتى حاربن على مدى سنوات كالكاتبة الروائية العظيمة (لطيفة الزيات) والتى أولت اهتماما خاصا لشئون المرأة وقضاياها ثم أصبحت عضو مجلس السلام العالمى ، لها رواية عظيمة (الباب المفتوح) والتى قامت ببطولتها (سيدة الشاشة فاتن حمامة) وكانت أروع تجسيد للمرأة والتى استطاعت اتخاذ القرار فى مصير حياتها بعيدا عن التقاليد الزائلة والهيمنة وإظهار طاقتها الكامنة فى القدرة على المشاركة فى المجتمع بقوة إرادتها فى الدفاع عن حقوقها التى منحها الله لها.

نبوية موسى : يجب ان نتذكرها فى يوم المرأة العالمى ، فهى إحدى رائدات التعليم والعمل الإجتماعى واول سيدة تحصل على شهادة الثانوية العامة بعد معاناة مع والدها واسرتها التى كانت تعتبر تعليم البنت خروجا عن المألوف وشيئا غريبا فى هذا الوقت ، لن أستطيع أن أنسى( ملك حفنى ناصف ) أول فتاة تحصل على الشهادة الإبتدائية ، وحصلت على شهادتها العالية ثم اشتغلت بالتعليم فى مدارس البنات الأميرية وكانت اول امرأة دعت الى تحرير المراة .

عالمة الذرة العظيمة التى أحب دائما أن أقرأ عنها( الدكتورة سميرة موسى) تلميذة الدكتور مصطفى مشرفة تلميذ اينشتاين ،حصلت على شهادة الماجستير فى القاهرة ثم سافرت إلى انجلترا ، واستطاعت أن تحصل على الدكتوراة فى أقل من عامين ، كانت أول امرأة عربية حصلت على الدكتوراة واطلقوا عليها اسم (مس كورى المصرية) درست الذرة وامكانية استخدامها فى الأغراض السلمية والعلاج، قد تطوعت لمساعدة مستشفى قصر العينى فى محاولة علاج مرضى السرطان بواسطة الطاقة الذرية، كانت كلها أمل فى تسخير الذرة لخدمة البشرية ولكن لم يمهلها القدر فى 15 اغسطس 1952 أثناء ذهابها لزيارة أحد المفاعلات النووية الأمريكية فى ولاية كاليفورنيا اصطدمت السيارة التى كانت تقلها بسيارة نقل كبيرة كانت متخفية ظهرت فجأة وأعدت لاغتيالها وسقطت سيارتها من الطريق الجبلى كثير المنحنيات .
المجتمعات العربية ليست بالمكان السهل والمنفتح للمرأة للعيش فيها خاصة فى الأرياف ( فمازلن يخضن معارك للحصول على حق التعليم والتعليم الجيد ، إكمال الدراسة ، منع الختان ،عدم زواج القاصرات ) وبالمقابل فى المدن العوائق الكثيرة التى تقابل تحديات المرأة ومتطلباتها ومسئوليتها سواء بالخروج للعمل والسعى او التعليم.

مازالت المرأة لم تأخذ حقها الوافر من التعليم ، جزء كبير من السيدات فى المجتمع المصرى بالرغم من حصولهن على درجات علمية عالية لم يحصلن على حقوقهن فى الوظائف العام والخاصة بالرغم من أن طبيعة المرأة مشاركة صبورة وشجاعة يضرب بها المثل فى التضحية وبناء المجتمعات .
بدون تعليم المرأة وخروجها للعمل واشراكها فى الحياة المجتمعية لن يكون هناك مجتمع آمن أو قيم نبيلة ، لو أردنا إكرام المرأة وتعلية دورها حقا والنهوض بالأجيال القادمة ، لهيئنا للمرأة الظروف المناسبة التى تجعلها تنال كافة حقوقها التى منحها الله لها.

كل عام وكل امرأة فى العالم قادرة على اتخاذ قرار مصير حياتها بعيدا عن أسر التقاليد الموروثة والهيمنة العنصرية المتعصبة.

كل عام وكل امرأة قادرة على إظهار طاقتها الكامنة فى القدرة على المشاركة المجتمعية وقادرة على التعايش وتحمل المسئولية بحب وحرص .

كل عام وكل امرأة قادرة على التحمل وقوية الإرادة والصبر فى الدفاع عن الحقوق التى منحها الله لها بكل ماتملك من وقت وقوة.

كل عام وكل امرأة قادرة على اقتناص فرصتها فى التعليم الجيد فى الأرياف أو المدن ،
كل عام وكل امرأة نائلة حقها فى الأماكن العامة وأماكن صنع القرار وان يرسخ فى الأذهان دورها الفعال على مر التاريخ.

اتمنى أن يأتى اليوم الذى تنال فيه كل فتاة حقها فى مطلق الاختيار والتعليم لأنها لو تعلمت ستنهض بالعالم من حاله المؤلم والدموى، لأنها المعلمة والمربية الأولى للبشرية وللأجيال القادمة والقادرة على توجيه دفة الإنسانية تجاه السلام لا الحرب والكراهية إن تمكنت ستنهار أسس الحروب دائما كانت ومازالت لديها بدائل ومفاجآت.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة